ماذا تعرف عن الشيخوخة الرقمية ؟
في عصرٍ سيطرت فيه الأجهزة الذكية على حياتنا بطريقة مُبالغٌ فيها بعض الشيء، ظهرت العديد من المُصطلحات الجديدة التي نتجت عن التقنية الحديثة. من هذه المُصطلحات حديثة المنشأ “الشيخوخة الرقمية Digital Aging”، والذي ينطبق على معظم مستخدمي الأجهزة الذكية. فماذا تعرف عن الشيخوخة الرقمية؟
الشيخوخة الرقمية هي مُطلح يُشير عادةً إلى هَرَم البشرة وإصابتها بالشيخوخة المبكّرة نظرًا إلى التعرض المستمر للضوء الأزرق الذي يصدر من شاشات الأجهزة الحديثة من هواتف أو أجهزة لوحية. إذ يظن الخُبراء أن التعرض المستمر إلى شاشات الأجهزة الحديثة أدّى إلى توغّل الضوء الأزرق إلى داخل طبقات البشرة مُحدثًا ضررًا لا يُمكن إصلاحه مع الوقت؛ ما يُسبب مع الزمن الشيخوخة المبكرة.
كيث يُؤثّر الضوء الزرق المُنبعث من شاشات الأجهزة الحديثة على البشرة؟
للضوء الأزرق آثار جانبية ضارة كبيرة، منها آثار نفسية وآثار عضوية. تتراوح الآثار النفسية بين الشعور بالأرق والإجهاد المستمر وتغيير في الساعة البيولوجية للجسم، في حين يُمكن أن تصل مخاطر الآثار العضوية إلى تدمير خلايا البشرة مع التعرّض الطويل للضوء الأزرق. فانبعاثات الضوء الأزرق من الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية يمتاز بأنه ذو طاقة عالية، هذه الطاقة تُسبب تكوين جذور حرة Free Radicals في خلايا البشرة، والتي تعمل تديجيًا على تدمير الحمض النووي DNA للخلايا، ما يُسرّع من ظهور التجاعيد والبقع البنية على البشرة.
كما يُهاجم الضوء الأزرق ألياف الكولاجين في البشرة ويُدمّرها، ما يؤدي إلى فقدان مرونتها وترهّلها مع الوقت، وتعرّضها بسهولة لعوامل الجفاف. كل هذه العوامل مجتمعة تؤدي إلى شيخوخة البشرة في سن مبكّرة، مع صعوبة علاجها مرةً أخرى لتستعيد مظهرها الشبابي.
آثار أخرى مدمّرة للدماغ!
دراسة جديدة أجرتها جامعة ولاية أوريغون أشارت إلى أن الأطوال الموجية الزرقاء التي تُصدرها الثنائيات الباعثة للضوء تُلحق الضرر بالخلايا في الدماغ وكذلك في شبكة العين.
وكانت الدراسة قد استشهدت بتجربة تعريض ذبابة الفاكهة السوداء إلى انبعاثات موجية زرقاء تُشبه ما تُصدرها الأجهزة الحديثة، وكانت النتائج مُخيفة! فقد كان الضوء الأزرق يُسرّع من شيخوخة الذباب، على الرغم من أن بعض الأنواع لم تكن مضطرة لرؤية الضوء، لكن تعريضها للأشعة أدى إلى ضعف في الدماغ والحركة، وأضرار بالغة لحقت في خلايا الشبكية والخلايا العصبية في الدماغ، مع تقلّص واضح في قدرة الذباب على تسلق جدران الحاويات التي وُضعت فيها.
كيف تُقلل من آثار الضوء الأزرق الضار بالبشرة؟
ينصح خبراء التغذية بالإكثار من تناول الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة، التي تعمل بدورها على محاربة الجذور الحرة وتُعزز من إنتاج وتكوين ألياف الكولاجين التي تمنح البشرة مرونتها ومظهرها المشرق.
كما ينصح الخبراء باستعمال مستحضرات عناية غنية بحمض الهايلورونيك الذي يُدعّم البشرة ويقوّي حاجز الحماية الطبيعي فيها. وبطبيعة الحال، يُنصح بالابتعاد عن الأجهزة الذكية ليلًا وإبعادها عن الفراش.