|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وعـد .. (1) الأرض جيدة جداً جداً الجمعة 22 نوفمبر 2013 نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس المدن الغربية و توابعها اليوم نتأمل في أحد وعود الله المفرحة التي وعد بها الله شعبه في العهد القديم عندما دعاهم ليخرجوا من ارض مصر إذ قال لهم " فقلت أصعدكم من مذلة مصر ... إلي ارض تفيض لبنا و عسلا " (خر 3 : 17 ) .. و لذلك أوصي الرب موسي أن يرسل من رجال بني إسرائيل اثني عشر رجلا ليتجسسوا هذه الأرض ( ثم كلم الرب موسي قائلا أرسل رجالا ليتجسسوا ارض كنعان التي أنا معطيها لبني إسرائيل ) ( خر13 : 2 ). الوعد المشجع بعد عودة الرجال من تجسس أرض كنعان تكلم عشرة من الرجال قائلين " حقا أنها تفيض لبنا و عسلا و هذا ثمرها غير أن الشعب الساكن في الأرض معتز و المدن حصينة عظيمة جدا " ( خر13 : 27-28 ).. و كان نتيجة ذلك أن الشعب خاف ... و تذمر .. و قالوا " أليس خير لنا أن نرجع إلي مصر " ( خر 14: 3 ) ولكن بقى اثنان هما يشـوع بن نون وكالـب بن يفنة الذين قالا "إننا نصعد ونمتلكها لأننا قادرون عليها "(عد13: 30)، ثم كلما كل جماعة إسرائيل "الأرض التي مررنا فيها لنتجسسها الأرض جيدة جداً جداً. إن سر بنا الرب يدخلنا إلى هذه الأرض ويعطينا إياها أرضاً تفيض لبناً وعسلاً. إنما لا تتمردوا على الرب ولا تخافوا من شعب الأرض لأنهم خبزنا. قد زال عنهم ظلهم والرب معنا. لا تخافوهم "(عد14: 7- 9) ... هنا و أحب أن أؤكد أن استجابتنا لوعود الرب لنا قد تكون مختلفة .. فالبعض يقبل .. و البعض يرفض ..و لكننا نحن – في الأساس – الذين نستطيع أن ننال بركة مواعيد الرب أو نخسرها, عندما نرفض أو نقبل أن نجتهد من اجل الحصول علي وعد الرب لنا . هنا و احبك أن تلا حظ أيضا التدرج في الوعد " إن سر بنا الرب يدخلنا إلى هذه الأرض ويعطينا إياها أرضاً تفيض لبناً وعسلاً "(عد14: 8). عندما يسر بك الرب يدخلك بيتاً مسيحياً ويملكك إياه, .. ويعطيك لبناً وعسلاً أي حياة نقية وحلوة. شروط الحصول على الأرض الجيدة و نحن في حياتنا الشخصية .. مسرة الرب هي أن يعطينا .. حياة جيدة .. و أرضا جيدة .. و لكن هل نقبل أن نأخذ من يد الرب ؟.. كانت هذه هي الشروط التي تكلم عنها كالب بن يفنة و يشوع بن نون .. لكي يدخل الرب شعبه إلي الأرض التي تفيض لبنا و عسلا .. و هي نفسها الشروط التي نحتاج أن نراجعها في حياتنا إن أردنا أن ننال مواعيد الرب و عطاياه الطيبة لنا ... - مسـرة الرب بنا يقول يشوع وكالب " إن سر بنا الرب يدخلنا إلى هذه الأرض" .. فالأرض جيدة .. وعطايا الرب جيدة... ولكن كل هذا يجب أن يقابله مسرة الرب بنا.. فلا تتكل على أن الأرض جيدة.. و تذهب إلى عبادة آلهة غريبة مثلما فعل الشعب قديماً عندما عبدوا العجل الذهبي (راجع خر32)، أو تتذمر على الرب وتحزن قلبه... أو تسلك في خطية عخان بن كرمى الذي سرق من الغنيمة، فكان ذلك سبباً في هزيمة الشعب كله أمام عاى البلد الصغيرة لأن الرب قال لهم " في وسطك حرام يا إسرائيل "(يش7: 13) لذلك تكلم الرب لشعبه .. لكي تحصلوا على الأرض الجيدة لابد أن تبيدوا الحرام من وسطكم. و الإنسان الحكيم يجلس مع نفسه ويدقق في حياته ما هي الأشياء التي تغضب الرب ؟ وإذا وجدت شيئاً في حياتك لا يسر به الرب, سوف يشعر أن الأرض غير جيدة .. والعطية غير جيدة .. فان كنا نريد أن تكون بيوتنا سبب مسرة للرب , مملوءة بالحب والسلام بين أفراد البيت, ولا يوجد فيها أي نوع من الانحرافات, فإننا لابد أن نحرص أن تكون حياتنا سبب مسرة لله . نحن نؤمن أن الله يعطينا كل ذلك ولكن لابد أن يسر الرب بك, فلا تعمل شيئاً يغضبه, بل اجتهد أن تكون حياتك بحسب قلب الله . فأولاد الله يحرصون أن يكون كل شيء في حياتهم سبب مسرة للرب. - عدم التمرد يقول يشوع للشعب "إنما لا تتمردوا على الرب ولا تخافوا من شعب الأرض لأنهم