رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أيهما الأحب إلى نفسك المسيح أم المال؟
قبيل الفصح بأيام معدودة، ذهب يسوع إلى بيت عنيا، لكي يرى مقدار انتفاعها بالمعجزة، التي أجراها فيها، لأنه حيثما صنع المسيح آية، وأظهر علامات محبته، فإنه يبحث عما إذا كانت قد حققت الغاية التي توخاها منها. وفي بيت عنيا، صنع له أحباؤه وليمة عشاء، علامة على حبهم وشكرهم له. وكانت هنالك فرصة متسعة للتحدث معه، لأن الوليمة تكون عادة مجالاً طيباً للحديث. كانت مرثا ثرية، ومع ذلك لم تجد غضاضة في أن تخدم هي نفسها، علامة على احترامها للضيف الالهي. كذلك يجب أن لا نحسبه محقرا لنا، ان تواضعنا وقمنا بأية خدمة يكرم بها المسيح. أما مريم، فكانت في مكانها المعهود، جالسة عند قدمي يسوع مستمعة. وإذ شاءت المبالغة في إكرامه، أخذت مناً من طيب ناردين خالص، مما كان القدماء يتنافسون في اقتنائه، لأنه كثير الثمن. ولعلها كانت تحتفظ به، ليوم زفافها. وبهذا الطيب، دهنت قدمي يسوع. وكعلامة أخرى على احترامها له، مسحت قدميه بشعرها. فامتلأ البيت من رائحة الطيب. هكذا الذين يرحبون بالمسيح في قلوبهم وفي بيوتهم، يدخلون فيها رائحة زكية. لأنه عندما يأتي يسوع يحضر معه الدهن والبخور، اللذين يفرحان القلب (أمثال ٢٧ : ٩). ولكن إلى جانب محبتها الفياضة، وقفت أنانية يهوذا الحاسد، المحب المال، أكثر من الله. لقد استولى عليه الجشع، حتى صيّره شيطاناً. وهنا اعتراض على صنيع مريم، مغلفاً اعتراضه بغلاف جميل هو الغيرة على الفقراء. وما كانت غيرته على الفقراء إلا وسيلة، يداري بها سراً روح الطمع. الأمر الذي لم يخف على يوحنا البشير، فقال أن يهوذا ما كان ليبالي بالفقراء، وإنما كان يريد أن يباع الطيب، ويوضع في الصندوق الذي كان في عهدته، لكي يتصرف بالمال وفقاً لمصلحته. ولكن المسيح سرعان ما تدخل، لتبرير ما فعلته مريم. ففسر ما فعلته تفسيراً جميلاً، لم يخطر ببال يهوذا والذين اشتركوا معه في دينونتها: أنتم لا تتذمرون، اذا ما استعمل الطيب لتكفين موتاكم الأعزاء. ولا تقولون أنه كان يمكن بيعه، وإعطاء ثمنه للفقراء. فيوم تكفيني قد قرب، وهي صنعت هذا مسبقاً. لقد رتبت العناية الالهية، أن يكون الفقراء معنا كل حين، حتى نستطيع التجاوب مع رحمته في تقديم المعونة لهم. ورتبت أن يكون المسيح مع البشر في الجسد لوقت قصير. وفي هذا الوقت أحب الناس وقبل الإكرام منهم، ليدخل البهجة إلى قلوبهم . احفظ: "لأن الفقراء معكم في كل حين" (يوحنا ١٢ : ٨). لنسجد لرئيس الحياة، ولنلتمس منه تحريرنا من محبة المال، وفداء الكثيرين. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أنا عارف إن نفسك في شوية المية دول من زمان |
أيهما أفضل الماء البارد أم الساخن في الاستحمام |
أيهما الأحب إلى نفسك |
أيهما أخطر انفجار القنبلة في الماء أم فوق اليابسة؟ |
أيهما أعظم إليك خطاياك أم دم المسيح؟ |