رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دوافع إلهية مقدسة في الخدمة لا شك أن خدمة الرب بمجالاتها المختلفة والمتسعة، تجعل القائمين بها في كل مكان، لهم دوافعهم وبواعثهم للقيام بهذه الخدمة أو تلك. وبما أننا لا نستطيع أن نجزم بأن كل الدوافع نقية تمامًا، إذ قد تكون هناك دوافع مختلفة نظرًا لقصور الطبيعة الإنسانية من جانب، وقد تكون للبعض وجهات نظر مختلفة في مفهوم الخدمة من الجانب الآخر، طبقًا لمدى الاستنارة الروحية في هذه الأمور. كما أنه لا يمكننا أن نغفل دور العوامل النفسية والعاطفية في تحريك الخادم. إلا أننا سنحاول، بنعمة الرب، وعلى قدر استطاعتنا، أن نطرح بعض الأفكار عن دوافع الخدمة الصحيحة، لتكون خدمتنا للرب أكثر صدقًا وإخلاصًا، دون أن ندَّعي الكمال. يجب أن يكون لدى مَن يخدم الرب رغبة صادقة ومُخلصة أن يعمل ما يريده الرب أن يعمل، كما قال الرب عن داود «رَجُلاً حَسَبَ قَلْبِي الَّذِي سَيَصْنَعُ كُلَّ مَشِيئَتِي» (أع13: 22). أن يكون باعث الخدمة هو قيادة النفوس إلى المسيح، والرغبة في ازدياد ثقة وإيمان المخدومين بالمسيح، مع تمكين الشركة والعلاقة الشخصية معه. إن أحد أهم بواعث الخدمة أن يهدف الخادم إلى ازدياد ثقة النفوس في سلامة وصحة الوحي الإلهي ”الكتاب المقدس“، وعدم التشكك فيه، وازدياد التقدير لهذا الكتاب العظيم. أن يكون دافع الخدمة هو المحبة الصادقة والمُخلصة للرب، وبالتالي انعكاس هذه المحبة من نحو النفوس، إذ يجب أن يخدمها بأحشاء وعواطف قلب المسيح. أحد دوافع الخدمة الصحيحة لكل مَن يخدم في كنيسة الله، أن يكون عاملاً مجتهدًا في توطيد الشركة بين القديسين، باعتبارهم جسدًا واحدًا، لا إلى انقسامهم وتشتيتهم. وهنا يجب ألاّ يكون الخادم العامل وسط الجماعة التي يخدم بينها عاملاً على استمالة البعض له لتأييده ومُناصرته، أيًا كانت الأسباب، لأنه في كنيسة الله «لا شيء بتحزب» (في2: 3). أن لا يكون الدافع من وراء الخدمة هو تحقيق مكاسب شخصية، أدبية كانت أم مادية. فهنا ينتفي الدافع المقدس وتفقد الخدمة مصداقيتها وفاعليتها. أن لا يكون الغرض من الخدمة هو ترويج الخادم ”لفِكره“ أو ما يُسمى ”بمدرسة روحية“ ينتمي إليها، بحيث يكون هذا الفكر أو التوجه هو الهدف لخدمته، متخذًا من اسم المسيح عباءة لذلك الهدف. ومن هنا وجب أن يكون باعث الخدمة هو تقدُّم القديسين وفرحهم، وإدخال التعزية إلى قلوبهم، عن طريق خدمة تتصف بالمحبة، والاهتمام ببنيان روحي سليم من كل النواحي التعليمية والسلوكية. عندما تكون البواعث روحية ومقدسة فهي تتجنب اتخاذ الخدمة مجالاً لطعن الآخرين، وبصفة خاصة خدام الرب، أو الانتقاص من قدرهم وسرد نقائصهم بصورة عَلَنية. لتكن خدمتك ”شريفة“. يجب أن يكون الخادم خارج حَلبة المنافسة بين المتنافسين في مجالات الخدمة المختلفة، ولنا في الرسول بولس خير مثال لذلك (في1: 15-18). يجب الحرص الشديد أن لا يكون دافع القيام بخدمة ما هو إثبات جدارة الخادم الشخصية، فلا ينبغي أن يتخذ الشخص من الخدمة مجالاً لإثبات الذات. عندما يتأكد الخادم من حصوله على موهبة من الرب، نجده بكل ترحاب يفسح المجال لأن يشاركه الآخرون في الخدمة، بلا حسد أو غيرة، أو احتكار الخدمة، أو التسلط، وهذا من منطلق اقتناعه بأن الرب هو المهيمن على الخدمة. في الخدمة الصحيحة يجب أن يحافظ الخادم على كرامة خدمة المسيح، بحيث يتجنب كل ما ينتقص من كرامة الخدمة، أو يلقي بالظلال على تعففه. عندما يكون دافع الخدمة هو المحبة المُخلِصة للمسيح، فإن هذا يهيئ مَن يخدم لاحتمال المشقات والمقاومات المتنوعة، في طريق خدمة الرب بصبر. عندما يكون دافع الخدمة صحيحًا، تنتفي من الخادم روح الأنين والشكوى والتذمر، بل تؤدَى الخدمة بالفرح والابتهاج. إن الدوافع الصحيحة تجعل من الخادم شخصًا ”حرًّا“، لأنه يحمل نير المسيح، وبالتالي يتصف بالشجاعة وعدم الخوف، فلا يملَث بشفتيه لإرضاء الناس، إذ هو شخص يعمل مع المسيح، ولحساب المسيح فقط، الذي له كل الإكرام والاحترام والمجد. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بعض دوافع الصلاة كما ظهرت في مثالنا الأعظم| قيادة الله في الخدمة |
دوافع الخدمة في حقل الرب |
الحب من دوافع الخدمة |
الخدمة هي غيرة مقدسة |
الحب من دوافع الخدمة |