رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يخبرنا إرميا عن صفة إيجابية مضيئة لهذا اللَّقلق «بل اللَّقلَق في السماوات يعرف ميعاده» (إر8: 7). إنه يستطيع بغريزته الطبيعية تمييز فصول السنة، فقبل أن يأتي الشتاء بزمهريره وأمطاره الغزيرة يهاجر جماعات جماعات إلى أواسط أفريقيا وجنوبها - كما سبق وذكرنا - حتى لا يتعرض لهذا الجو غير المحتمل .. إنه «يعرف ميعاده»! ويا لها من صفة جميلة بل وهامة، ويا ليت الإنسان يتصف بها. ولكن بالأسف فإن الخلائق العجماء تكون أحكم من الإنسان ذو الروح العاقلة في كثير من الأحيان، وهذا ما قاله إرميا: «اللَّقلق في السماوات يعرف ميعاده ... أما شعبي فلم يعرف قضاء الرب! ... خزي الحكماء. ارتاعوا وأُخذوا. ها قد رفضوا كلمة الرب، فأية حكمة لهم؟» (إر8: 7-9). وأيضاً يقول الحكيم: «لأن الإنسان أيضاً لا يعرف وقته. كالأسماك التي تُؤخذ بشبكة مهلكة، وكالعصافير التي تُؤخذ بالشَرك، كذلك تقتنص بنو البشر في وقت شر، إذ يقع عليهم بغتة» (جا9: 12). فبينما «يقولون سلام وأمان، حينئذ يفاجئهم هلاك بغتة، كالمخاض للحبلى، فلا ينجون» (1تس5: 3). فسيأتي يومٌ وغضب الله سينصب على كل إنسان ما زال يعيش في خطاياه. «لأن غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم» (رو1: 18)، ولكن سيأتي يومٌ، وما أرهبه يوماً .. سينصب فيه جام غضب الله على الأرض، عندما يصرخ الملاك بصوت عظيم «ويلٌ! ويلٌ! ويلٌ للساكنين على الأرض» (رؤ8: 13). يا ليتنا نتحذّر من الآن ونهرع إلى المسيح لنحتمي فيه قبل فوات الأوان .. قبل أن يدركنا الغضب، حينئذ يكون الرب: «حصناً للمسكين، حصناً للبائس في ضيقه، ملجأ من السيل، ظلاً من الحر» (إش25: 4). عندئذ نرنم مع الرسول بولس: «إذاً لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع» (رو8: 1). |
|