رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تكرار الدعوة له: 14 فَقَامَ رُؤَسَاءُ مُوآبَ وَأَتَوْا إِلَى بَالاَقَ وَقَالُوا: «أَبَى بَلْعَامُ أَنْ يَأْتِيَ مَعَنَا». 15 فَعَادَ بَالاَقُ وَأَرْسَلَ أَيْضًا رُؤَسَاءَ أَكْثَرَ وَأَعْظَمَ مِنْ أُولئِكَ. 16 فَأَتَوْا إِلَى بَلْعَامَ وَقَالُوا لَهُ: «هكَذَا قَالَ بَالاَقُ بْنُ صِفُّورَ: لاَ تَمْتَنِعْ مِنَ الإِتْيَانِ إِلَيَّ، 17 لأَنِّي أُكْرِمُكَ إِكْرَامًا عَظِيمًا، وَكُلَّ مَا تَقُولُ لِي أَفْعَلُهُ. فَتَعَالَ الآنَ الْعَنْ لِي هذَا الشَّعْبَ». 18 فَأَجَابَ بَلْعَامُ وَقَالَ لِعَبِيدِ بَالاَقَ: «وَلَوْ أَعْطَانِي بَالاَقُ مِلْءَ بَيْتِهِ فِضَّةً وَذَهَبًا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَتَجَاوَزَ قَوْلَ الرَّبِّ إِلهِي لأَعْمَلَ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا. 19 فَالآنَ امْكُثُوا هُنَا أَنْتُمْ أَيْضًا هذِهِ اللَّيْلَةَ لأَعْلَمَ مَاذَا يَعُودُ الرَّبُّ يُكَلِّمُنِي بِهِ». 20 فَأَتَى اللهُ إِلَى بَلْعَامَ لَيْلًا وَقَالَ لَهُ: «إِنْ أَتَى الرِّجَالُ لِيَدْعُوكَ فَقُمِ اذْهَبْ مَعَهُمْ، إِنَّمَا تَعْمَلُ الأَمْرَ الَّذِي أُكَلِّمُكَ بِهِ فَقَطْ». 21 فَقَامَ بَلْعَامُ صَبَاحًا وَشَدَّ عَلَى أَتَانِهِ وَانْطَلَقَ مَعَ رُؤَسَاءِ مُوآبَ. إذ رفض بلعام أن يذهب مع رسل بالاق، عاد فأرسل إليه أناسًا أعظم "رؤساء موآب" [14]، وأغراه بالمال قائلًا له: "لأني أكرمك إكرامًا عظيمًا وكل ما تقول لي أفعله. فتعال إلعن لي هذا الشعب" [17]. لقد أجاب في حزم "ولو أعطاني بالاق ملء بيته فضة وذهبًا لا أقدر أن أتجاوز قول الرب إلهي لأعمل صغيرًا أو كبيرًا" [18]. إنها إجابة قاطعة وقويّة توبخ المؤمنين، وكما يقول السيد المسيح أن أبناء هذا الدهر صاروا أحكم من أبناء الملكوت لقد سجلها الوحي الإلهي لتوبيخنا، كما وبخ الله يونان النبي بواسطة رجل وثني، إذ قال له: "مالك نائمًا. قم اصرخ إلى إلهك عسى أن يفتكر الإله فينا فلا نهلك" (يون 1: 6). مع هذه الإجابة القويّة مال قلبه نحو المكافأة الأرضيّة فعِوَض أن يرد عليهم بما أخبره الرب أولًا سألهم أن يمكثوا ليلة ليسمع صوت الرب ثانية، وكأنه كان يأمل أن يغيِّر رأيه، لهذا سمح له الرب بالنزول حسب سؤل قلبه. كثيرًا ما يستجيب الله لنا حسب انحراف قلبنا إن أصررنا على طلبتنا. يعلق العلامة أوريجينوس على تصرف بلعام هذا قائلًا: [إنه يريد أن يسمع، فإن الإنسان الجشع لا يستطيع أن يرفض المنفعة بسهولة. فإنه ماذا يسمع من الله في هذه المرة؟ "إن أتى الرجال ليدعوك فقم اذهب معهم" [20]. لقد تركه الرب لرغبته الخاصة لكي ما يستفيد، فيتحقق فيه ما كتب: "سلمتهم إلى قساوة قلوبهم ليسلكوا في مؤامرات أنفسهم" (مز 81: 12). وفي نفس الوقت تكمل خطة الإرادة الإلهيّة... إذ كانت شهوة المنفعة الماديّة تسود على قلبه لهذا لم توضع كلمة الله في قلبه إنما في فمه. عجيبة هي كلمة الله وعظيمة، فإنه إذ لا يمكن أن تصل إلى الأمم النبوات الخاصة داخل إطار إسرائيل، لهذا استخدم الله بلعام الذي كان الأمم يثقون فيه، لكي يعرفوا أسرار المسيح المخفيّة ويقدم لهم كنزًا ثمينًا، لا خلال القلب والروح بل بالأكثر خلال الفم والكلام]. |
|