فالكتاب المقدس يخبرنا في الاصحاح الثاني من سفر راعوث بأن بأعاز قد سمح لهذه الأمرأة راعوث بأن تتبع الحصادين المستأجرين منه في أراضيه، وتلتقط لذاتها السنبل الذي كان يسقط من أيديهم على الأرض، فيقول القديس بوناونتورا (في تفسيره هذا النص): أنه كما أن راعوث قد وجدت نعمةً في عيني باعاز فهكذا مريم قد وجدت نعمةً في عيني الرب بأن تستطيع أن تجمع ملتقطةً السنبل الذي يهمله الحصادون مطروحاً في الأرض، فالحصادون أنما هم الفعلة الأنجيليون، المرسلون، الواعظون، المرشدون، المعرفون الذين يومياً يجمعون الأنفس لله ويكتسبونها له تعالى، ولكن توجد بعض الأنفس عاصيةً عليهم ومصرةً على الأثم حاصلةً في قساوة القلب ولذلك تهمل من هؤلاء الحصادين، فسمح لمريم وحدها الأقتدار على أن تخلص بقوة شفاعاتها، هذه السنبلات المهملة المتروكة من الفعلة الأنجيليين، الا أنهم لتعيسون بالحقيقة أولئك الخطأة الذين هذه صفتهم، أن كانوا لا يتركون مريم أن تلتقطهم، لأنهم حينئذٍ من غير شكٍ يضحون ملعونين هالكين، وبالعكس لمغبوطين هم أولئك المهملون الذين يستغيثون بمريم الأم الصالحة