رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سفر الرؤيا 1 مقدمة: "الإنجيل الخامس"، هكذا لسمّينا سفر الرؤيا لو أردنا أن نعيد تسميته. لأنّ الإنجيل أي البُشرى الصالحة هو الربّ يسوع المسيح. صحيح، أنّ قصة يسوع مسرودة في الأناجيل (متى، مرقس، لوقا) بحسب تسلسلها الزمنيّ (الميلاد، العماد، التبشير، الموت والقيامة)، أمّا في سفر الرؤيا فالأحداث محورها يسوع: يسوع هو البشرى الصالحة وهو الذي سيتمّم الكتب. للوهلة الأولى، قد نهاب الكتاب، ونستصعبه. ولكن ما إن نبدأ بقراءته وتفسيره وتأمّله حتّى ينجلي أمام أعيننا جماله. فسفر الرؤيا يُعَدّ من أجمل أسفار الكتاب المقدّس لأنّه كتاب الرجاء. ككلّ الكتب الرؤيويّة في العهدين القديم والجديد، هو كتاب الرجاء في زمن الأزمات الملحّة. فهو إذن مناسب جدّاً لزمننا الحاضر. هو بمثابة جواب راعويّ وحياتيّ يشدّدنا اليوم ويثبّتنا على صخرة الإيمان بيسوع المسيح. فالخلاص، خلاصنا، اسمه يسوع، ونحن ننتظره ونرجوه: "تعالَ أيّها الربّ يسوع"، على هذا الدعاء الملحّ ينتهي سفر الرؤيا. أ-مضمون الكتاب كلمة "رؤيا" ((Apocalypto, Apocalypsis تعني حرفيّاً "أمرٌ كان باطناً وانكشف، أي أنّ رسالة من السماء ستُكشف للشعب". وهذه الرسالة هي رسالة الخلاص. والخلاص لا يعني فقط الانعتاق من نير الخطيئة بل الامتلاء حتى تبلغ في الإنسانيّة ملء قامة المسيح. المسيح هو المقياس وخلاص الإنسان هو أن ينمو ويكبر في "الحكمة والقامة والنعمة" عند الله والناس. والإنسان لا يحقّق ذاته فقط زمن اليسر بل أيضاً وخاصةً زمن الألم والصعوبات. وهذا ما تصبو إليه الرؤيا وهو أن تصل رسالة الخلاص إلى الإنسان المؤمن وتكون له كلمة حياة، يعيش من خلالها وبها يتغذّى ويتقوّى ويترسّخ. وتتوجّه الرسالة بنوع خاص الى المسيحيين المضطهدين وهم بأغلبيتهم وثنيّو الأصل وقد ارتدّوا كباراً الى المسيحيّة، لذا فهم بحاجة إلى سند في عصرٍ لا سند لهم فيه، هم بحاجة لسماع كلمة رجاء وتشجيع. فكانت هذه الرسالة دعوة للثبات والصمود والتمسّك بالإيمان رغم المضايقات والاضطهادات والأزمات. ب-الأسلوب الرؤيوي لا ينحصر الأسلوب الرؤيوي بسفر الرؤيا دون سواه، فهكذا أسلوب نراه بيّناً في بعض أسفار العهد القديم ومنها سفر حزقيال، سفر أشعيا وسفر دانيال بنوع خاص. كما لا تخلو الأناجيل من بعض الإشارات والمقاطع الرؤيويّة (متى الفصل 20،...). ومن خصائص هذا الأسلوب استخدام إستعارات وتعابير، تشابيه وصور ورموز بغية إيصال رسالة معيّنة. استعمل كاتب الرؤيا هذا الأسلوب في زمن اضطهاد صعب (حكم الأمبراطور دومينيسيان القادم من بعد نيرون حوالي سنة 94) لإيصال رسالته المسيحيّة مشفّرة تعتمد الصورة أكثر من الكلمة المباشرة الواضحة. والأمثلة على هذا الاسلوب الصوريّ كثيرة في سفر الرؤيا: المرأة الملتحفة بالشمس وتحت قدميها القمر... |
