|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إِلَيْكَ يَا رَبُّ أَصْرُخُ. يَا صَخْرَتِي، لاَ تَتَصَامَمْ مِنْ جِهَتِي، لِئَلاَّ تَسْكُتَ عَنِّي فَأُشْبِهَ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ. تتصامم: تجعل نفسك أصمًا من جهتى، أي ترفض سماع صلاتى. صراخ داود يعلن مدى احتياجه إلى الله، فهو لا يتكلم فقط، بل يصرخ معلنًا ضيقته الشديدة. وفى نفس الوقت يبين دالته عند الله أنه وقف أمامه وصرخ، مظهرًا كل مشاعره واحتياجاته. إن داود يثق أن الله صخرته، أي ملجأه الحصين، الذي يلتجئ إليه ويثق أنه في حماية الله لا يستطيع أحد أن يؤذيه، بل من يحاول أن يصطدم بالصخرة، سينكسر، وإذا سقطت الصخرة عليه تسحقه. لذا فداود مطمئن ما دام محتميًا بإلهه صخرته، وهذا يؤكد أيضًا دالته عند الله، فالله ليس مجرد صخرة، بل صخرته. إذا سقط داود في الخطية بزناه مع إمرأة أوريا الحثى اتضع أمام الله في توبة، وطلب منه ألا يرفض صلاته ويسد أذنيه عنها، بل يسامحه، وفى نفس الوقت ظل يصلى، ويبكى، ويعوم سريره كل يوم. يؤمن داود أن الله هو حياته، فإذا رفض الله سماع صلاته سيشبه الهابطين في الجب، أي أنه معرض للموت إن تركه الله؛ لذا فهو يترجى الله أن يسمعه؛ حتى يحيا أمامه. |
|