|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله وحده يقدر أن يغفر خطيئة الإنسان، والمسيح جاء يُجسِّد هذه الحقيقة. إزاء رفض الكتبة لهذه الحقيقة، أعطاهم يسوع تأكيدًا، هو تأكيد الأسهل بواسطة الأصعب. فمن السَّهل أن يقال للمرء أن خطيئته قد غُفرت، إنّما هذه المَغفرة لا يُمكن أن نلمسها ونؤكّدها، لان مغفرة الخطايا لا تُرى بالعَين البَشريَّة، بل هي موضوع إيمانٍ وثقةٍ بالله الغافر، أمّا الشِّفاء فهو مرئي ومحسوس، ولا يُمكن أن ننكره. وما كان الشِّفاء إلاَّ دليل، وهو ليس الأهم ولا العمل المِحوريّ في هذا النَّص. شِفَاء الإنسان من خطيئته هو الهدف الأعمق، أمّا الشِّفاء الجسديّ فتمّ من أجل إيمان الجماعة الحاضرة، كإعلان لقدرة المسيح على مغفرة الخطيئة ونتائجها: الموت والمرض والألم، وبالتَّالي المسيح لم يُجذّف بل هو الله المُتجسد الذي يغفر الخطايا. إن سُلطان مغفرة الخطايا تتعلّق بالله، ويسوع ينسب هذه السُّلطان إلى شخصه، كما أعلن:" أَنَّ ابنَ الإِنسانِ له سُلطانٌ يَغفِرُ بِه الخَطايا في الأَرض " (مرقس 2: 10)، ومعنى ذلك أن المسيح هو على الأرض مُرسلًا من الله الآب، ويعمل كلّ شيء باسمه ولمجده؛ ومغفرة الخطايا والشِّفاء الجسديّ ما هو إلاّ تتميم لإرادة الله الخالق وإعادة الخليقة إلى جمالها الأوّل. |
|