27 - 03 - 2013, 05:07 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر الرؤيا 1
1-الرموز في زمن الأزمات والإضطهادات، كانت المراسلات تتمّ بطريقة مبطّنة ومشفّرة، يفهمها المرسَل إليه دون سواه. لذا تكثر فيها الإستعارات والتشابيه والتلميحات، فكلّ شيء مستعار: إسم الكاتب، المكان، الزمان، الألوان،... ولكلّ استعارة رموزها وتفاسيرها. فالتنّين ذو الرؤوس العشرة يرمز مثلاً إلى الإمبراطوريّة الرومانيّة التي "تأكل رؤوس الشعب" وعلى رأسها 10 ملوك... وهذه الرموز هي بمثابة مفاتيح قراءة، ما ان نفكّها حتى تنجلي أمامنا رسالة الخلاص والرجاء التي أرادها الكاتب. رموز أُخِذت من الحضارة الفارسيّة والديانة الهندوسية والأساطير اليونانية فجرّدت من معناها الوثني ووُضعت في إطار كتابي، بيبليّ، خلاصيّ، مجسَّد. 2- الأسماء المستعارة ((Pseudonymes عرف سفر الرؤيا باسم رؤيا يوحنا، على أنّ الاسم نفسه قد يكون مستعاراً. فاسم "يوحنّا" قد يدلّ مثلاً على المدرسة اليوحانويّة بذاتها، أم أنّ صاحبه ابتغى من خلاله نسب هذا الكتاب الى اسم معروف يكسبه المصداقيّة والانتشار. 3- الأزمنة المستعارة سفر دانيال يعود الى القرن الأول قبل المسيح على عهد المكابيين الذين قاتلوا وقُتِلوا دفاعاً عن اليهود المضطهدين. لكنّ الكاتب حرص على أن يكتب وكأنّه زامَنَ السّبي إلى بابل أي 600 سنة قبل المسيح، في عهد نبوخذنصّر نفسه: "أنا دانيال نشأت وكبرت... في بابل". الهدف من هذا الزمان المستعار هو إبراز الزمن الحالي وتقييمه على ضوء الماضي: فمن يقرأ كتاب دانيال، مسترجعاً زمن السبي، يتنبّه للمعاناة والاضطهاد الشديد القاسي الذي يعيشه الشعب. وكاتب الرؤيا أيضاً شبّه أذى الأمبراطورية الرومانية بزمن بابل، وذلك بهدف إعطاء الحدث الأول (إضطهاد المسيحيين في زمن روما) إطار الحدث الثاني (زمن بابل). 4- الأماكن المستعارة لا ندري ما إذا كان كاتب الرؤيا منفيّ في جزيرة Pathmos، إذ أنّ النفي يشابه حبساً قاسياً يعجز فيه الإنسان عن كتابة رسائل وإيصالها إلى الكنائس المجاورة. إنما الكاتب يريد أن يُظهر أهميّة ما يكتب ويقول، فيضع رسالته في إطارٍ يوازي الوصيّة الأخيرة الذي يكتبها الإنسان قبل مماته حين يكون في المنفى. |
||||
27 - 03 - 2013, 05:07 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر الرؤيا 1
5- الأرقام الرمزية
