|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قارورة الطيب "فامتلأ البيت من رائحة الطيب" (يو 12 : 3) كل دمعة يسكبها الإنسان أمام الله، هي أغلى من طيب الناردين، يجمعها الله ويحفظها عنده: "اجعل انت دموعي في زقك اما هي في سفرك" (مز 56 : 8) دموع التوبة الصادقة الممزوجة بالملامة والرجاء، ودموع التعزية عندما نتأمل في غفران الله وعطاياه وطول أناته، ودموع الحب عندما تضطرم الشفقة في قلوبنا باتجاه الآخرين وتحرك محبتنا تلك الأحشاء، ودموع الفرح عندما لا تكفي الابتسامة والضحكة كتعبير عن الفرح القلبي، والعرق الذي نبذله في خدمة الآخرين (وجمعه أعراق أي اتعاب) هو طيب غالي كثير الثمن عند الله، لانه عصارة الحب خاصة عندما يكون برضى. والهدايا التي نقدمها لله في هيكله مثل البخور والشمع والاباركة وغيرها والعطايا المالية هي قارورة طيب أيضا. وعندما نقول له أنه ليس لدينا ما نشتري به الطيب أو نقدم به الهدايا لدينا المشاعر والكلمات الطيبة، فقد تقدم فتاة لامها هدية في عيدها شعرها الذي تقصه اكراماً لها، أفما يحسب هذا طيبا ثميناً، وعندما يقدم شخصا جزءا من جسده لينقذ حياة آخر، أفما يفوق عمله ما قدمته تلك المرأة. والذين قدموا دمائهم الذكية في الاستشهاد أما تحس هذه الدماء أغلى من الناردين، (لقد قيل في التقليد الكنسي ان أجساد الشهداء كانت تفوح منها رائحة عطرة هذه الدماء أثمن من أي طيب) هكذا الذين يقدمون كلمات المديح والتشجيع والملاطفة، والذين يخففون عن المتألمين أليس هذا شكلا من أشكال الطيب، حتى ليقال أنه "طيّب" خاطره !! ألم يضمد السامري جراح المصاب بالخمر والزيت، وكان في الواقع يقدم افخر الأطياب، بل والذي يقدم مجرد جرعة ماء لعطشان أما تحسب تلك القطرات من الماء أثمن من الطيب .. إن الطيب في أروع معانيه وأهدافه هو أن تهب الشعور بالراحة والرضى للآخر هذه هي قارورة الطيب.... هذا فعلته ساكبة الطيب، ويفعله كل شخص يقدم لحظات من الرضى والراحة للآخرين انبا مكاريوس |
|