لا نستطيع أن نقتفي أثر خطوات الرب، ما لم تكن أعيننا نحوه، نحوه حيث هو الآن. إن بطرس قد نظر بالطبع إلى المسيح الحي أمام عينيه حينما كان المسيح بالجسد على الأرض (مت14: 25-31). أما نحن فيجب أن ننظر إلى مسيح حي حيث هو الآن في المجد عن يمين الله. يقول الرسول بولس « ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة، نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح » (2كو3: 18). نتعلم من هذا أن نمونا أو تغيرنا التدريجي إلى صورة المسيح يتوقف على تثبيت أعيننا فيه، أي في مجده. إذ نتفرس فيه بالإيمان، تقع أشعة ذلك المجد على نفوسنا، فيستعملها الروح القدس في تغييرنا أدبياً إلى صورة ذلك الشخص الذي نتأمل فيه.
انظر كيف كان ذلك في حالة استفانوس عند استشهاده « أما هو فشخص إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس فرأى مجد الله ويسوع قائماً عن يمين الله. فقال ها أنا أنظر السماوات مفتوحة وابن الإنسان قائماً عن يمين الله » (أع7: 55، 56). هكذا كانت حالته، ولكن شهادته أهاجت مضطهديه « فصاحوا بصوت عظيم وسدّوا آذانهم وهجموا عليه بنفس واحدة وأخرجوه خارج المدينة ورجموه ... فكانوا يرجمون استفانوس وهو يدعو ويقول أيها الرب يسوع اقبل روحي. ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم يا رب لا تُقَم لهم هذه الخطية. وإذ قال هذا رقد ». الآن إذا قارنا هذا المنظر بموت الرب يسوع كما نجده في إنجيل لوقا، نجد مُشابهة غريبة. لقد نطق الرب أيضاً بطلبتين وهو على الصليب « يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون » و « يا أبتاه في يديك أستودع روحي » (لو23: 34،46). لماذا إذاً اقتفى استفانوس خطوات سيده بدقة بهذه الكيفية وفي هذا الوقت العصيب؟ ألأنه سمع بأن الرب قد نطق بهاتين الطلبتين ورأى أن ينسج على منواله؟ لو كان الأمر كذلك لكان عمله تقليداً لا قيمة له مُطلقاً. كلا. لقد نظر مجد الرب فكانت النتيجة أنه تغيَّر إلى تلك الصورة عينها. هذا هو سر كل تمثل حقيقي بالمسيح في حياتنا. إذا وضعنا أعيننا عليه كإنسان سائر على الأرض، ثم قُلنا: قد فعل يسوع هذا الأمر أو ذاك فيجب علينا أن نفعل نحن نفس الأمر، فلا بد وأن يكون الفشل نصيبنا. ولكن عندما تتجه العين إلى أعلى وتتفرس فيه، حينئذ سيقودنا الروح القدس في إثر خطوات مثالنا العظيم.
التعديل الأخير تم بواسطة sama smsma ; 01 - 07 - 2012 الساعة 03:17 AM
سبب آخر: المسيح مثالنا