وفيما يلي بعض الأرقام المتواجدة في سفر الرؤيا وما ترمز إليه: رقم 3: عالم الله والكمال. رقم 4: عالم الأرض والمخلوقات (الأقطار الأربعة، الإتجاهات الأربعة: شمال – جنوب – شرق- غرب...) 3 + 4 = 7: عالم الله الذي دخل بعلاقة مع عالم الأرض فَصُنِعَ العهد. الكتاب المقدس يخبرنا أن الله دخل في التاريخ وخاطب الإنسان وطلب منه عهداً لأجل خلاصه. (هذا هو العهد القديم والعهد الجديد). الكمال، إذ إنّ الكمال بالنسبة إلى الكتاب المقدس هو حين يكتمل العهد الذي يربط بين الله والإنسان إلى آخر الزمن. 3 ب 4= 12 : كمال الخلق والخليقة، فلا كمال للأرض إلاّ إذا اجتمعت مع الله (الرسل الإثني عشر، أسباط إسرائيل الإثني عشر)... 12 ب 12 = 144: الكمال يصبح أقوى، يصل الى آخر الحدود. 7 ب 7= 49 : الإلتزام مع الربّ. 1000 ب 144= 144000 : الخلاص قويّ حين نضع أيدينا بأيدي الربّ. الخلاص شامل، غير محصور بخلاص اليهود فقط أو المسيحيين فقط إذ أنّ الرقم 1000 يرمز إلى الشمولية Universalité. هدف يسوع هو خلاص الجميع. |
||||
27 - 03 - 2013, 05:07 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر الرؤيا 1
ج- تقسيم الكتاب
يقسم هذا الكتاب الى سبعة أقسام تدور حول محور واحد هو المسيح يسوع (Christocentrique). فيسوع هو المحور التاريخ، هو القائم في وسط شعبه، في وسط الكنيسة. وفيما يلي مجسّم عن هذا التقسيم: القسم الأول 1: 1-8 توجيه: titre adresse - A القسم الثاني الكنائس السبع حياة الكنيسة إنما الكنيسة هي في العالم (القتل بالحروب...) الكنيسة جمعاء وليس فقط الكنائس السبع (أي لكل إنسان يقرأ هذه الرسالة) B القسم الثالث الأختام السبع حياة العالم (وواقع الأرض) لذلك لا خلاص للكنيسة التاريخ (والكنيسة تعيش وسط التاريخ) C القسم الرابع 8: 2 É 14: 5 يسوع المسيح Le centre عندما يأتي يسوع، مصير العالم هو الإضمحلال والهلاك التجسّد (Noël, Paques…) B’ القسم الخامس الكؤوس السبع زوال العالم (عالم الشر) وعندما يزول الشرّ، تتجدّد الكنيسة نهاية العالم A’ القسم السادس الرؤوس السبع تتميم الخلاص (العالم الجديد) تجديد الخليقة (تجديد الكنيسة وتحقيق الخلاص) القسم السابع الخاتمة يسوع يأتي ليتمّ الخلاص "تعال أيها الرب يسوع" الخلاص |
||||
27 - 03 - 2013, 05:08 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر الرؤيا 1
د- قراءة متتابعة لسفر الرؤيا V"هذا ما كَشَفَه يَسوعُ المَسيح بِعَطاءٍ مِنَ الله، لِيُرِيَ عِبادَه ما لا بُدَّ مِن حُدوثِه وَشيكاً. فأَرسَلَ مَلاكَه إِلى يوحَنَّا عَبدِه يُشيرُ إلَيه ". (1/1) V"فشَهِد يوحَنَّا بأَنَّ ما رَآه هو كَلِمَةُ اللّهِ وشَهادَةُ يَسوعَ المَسيح". (1/2) "شهد يوحنا"، لم يتخيّل بل رأى كلمة الله وشهادة يسوع. ويسوع هو الشاهد، هو الذي رأى وجه الآب وهو الذي يستطيع أن يخبر عنه. كما ورد في إنجيل متّى: "من رآني رأى الآب، ولا أحد يخبر عن الآب إلاّ الإبن". V"طوبى لِلَّذي يَقرَأُ ولِلَّذينَ يَسمَعونَ أَقوالَ النُّبوءَة ويَحفَظونَ ما وَرَدَ فيها، لأَنَّ الوَقتَ قدِ اقتَرَب". (1/3) "طوبى للذي يقرأ والذين يسمعون...". نستشفّ من خلال هذه الآية أنّ الرسالة موجّهة لأناس يحتفلون ضمن إطارٍ ليتورجيّ، وكأنّها عظة، كلمة الله، يشرحها الكاتب بطريقة رمزية. والرائي هو من يتأمّل كلمة الله، يفهمها وينقلها للآخرين. فالطوبى لهم لأنّهم يسمعون كلمة الله. الطوبى لهم لأنّ الوقت قد اقترب، أي أنّ الأحداث تتسارع، فقد اقترب زمن الخلاص. والطوبى موجّهة لي أنا اليوم حين أقرأ هذه الرسالة. V"مِن يوحَنَّا إِلى الكَنائِسِ السَّبعِ الَّتي في آسِيَة. علَيكمُ النّعمَةُ والسَّلامُ مِن لَدُنِ الَّذي هو كائِنٌ وكانَ وسيأتي، ومِنَ الأَرواح السَّبعَةِ الماثِلَةِ أَمامَ عَرشِه" (1/4) إلى "الكنائس السبع"، ورقم 7 يرمز إلى الكمال، فالكنائس السبع ترمز إلى الكنيسة الكاملة والشاملة. وهذه الكنائس هي: أفسس Éphèse، أزمير Smyrne، برغامس Pergame، تياخرة Thyatire، سارديس Sardes، فيلدلفية Philadelphie واللاذقية Laodicée. وأوّل ما يتوجّه به الكاتب هو النعمة والسلام وليس أيّ سلام بل السلام الذي هو "من لدن الذي كائن وكان وسيأتي". وهنا دلالة إلى العهد القديم مع موسى في سفر الخروج حين سأل موسى الله ماذا يقول لشعبه إذا سأله من يخاطب، فأجابه الله "أنا هو الذي هو"، والنعمة والسلام من "الأرواح السبعة" أي الروح القدس، روح الكمال المنبثق من الآب والابن. والنعمة ترمز إلى الشعب اليوناني الوفيّ الذي يحبّ الجمال والفنّ والرسم، وهو شعب مثقّف يؤمن بالنعمة (Grâce). أمّا السلام فيتوجّه به إلى الشعب اليهودي، والى أورشليم مدينة السلام. |
||||
27 - 03 - 2013, 05:08 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر الرؤيا 1
v"ومِن لَدُنِ يَسوعَ المسيحِ الشَّاهِدِ الأَمين والبِكْرِ مِن بَينِ الأَموات وسَيِّدِ مُلوكِ الأَرْض لِذاكَ الَّذي أَحَبَّنا فحَلَّنا مِن خَطايانا بِدَمِه" (1/5) "يسوع الشاهد الأمين"، وهو الإبن الذي شهد للآب ويخبرنا عنه، وهو الذي ذهب إلى أقصى حدود الشهادة والأمانة. يسوع "البكر من بين الأموات" وهو الذي قام من بين الأموات. يسوع "سيد ملوك الأرض". يسوع هو "ذلك الذي أحبّنا" و"حلّنا من خطايانا بدمه". v "وجَعَلَ مِنَّا مَملَكَةً مِنَ الكَهَنَةِ لإِِلهِه وأَبيه، لَه المَجدُ والعِزَّةُ أَبَدَ الدُّهور. آمين. (1/6) ترجع هذه الآية لتضعنا في الإطار الليتورجي لهذه الرسالة. فالجماعة هي الشعب الكهنوتيّ، الملوكيّ والنبويّ الذي يكهن ويصلّي ويحتفل بالأسرار.