رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"يرُد نفسي يهديني إلى سُبل البر من أجل اسمه" (مز 23: 3 ) لمزيد من الضوء على هذه الأية نلجأ إلى نور العهد الجديد، حيث نقرأ في رسالة تيطس2: 12 أن نعمة الله معلمة إيانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر. وهذه الآية تتوسط ثلاث عبارات تُعتبر خُلاصة تعليم العهد الجديد كله. فعدد11 يُعتبر خُلاصة تعاليم الإنجيل، وعدد12 يُعتبر خُلاصة تعاليم الرسائل، أما عدد13 فهو يتمشى مع سفر الرؤيا. فالآية الآولى تُرينا النعمة المخلِّصة مقدَّمة لجميع الناس، والآية الثانية تُرينا تعليم النعمة، أما الآية الثالثة فتُرينا الرجاء الذي ننتظره. وبين البشارة الطيبة في عدد11 والرجاء المبارك الذي سيتحقق قريباً في عدد13، نرى "سُبل البر" في عدد12، وهو "أن ننكر الفجور والشهوات العالمية، ونعيش بالتعقل والبر والتقوى". ونلاحظ أن تعليم النعمة هنا يحتوي على أمر سلبي وآخر إيجابي.. الأمر السلبي هو أن ننكر الفجور والشهوات العالمية. إنها وصية إلهية، كما هو مكتوب "كفوا عن فعل الشر. تعلموا الخير" (إش 1: 16 ،17)، وأيضاً "كونوا كارهين الشر، ملتصقين بالخير" (إش 1: 16 ). وإنكار هذه الشهوات شرط أساسي لنمونا في النعمة، فلكي ننمو في النعمة لا بد أن "نطرح كل خبث وكل مكر والرياء والحسد وكل مذمة" (إش 1: 16 ). أما المستوى الثاني في مدرسة النعمة فهو إيجابي .. أن نعيش "بالتعقل والبر والتقوى". دعنا نتأمل بعُمق في هذه الكلمات الثلاثة الرائعة .. إنها تمس كل جوانب الحياة. "فالتعقل" .. يكلمنا عن "العالم الداخلي"، مثل أفكارنا، كلماتنا، طباعنا، التي يجب أن نحكم عليها، فنعيش ونحن نحكم على ذواتنا. "والبر" .. يشير إلى "العالم الخارجي" المُحيط بنا، أي نحيا حياة البر العملي أمام الناس. أما "التقوى" فتكلمنا عن "العالم العلوي" السماوي، العلاقة بالرب ومخافته وحده، كما هو مكتوب "فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله" (كو 3: 1 ). جورج هندرسون |
|