خبزنا. قد زال عنهمْ ظلهم والرب معنا. لا تخافوهم"(عد14: 9). التمرد من أكثر الخطايا التي تحزن قلب الله .. فعندما تذمر الشعب حرموا من الدخول إلي أرض الموعد .. بل إن كل الذين ولدوا في أرض مصر ثم خرجوا من أرض العبودية وتذمروا على الرب ماتوا في البرية .. عدا يشوع بن نون وكالب بن يفنة اللذين دخلا أرض الموعد .. حتى موسى النبي نفسه عندما دخله بعض التذمر في نهاية حياته, عندما طلب ماء من أجل الشعب وقال له الرب "خذ العصا واجمع الجماعة أنت وهارون أخوك وكلما الصخرة أمام أعينهم أن تعطى ماءها .. جمع موسى وهارون الجمهور أمام الصخرة فقال لهم : «اسمعوا أيها المردة ! أمن هذه الصخرة نخرج لكم ماء ؟». ورفع موسى يده وضرب الصخرة بعصاه مرتين. فقال الرب لموسى وهارون : «من أجل إنكما لم تؤمنا بى حتى تقدساني أمام أعين بنى إسـرائيل لذلك لا تدخلان هـذه الجماعة إلى الأرض التي أعطيتهم إياها »(عد20: 6- 13). وهكذا وقعت عقوبة أرضية على موسى بأنه لن يدخل أرض الموعد، وإن كان قد دخل إلى السماء. تذكر أيضا الابن الأكبر في مثل الابن الشاطر.. الذي أعطاه أبوه كل شيء ولكنه تذمر قائلاً "جدياً لم تعطني قط لأفرح مع أصدقائي "(لو15: 29) .. !! و علي الجانب الآخر هناك آخرين لا يتذمروا.. بل هم يقبلون كل ما يأتي عليهم في سبيل أن يبقوا مع الرب .. فمعلمنا بولس الرسول بعد إيمانه بالسيد المسيح قال ".. الذي من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح "(فى3: 8). و معلمنا بطرس ترك السفينة والشِباك وتبع يسوع (مت4: 20) .. يقول كل ما تركته لا يساوى شيئاً في مقابل أن أقدم شعباً للمسيح، وهذا أثمن من كل أموال العالم. نحن أيضا قد نؤمن أن الرب يعطينا أرضاً جيدة وبيتاً جيداً، ... ولكن يحدث أحيانا إننا عندما نجد شيئاً ناقصاً في البيت نتذكره فقط وننسى كل نِعم الرب .. و عندها تكون علاقتنا بالرب علاقة أخذ وعطاء وليست علاقة حب ...فنتذمر !! لكننا يجب أن تتذكر دائما أننا يجب أن نقبل قيود الإنجيل.. و نراها أكثر بهجة وسعادة من حرية العالم .. ولا نتمرد بسبب الالتزام بضوابط حياتنا المسيحية ... لأننا نعلم أن العالم يعطى سعادة مزيفة .. أما أنت فاختار أن تحيا في طاعة الرب بلا تذمر لكي تعيش في أسرة تتمتع بالسلام وتسير في مخافة الله. لذلك عندما يأتيك فكر التذمر تذكر عطايا الرب الكثيرة لك .. وبدلاً من التذمر ارفع قلبك في صلاة. عدم الخـــوف " ... لا تخافوا من شعب الأرض ..." فالكثيرون ينظرون إلي ما حولهم من الظروف و المتغيرات .. و يخافون .. , و يتساءل الكثيرون في هذه الأيام عن مستقبل الكنيسة في خوف .. و قلق ؟ و لكننا نجيبهم إن الكنيسة مرت بأزمنة صعبة وأكثر ظلاماً مما نراه الآن، وبالرغم من ذلك ظلت باقية لأن ربنا أعطانا وعداً نؤمن به "أن أبواب الجحيم لن تقوى عليها"(مت16: 18) .. لذلك فنحن لا نخاف أبدا .. والآن أيضا عندما يفكر البعض في الهجرة بسبب الخوف من الأحداث المحيطة بنا ..فإننا نقول لهم.. لا تجعل قرار الهجرة من منطلق الخوف من المستقبل بل من منطلق حياة التسليم للرب. الرب معنا... نحن نعلم أننا لكي ننال مواعيد الرب لابد من أن نجتاز العديد من الصعوبات... فالشعب في طريقه إلي ارض الموعد قابلته ضيقات كثيرة ... مثل قلة الماء .. ولكن الرب كان يخرج لهم الماء من الصخرة .. وقلة الطعام ... و لكنه كان يهبهم طعاماً سمائياً .. و مقابلة الشعوب الغريبة مثل الأموريين والحيثيين .. و لكن الرب كان دائما يهبهم النصرة علي أعدائهم و مقاوميهم .. ليتنا نتذكر كلمات يشوع وكالب " إن سر الرب بنا يدخلنا إلى هذه الأرض"... "الرب معنا لا تخافوهم"، (عد14: 8)، فعندما تذهب إلى المريض تقول له [ الرب يسر بك .. الرب معك و هو قادر أن يشفيك ]، وعندما تقابل إنسان يعانى من مشكلة تقول له [ إن الأرض جيدة.. ونحن نعلم ان الرب معنا .. لا تخافوهم ..سوف تحل المشكلة ]، وهكذا. |
|