وهي الجماعة نفسها التي تجيب: "له المجد و العزة أبد الدهور آمين." v"هاهُوَذا آتٍ في الغَمام. ستَراه كُلُّ عَينٍ حَتَّى الَّذينَ طَعَنوه، وتَنتَحِبُ علَيه جَميعُ قَبائِلِ الأَرض. أَجَل، آمين." (1/7) v"أَنا الأَلِفُ والياء": هذا ما يَقولُه الرَّبُّ الإِله، الَّذي هو كائِنٌ وكانَ وسيَأتي، وهو القَدير" (1/8) v"أَنا، أَخاكم يوحَنَّا الَّذي يُشارِكُكم في الشِّدَّةِ والمَلَكوتِ والثَّباتِ في يَسوع ، كُنتُ في جَزيرَةِ بَطمُس لأَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ وشَهادَةِ يَسوع" (1/9) من يكتب الرسالة هو إنسان يشارك الجماعة في الشدّة والضيق، فهو يعاني ما تعانيه من الآلام. لقد عانى الإضطهاد والنفي لأجل "كلمة الله وشهادة يسوع". على أنّه في محنته يرجو الملكوت، وهو ما يبغي أن يشاطره لإخوته في الجماعة. فينكبّ على تشديد "ركبهم المرتخية"، على تثبيتهم في "يسوع" المسيح نفسه. v"فاختَطَفَني الرُّوحُ يَومَ الرَّبّ، فسَمِعتُ خَلْفي صَوتًا جَهيرًا كَصَوتِ البوقِ" (1/10) يَقول: "ما تَراه فأكتُبْه في كِتابٍ وأبعَثْ بِه إِلى الكَنائِسِ السَّبعِ الَّتي في أَفَسسُ وإِزْمير وبَرغامُس وتِياطيرة وسَرْديس وفيلَدِلْفِيَة واللاَّذِقِيَّة". (1/11) وفي هذه الآيات دلالة على الإلهام الروحيّ الذي حثّ الكاتب على كتابة رسالته الى الكنيسة جمعاء. "فالتَفَتُّ لأَنظُرَ إِلى الصَّوتِ الَّذي يُخاطِبُني، فرَأَيتُ في التِفاتي سَبعَ مَناوِرَ مِن ذَهَب " (1/12) كتابة شاعرية تنظر الصوت الذي يخاطب في وسط المنائر السبع وهي ترمز الى الكنيسة الجامعة وفي وسطها يسوع المسيح نفسه. v"وبَينَ المَناوِرِ ما يُشبِهُ ابنَ إِنْسان، وقد لَبِسَ ثَوبًا يَنزِلُ إِلى قَدَمَيه وشَدَّ صَدرَه بِزُنَّارٍ مِن ذَهَب. 14وكان رَأسُه وشَعرُه أَبيَضَينِ كالصُّوفِ الأَبيَض، كالثَّلج، وعَيناه كلَهَبِ النَّار،15ورِجْلاه أَشبَهُ بِنُحاسٍ خالِصٍ مُنَقَّى بِنارِ أَتُّون، وصَوتُه كصَوتِ مِياهٍ غَزيرة. 16وفي يَدِه اليُمْنى سَبعَةُ كَواكِب، ومِن فَمِه خَرَجَ سَيفٌ مُرهَفُ الحَدَّين، ووَجهُه كالشَّمسِ تُضيءُ في أَبْهى شُروقِها".(1/13-16) |
||||
27 - 03 - 2013, 05:08 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر الرؤيا 1
يتوقّف هنا الكاتب على وصف "ابن الإنسان" أي الرب يسوع. وهو يرتدي ثوب الكهنوت ويشدّ وسطه بزنّار الملك. رأسه وشعره أبيضيين علامة الخلود والالوهيّة. "عينيه كلهيب نار"، والعين هي الروح القدس الذي يعطي المعرفة. "رجلاه أشبه بنحاس خالص منقّى بنار أتون": صورة ترمز إلى الثبات Stabilité عكس صورة الإمبراطورية الرومانية صاحبة الرأس الكبير ورجليها من خزف علامة عدم الثبات. "صوته كصوت مياه غزيرة، عذب و ناعم. يده اليمنى تدلّ على اليد العاملة، الخالقة وهي تمسك الكنائس علامة عمل الرب فيها وتثبيته لها. "من فمه خرج سيف مرهف الحدّين"، وهو يدلّ على كلمة الله التي تدخل إلى أعماق النفس. "وجهه كالشمس تضيء في أبهى شروقها"، وجه جمال، وجه نور وهو النور.
