أَنا فيهِم وأَنتَ فِيَّ لِيَبلُغوا كَمالَ الوَحْدَة ويَعرِفَ العالَمُ أَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني وأَنَّكَ أَحبَبتَهم كَما أَحبَبتَني
تشير عبارة "أَنا فيهِم وأَنتَ " إلى كيان واحد ذاتي، فالآب كله للابن والابن كله للآب. وكل ما لأحدهم هو للآخر كما جاء في صلاة يسوع "وجَميعُ ما هو لي فهو لَكَ وما هو لَكَ فهو لي" (يوحنا 17: 10)، ومن هذا المنطلق، نفهم طبيعة الوَحْدَة بين الآب والابن.
وَحْدَة في الآب كما هي في الابن، كذلك يكون الابن يسوع فينا، وهكذا تكون وحدتنا كاملة، فتنتقل محبة الآب بوساطة الابن إلى المؤمنين فيتمتعون بالحب الواحد، حب الآب.
الجدير بالذكر أنَّ يسوع لم يقل "أنت فيَّ وأنت فيهم" لأن حلول الآب في المسيح يختلف عن حلوله في المؤمنين.
ولم يقل المسيح "هم فيك وأنا فيك" لأن ثبوت المسيح في الآب غير ثبوت المؤمنين فيه.
والوَحْدَة بين الآب والابن قائمة على أساس التساوي بينهما، فهم واحد في الجوهر.
أمّا الإنسان فكل واحد مختلف عن الآخر، ولكن وحدتنا مع الله تعني انسكاب قوته فينا ليُعيد تشكيلنا لنصير على صورته، فتلغي عداواتنا وانقساماتنا وتقدّسنا.