قام يشوع بنفسه بقراءة توراة موسى، وكأنه يمثل يشوعنا الحقيقي، ربنا يسوع الذي قام ليملك فينا بعد موت الحرف الموسوي ليقرأ لنا الناموس الموسوي، لكن ليس خلال البرقع، ولا خلال الرموز والظلال، إنما يدخل بنا إلى أسراره الخفية بفكر روحي فائق.
يقول العلامة أوريجانوس: [لقد قرأ يشوع الناموس عندما أظهر سرّ الناموس. فإننا نحن أعضاء الكنيسة الجامعة لا نحتقر ناموس موسى بل نقبله بشرط أن يقوم يسوع بقراءته، فإننا لا نفهمه كما ينبغي ما لم يقرأه المسيح فندركه أحكامه ونظرته. نعم ألم يستلم بولس طريقة تفكير يسوع عندما قال: "نحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله" وأيضًا - تلميذًا عمواس- "قالا بعضهما لبعض: ألم يكن قلبنا ملتهبًا فينا إذ كان يُكلمنا في الطريق ويوضح لنا الكتب" (لو 24: 32)، إذ كان المسيح قد "ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب (لو 24: 27)].