لطالما اشتاق رواد الفضاء من كل الجنسيات إلى تناول فنجان من "الإسبريسو" في الفضاء، كما يفعلون في العادة على كوكب الأرض على بعد 260 ميلًا. هذا الشوق لم يكن متاحًا في ظل انعدام الجاذبية، بالطبع إلا في أفلام ومسلسلات الخيال العلمي، لذلك اكتفى رواد الفضاء حاليا بتناول القهوة السريعة الفاترة التي تقدم بأكياس حافظة ذات قشة. وخلال فترة إقامته في محطة الفضاء الدولية طوال خمسة أشهر ونصف الشهر، تحدث رائد الفضاء الإيطالي لوكا بارميتانو مرارًا وتكرارًا عن مدى اشتياقه للإسبريسو. غير أن هذا الأمر سيتغير مطلع العام المقبل عندما يتم إطلاق "أي أس أس إسبريسو" ISSpresso، أول آلة لصنع الإسبريسو مصممة خصيصًا للعمل في ظل الظروف المعتادة على محطة الفضاء الدولية. ويتصادف إطلاق آلة الإسبريسو الفضائية مع مهمة لأول رائدة فضاء إيطالية هي سامانثا كريستوفوريتي (37 عامًا) التي ستمكث في محطة الفضاء الدولية لمدة 6 شهور. وستكون كريستوفوريتي أول "عاملة تقديم قهوة الإسبريسو" في الفضاء. وقالت كريستوفوريتي، التي ستتوجه إلى محطة الفضاء الدولية في نوفمبر المقبل على متن مركبة فضاء روسية، في تغريدة لها على أحد مواقع التواصل الاجتماعي: "يا للروعة! سأكون أول من يشغل أول آلة إسبريسو في الفضاء". وآلة الإسبريسو الفضائية هي ثمرة تعاون بين شركتي "أجروتيك" الهندسية الإيطالية و"لافاتسا" التي تعد واحدة من أهم وأقدم شركات تصنيع الإسبريسو الإيطالية بالإضافة إلى وكالة الفضاء الإيطالية. وستعمل الآلة الفضائية في ظل الظروف المعتادة على الأرض من حرارة وضغط، وذلك لضمان تقديم نفس النكهة والطعم اللذين توفرهما الآلات "الأرضية". وسيكون بمقدور آلة الإسبريسو الفضائية، التي تزن نحو 44 رطلًا ويبلغ عرضها 14 بوصة وطولها 17 بوصة، تسخين أنواع مختلفة من الشاي وكذلك "الشوربات" المختلفة. وسيتم شحن 20 كبسولة قهوة في البداية، على أن يتم شحن المزيد في فترات لاحقة في حال نجاحها في المحطة الدولية.