كانت الخدمة الروحية بالنسبة للاويين أكثر تميزًا وقداسة عن التي كان يشغلها بقية الأسباط، لكنها لم تصل إلي خدمة الكهنة، ذلك أنهم كانوا مُقدَّمين إلي الكهنة، الذين يقومون بإرشادهم في كل تفاصيل خدمتهم. لذا لا بد أن ندرك هذا الحق الواضح في كلمة الله: إن العبادة والسجود يأتيان أولاً، ثم يأتي دور الخدمة تاليًا لهما. وإذا لم ندرك هذا الحق لن نجد مكاننا الصحيح في الترتيب الإلهي للخدمة.
والخدمة كما نراها هنا هي «خدمة المسكن» (عد3: 7, 8). وإنه من المفيد أن نفهم ماذا يعني هذا، فالخيمة هي «شِبهَ السَّماويات وظِلَّها» و«أمثِلَةَ الأشـياء التي في السَّماوات» (عب8: 5؛ 9: 23)، فهي تمثل المشهد العظيم الذي فيه يُستعرض مجد الله في المسيح. ونحن كلاويين مُقرَّبون إلي الله (عد16: 9)، ومدعوون لنخدم نظام سماوي في طبيعته، تحت إرشاد هارون الحقيقي وبنيه (أي الروحيين في الجماعة). لذا كان على اللاويين أن يأخذوا مركزهم حول خيمة الاجتماع (عد2: 17). ألا يُبين هذا أن اللاويين كان لهم شعور دائم ومستمر بحضور الله؟ وأن خدمتهم لله كان لها الصدارة والأولوية على كل اعتبارات أخرى؟ وطالما أن خدمتهم كان لها علاقة بخيمة الاجتماع؛ فلا بد أن يعيشوا بالقرب منها.