رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وصية مستحيلة وعذبة وصية الإنجيل بالعفة تبدو مستحيلة، بينما يراها البعض عذبة وممتعة، فهل هي وصية خاصة بجماعة معينة وليست للجميع؟ منذ سنوات قليلة في جلسة ودّية إذ كان أحد الأساقفة من الشباب يجلس مع بعض المسئولين، تطرق الحديث إلى الأسقف وشروطه، فذهل البعض عندما سمع أن الأسقف يُختار من بين الرهبان وأنه يعيش بتولًا كل أيام حياته... وكان السؤال: هل يمكن لإنسان أن يعيش كل حياته بلا زواج؟ هذا منطق الكثيرين في العصر الحاضر أنه يستحيل على الإنسان أن يعيش دون علاقات جسدية وعاطفية مع الجنس الآخر، فهذه جميعها في نظرهم أمرًا طبيعيًا لا تختلف عن بقية التزامات الجسد مثل الأكل والشرب والنوم والاستحمام... إنها ضرورة من أجلها يوجد الزواج. أذكر منذ سنوات بعد نهاية اجتماع للشباب في كنيسة الشهيد مارجرجس باسبورتنج جاءني شاب يعترف لأول مرة في حياته، في اعترافه قال: "هل تظن أنه يوجد شاب عفيف بين كل هؤلاء الشباب (وكانوا حوالي 500 شابًا)؟ يستحيل يوجد شاب واحد طاهر! إن أردت تجدهم بعد الاجتماع يقضون الليل في أماكن الدنس...". هكذا كان هؤلاء الشبان في نظره يقومون بدور تمثيلي، يحضرون الاجتماع كما لقوم عادة لتهدئة ضمائرهم، لكنهم يخرجون من الكنيسة ليمارسوا العلاقات الخاطئة كأمر طبيعي حتمي في حياة الإنسان. مرت أسابيع قليلة ثم عاد إليّ الشاب بعينه يعترف، وكان من بين كلماته لي: "إني أتعجب كيف كنت أعيش في الوحل. يُهيأ لي أنه لا يستطيع أحد أن يعيش في العلاقات الجسدية الخاطئة كثيرًا، لأنها "مقرفة"! إنى أظن الآن أنه لا يوجد فعلًا بين هذا الشباب من يلقي بنفسه في هذا الوحل". من هذه القصة الواقعية التي تتكرر كثيرًا نكتشف أن الإنسان عند سقوطه يرى السقوط أمرًا حتميًا طبيعيًا، ويظن أن الكل يشاركونه هذا الضعف الناجم عن الطبيعة الإنسانية وظروف العصر. وعندما يختبر الإنسان ذاته العفة في عذوبتها يجدها ممتعة ومبهجة للنفس، فيأنف من الدنس ويحسب العفة هي قانون طبيعة الإنسان الحيّ. لا نعجب إذن إن رأينا تحت ضغط الضعف الإنساني اكثر من مليون فتاة من الصف الثانوي بأمريكا يحملن كل سنة، وكما يقول دكتور دوبسون إن كثيرات منهن اضطررن إلى ترك الدراسة أو فقدن تفوقهن الدراسي والعلمي،وأن تعتبر العلاقات الجنسية قبل الزواج في نظر الغالبية أمرًا حتميًا، حتى أن من لا يمارس هذه العلاقات يُتهم أحيانًا بالشذوذ الجنسي أو العجز الجنسي أو بالطفولة التي بلا خبرة... تحت مثل هذه الظروف هل يستطيع الإنسان المعاصر -خاصة في البلاد الغريبة- أن يعيش عفيفًا؟ لا يمكننا أن ننكر أن العفة التي يقدمها الإنجيل المقدس تبدو صعبة بل ومستحيلة في نظر الشباب المعاصر، إذ نجد الوصية صريحة: "كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه" (مت28:5)، بينما منطق الكثيرين أنه أمر طبيعي أن يمارس الإنسان العلاقات ذاتها قبل الزواج! هذه الوصية المستحيلة -في نظر الكثيرين- تصير طبيعية بل وعذبة في حياة المؤمن إن أدرك الحقائق التالية:
|
|