رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح هو مخلصنا الصالح و لاخلاص الا بدم المسيح وحده لا إيمان ولا أعمال بدون هذا الدم . إن الإيمان هو إيمان بدم المسيح، والأعمال هى أعمال مؤسسة على استحقاقات دم المسيح . و كما يقول الرسول بولس : "بدون سفك دم لا تحدث مغفرة " (عب 22:9). لا يوجد خلاص إلا بدم المسيح، جميع الأعمال الصالحة مهما سمت، مهما علت ، مهما كملت ، لا يمكن أن تخلص الإنسان بدون دم المسيح. لذلك فإن الأبرار الذين أرضوا الرب بأعمالهم الصالحة فى العهد القديم ، إنتظروا هم أيضا فى الجحيم إلى أن أخرجهم منه السيد المسيح بعد صلبه . ان الأعمال الصالحة وحدها لا يمكن أن تخلص الإنسان بدون الإيمان بدم المسيح . وإلا كان الوثنيون ذوو الأعمال الصالحة يخلصون بأعمالهم!! حاشا . لأنه بدون دم المسيح لا يمكن للأعمال أن تفيد شيئا . لهذا نجد فى سيرة ألأنبا انطونيوس : [بعد ذلك اتى لزيارته بعض الفلاسفة الاخرين الذين يحسبهم اليونانيون حكماء ، وطلبوا منه كلمة في الايمان بالمسيح. ولما حاولا استعمال القياس المنطقي على بشارة الصليب الإلهي وذلك بهدف السخرية بقى صامتا لفترة وجيزة ،لأنه اشفق في البدء على جهلهم . ثم قال بواسطة مترجم نقل كلامه بدقة :أيهما أفضل ، الإعتراف بالصليب ،أم نسب دعارة وفسق بالغلمان الى تلك التي تسمى الهتكم ؟ لأن مانؤمن به دليل شجاعة وازدراء بالموت، أما ما تؤمنون به فهو أهواء دنيئة وشهوات الخلاعة فأيهما أفضل أن نقول ان كلمة الرب بقى من غير تغير بعد أن اتخذ جسدا بشريا لكي يجعل البشر مشاركي الطبيعة الالهية والروحية، أو تشبيه الإله بالحيوانات عديمة الحس وبالكائنات التي لا عقل لها فنكون بذلك قد قدمنا العبادة الى ذوات الاربع والزحافات واصنام البشر؟ فأنتم أيها الحكماء تحترمون هذه الأمور فكيف تجرؤون على السخرية منا نحن الذين نقول ان المسيح ظهر كأنسان في الوقت الذي تفصلون فيه النفس عن السماء وتزعمون انها ضلت وسقطت من قوس السماء على جسم الانسان ويا ليتكم تؤمنون بأنها تنتقل وتنحدر الى الجسم الانساني من دون انحدارها الى الزحافات والبهائم ذوات الأربع. لأن إيماننا يعلم بأن المسيح أتى كأنسان لخلاص البشراما انتم فتضلون عندما تتكلمون على نفس غير مخلوقة. و فى حين أننا ندرك قوة العناية الإلهية و محبتها للبشر ، و ندرك أن هذا غير مستحيل عند الله . اننا لا نملك سر الحياة المسيحية في حكمة كلام اليونانيين (انظر 1كو17:1) بل في قوة الايمان الذي منحنا اياها الله بيسوع المسيح والدلالة على صحة كلامنا اننا نؤمن بالله ونميز بواسطة مخلوقاته عنايته في كل الامور مع اننا لم نتلق العلم . والدلالة على فاعلية إيماننا اننا نستند الى الايمان بالمسيح، بينما تعتمدون أنتم على فلسفتكم الكلامية . ان صور اوثانكم تضمحل وتتلاشى اما ايماننا فينتشر في كل مكان انتم لا تستطيعون عن طريق قياسكم المنطقي وسفسطتكم أن تربحوا مسيحيا واحدا بإقناعكم اياه . أما نحن فاذ ننادي بالايمان بالمسيح نعري بالايمان خرافاتكم لان الجميع يعترفون بان المسيح هو الله وابن الله . أنتم لا تعيقون بكلامكم الجميل تعليم المسيح اما نحن فبمجرد ذكرنا المسيح المصلوب نطرد الشيطان التي تحترمونها أنتم كآلهة فحيث توجد إشارة الصليب يضعف السحر وتتلاشى قوة العرافة. قولوا لي أين سحركم الان واين هم سحرة مصر اين هي أوهام وضلالات السحرة؟ متى ضعفت هذه وبطلت أليس عند ارتفاع صليب المسيح؟ فاما ان يكون الصليب مستحقا الهزء او ان تكون الامور التي ابطلها بلا قوة؟ ومما يدعو للعجب ان عبادتكم للوثن لم تضطهد بعد لان الجميع يكرمونها في كل مدينة أما المسيحيون فيضطهدون دائما ، ومع ذلك فان ايماننا يزدهر ويزداد أكثر من ايمانكم . وعلى الرغم من ان ايمانكم يتلقى دعما واكراما ويتخذ صفة رسمية فاننا نراه يضعف ويتبدد في حين ان الايمان بالمسيح وتعليمه ملأ المسكونة ، رغم هزئكم بهما ورغم اضطهاد الملوك لهما. متى اصبحت معرفة الله لامعة هكذا ؟ متى ظهرت العفة وفضيلة البتولية وضبط النفس على هذا النحو؟ ومتى احتقر الموت الى هذا الحد إلا عندما رفع الصليب ؟ لا يقدر احد ان يشك في هذا لأنه يرى بعينيه الشهداء وهم يحتقرون الموت من اجل المسيح ، والعذراى وهن يحفظن اجسادهن بعفة وطهارة بلا دنس من اجل المسيح. هذه الاشارات كافية للدلالة على ان الايمان بالمسيح هو وحده الامر الحقيقي لاتقاء الله. أنتم لا تؤمنون بالله لأنكم تطلبون مقاييس منطقية . نحن لا نعتمد على أساليب الحكمة اليونانية في الاقناع كما قال معلمنا بولس (1كو4:2) بل نقنع بالايمان الذي يسبق البراهين المنطقية . وكان هناك في ذلك المكان مرضي يعانون من الشياطين فأتى بهم الى الوسط وقال: ابرئوا هؤلاء بقياسكم المنطقي أو بأي فن آخر أو بالسحر وادعوا أصنامكم وإذا كنتم لا تقدرون ان تخرجوا الشياطين فأوقفوا حربكم ومنازعتكم ضدنا لتروا قوة صليب المسيح ولما قال هذا دعا المسيح ورسم إشارة الصليب ثلاث مرات على المرضى. فنهضوا للحين أصحاء كاملي العقل ومسبحي الرب. فتعجب أولئك المدعوون فلاسفة واندهشوا جداً من حكمة الرجل ولهذه الآيات التي حصلت على يده فقال لهم أنطونيوس لم تتعجبون من هذا نحن لا نفعل هذه الأمور بقوتنا بل ان المسيح يفعلها بواسطة المؤمنين به . آمنوا لتروا أن ما نؤمن به ليس فناً من فنون الكلام، بل الايمان العامل بالمحبة في المسيح (غلاطية 6:5). واذا اقتنيتم الايمان لن تطلبوا فيما بعد براهين منطقية، بل ستدركون انه أمر كاف. هذه هي أقوال انطونيوس أما هم فتعجبوا من هذا وانصرفوا مقبلين إياه ومعترفين بالفائدة التي نالوها منه]. ومن عظات القديس مقاريوس الكبير في العظة الحادية عشر : [ولذلك فقد جاء الذي خلق النفس والجسد اي المسيح ، جاء بشخصه وأبطل كل عمل الشرير، وكل أفعاله التي عملها عدو الخيرفي أفكار البشر وجدد وأعاد خلقة الصورة السماوية ، لكي يصنع تجديدا للنفس لكي يعود آدم مرة اخرى ملكا وسيدا على الموت ... وفي ظلال الناموس سمى موسى مخلصا لاسرائيل لأنه اخرجهم من مصر وكذلك الآن فان المسيح المخلص والمحرر الحقيقي يدخل الى مكامن النفس الخفية ويخرجها من ظلمة مصر ومن النير الثقيل والعبودية القاسية المرة ولذلك فهو يأمرنا ان نخرج من العالم ونصير فقراء في الأمور المادية المنظورة ولا نهتم بالإهتمامات الأرضية، بل نقف ليلاً ونهاراً على الباب وننتظر الوقت الذي يفتح فيه الرب القلوب المغلقة ويسكب علينا موهبة الروح القدس. ولكن ما المقصود بالحية الميتة ؟ الحية المثبتة على راس الساري كانت تشفي اولئك الذي لدغتهم الحيات . فالحية النحاسية التي بلا حياة قد أبطلت فعل سم الحيات التي فيها حياة . وهذا رمز إلى جسد الرب فالجسد الذي أخذه من العذراء مريم الدائمة البتولية، قد قدمه على الصليب، وعلقه هناك مثبتا على الخشبة وهذا الجسد المائت على الصليب غلب وقتل الحية التي تعيش وتزحف داخل القلب. هو أعجوبة عظيمة كيف ان حية مائتة ذبحت الحي ، ولكن كما ان موسى صنع أمرا جديدا لما عمل حية من نحاس، هكذا الرب أيضا قد صنع شيئا جديدا من العذراء مريم، ولبس هذا الجسد بدلا من أن يحضر معه جسدا من السماء فالروح السماوي دخل في الطبيعة الإنسانية وعمل فيها، وجعلها تدخل في شركة مع اللاهوت إذ لبس الجسد البشري الذي صوره وشكله في بطن العذراء . وكما ان الرب لم يأمر بصنع حية من نحاس في العالم إلا في عهد موسى، هكذا ايضا لم يظهر في العالم جسد بلا خطية الا جسد الرب يسوع . لانه حينما تعدي آدم الأول الوصية ، ملك الموت وتسلط على جميع ابنائه بدون استثناء ولذلك جاء الرب وغلب بجسده المصلوب الحية العائشة]. |
|