هذه هي صورة الإله الآتي إلينا: كاهن – ملك – له القدرة والعزّة والمعرفة وهو النور الذي سيشرق في الظلمات. هذا هو الوصف المبطّن لشخص يسوع المسيح. V"فلَمَّا رَأَيتُه ارتَمَيتُ عِندَ قَدَمَيه كالمَيْت، فوَضَعَ يَدَه اليُمْنى علَيَّ وقال: لا تَخَفْ، أَنا الأَوَّلُ والآخِر" (1/17) "أَنا الحَيّ. كُنتُ مَيتًا وهاءَنَذا حَيٌّ أَبَدَ الدُّهور. عِنْدي مَفاتيحُ المَوتِ ومَثْوى الأَموات". (1/18) رأى يوحنّا وجه "ابن الإنسان"، ومن يستحق ّ أن يراه؟ فلمّا رآه ارتمى "على قدميه كالميت". هذا هو موقف كلّ من عاش خبرة روحيّة حقيقية وعميقة مع الرب. أشعيا عندما رأى مجد الله قال: إرحمني يا ربّ، أنا خاطئ، شفتاي خاطئتان، أنا أعيش ضمن مجتمع خاطئ. فأرسل الله جمرة ولمس شفاهه. وهنا "وضع الله يده اليمنى" عليه، شدّده وقال له : "لا تخف". لا تخف": هذه العبارة الأكثر ترداداً في الكتاب المقدس. ولم الخوف؟ إذا كان الله هو الأوّل والآخر، هو الألف والياء؟ هو معي، بجانبين في حاضري ومستقبلي. بيده كلّ شيء، حتى مفاتيح " الموت ومثوى الأموات". |
||||
27 - 03 - 2013, 05:08 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر الرؤيا 1
V"فاكتُبْ ما رَأَيتَ، ما هو الآن وما سَيَحدُثُ بَعدَ ذلك" (1/19) الله يدعو يوحنا ليكتب التاريخ بشكل جديد، ليكتب تاريخ الخلاص. V"أَمَّا سِرُّ الكَواكِبِ السَّبعَةِ الَّتي رَأَيتَها في يَميني ومَناوِرُ الذَّهَبِ السَّبْع، فإِنَّ الكَواكِبَ السَّبعَةَ هي مَلائِكَةُ الكَنائِسِ السَّبعْ، والمَناوِرَ السَّبعَ هي الكَنائِسُ السَّبعْ". (1/20) الرسالة موجّهة إلى المؤمنين، إلى الكنيسة. فالمنائر ترمز إلى الكنيسة في واقعها اليوم. والكواكب ترمز إلى ملائكة الكنائس السبع أي صورة الكنيسة الكاملة المستقبليّة، الكنيسة بأبهى وجوهها. * هيكليّة الرسائل vلكلّ الرسائل الهيكلية ذاتها وهي على النحو التالي: -إلى ملاك الكنيسة التي... (إسم الكنيسة) -أكتب: إليك ما يقول الذي... (صفة من صفات يسوع) -إني عليم... (يمدح الكنيسة بحاضرها ونضالها) -إنّما... (يأخذ عليها مأخذاً) -وإلاّ... - كنيسة واحدة لم يأخذ عليها مأخذاً لأنّها كنيسة فقيرة. vكاتب الرؤيا ينطلق من الواقع الجغرافي والحضاريّ لكلّ كنيسة ليكتب لها. فعلى سبيل المثال، نراه ينصح إحدى الكنائس، المعروفة بجامعتها المخصّصة لطبّ العيون، أن تترك كحلها وتشتري من عنده الكحل الشافي. ويذكّر كنيسة أخرى بنهرها ذي المياه الفاترة ليحثّها على اتخاذ موقف نهائيّ وثابت منه. V"إِلى مَلاكِ الكْنيسَةِ الَّتي بِأَفَسُس، أُكتُبْ: إِلَيكَ ما يَقولُ الَّذي يُمسِكُ بِيَمينِه الكَواكِبَ السَّبعَة، الَّذي يَمْشي بَينَ مَناوِرِ الذَّهَبَ السَّبعْ " (2/1) |
||||
27 - 03 - 2013, 05:09 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: سفر الرؤيا 1
هنا مجال للتعريف عن كنيسة أفسس في أطرها الجغرافيّة التاريخيّة والحضاريّة:
1.موقع أفسس الجغرافي: هي منطقة واقعة على البحر، فيها مرفأ تجارة، سياحة وغنى. وقد أخذها الأمبراطور اسكندر الكبير مركزاً له فيما بعد Chef- lieu de Rome. 2.تتعرّضت إلى مشاكل جيولوجيّة عديدة: ومنها أنّ المدينة تزحل من وقت إلى آخر؛ وفي سنة 330 زحلت بمقدار 2.5 كلم. و قد استخدم الكاتب هذه الصورة فقال: "إن كنت لا تتوب، جئتك وأخذت منارتك من مكانها". (5:2) 3.غنيّة بالمفكّرين والمهندسين والنحّاتين. Héraclite هو مفكّر من أفسس، وهو أوّل من تكلّم عن الLogos. 4.فيها هيكل Sybelle ou Artémis: إلهة الخصب، التي تشبه شجرة الحياة. وقد استخدم الكاتب الصورة فقال: "أجعل الغالب يأكل من شجرة الحياة في فردوس الله". (7:2) وبسبب هذا الهيكل، كان الفحش، فكانوا يشرّعون الجماع الديني بهدف الإنجاب والخصب. 5.في السنة 17، هُدِمَت هذه المنطقة وأُعيد بناءها بصورة أجمل وأغنى، فكانت: Dالمسارح التي تضمّ 25000 مشاهد. Dالحمامات. Dالاغورا. (سوق للمخاطبة بالكلام – للفلاسفة والشعراء) Dمكتبة ومحل يُباع فيه أصنام. (كما أتى على لسان مار بولس في إحدى رسائله) الآية 1: أول صفة ليسوع: يمسك الكنيسة. (الكواكب) يمشي في وسطها، أي أنه يعمل في داخلها ويستفقدها. فهو حاضر فيها. وهذا يدلّ إلى تجسّد الله في أرضنا؛ فهو سكن أرضنا ليخدمنا. الآية 2: "إني عليم": الله يعرف أن هذه المدينة تعمل أعمال صالحة وهي مؤمنة و ثابتة ومجاهدة، إنها لا تقبل الأخطار والشرّ. الآية 3: الله يعرف أن هذه المدينة شقت لأجله ولم تضجر. الآية 4: الله يعرف هذه الفضائل كلها ولكنه يعاتبها ويقول لها أنها فقدت الحبّ. وهي الآن تفعل وتعمل بحسب الواجب ولا بدافع الحبّ. يقول لها أنها لم تكن كذلك في الماضي، أنّ بداياتها لم تكن كذلك وأنّ إيمانها لم يكن كذلك. الآية 5: الله يطلب منها التوبة والعودة إلى الصواب. وهي التي تعرف أنها تصبح مهدّدة عندما تزحل بيوتها، كذلك سيكون مصيرها إن لم تتب: ستكون مهدّدة للزوال قبل بيوتها الزاحلة. الآية 6: النقولاويين (Secte) بدعة، لا نعرف عنهم الكثير. الآية 7: أهل المدينة يعتقدون أن Artémis هي التي تعطي الحياة، فيقول لهم الكاتب أنّهم مخطئون، فإنّ الله وحده هو الذي يعطي الحياة. "أجعل الغالب يأكل من شجرة الحياة في فردوس الله". هذه دلالة إلى المدينة ولا إلى شجرة الحياة في سفر التكوين، إنها دلالة إلى شجرة الحياة التي تعطي ثمارها طيلة 12 شهر. |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من هو وحش سفر الرؤيا؟ |
سفر الرؤيا |
سفر الرؤيا |
بئر الرؤيا |
حول سفر الرؤيا |