منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 07 - 2024, 11:22 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,398

اعْزِلُوا شَرَّ أَفْعَالِكُمْ مِنْ أَمَامِ عَيْنَيَّ




دعوة للتوبة:

16 اِغْتَسِلُوا. تَنَقَّوْا. اعْزِلُوا شَرَّ أَفْعَالِكُمْ مِنْ أَمَامِ عَيْنَيَّ. كُفُّوا عَنْ فِعْلِ الشَّرِّ. 17 تَعَلَّمُوا فَعْلَ الْخَيْرِ. اطْلُبُوا الْحَقَّ. انْصِفُوا الْمَظْلُومَ. اقْضُوا لِلْيَتِيمِ. حَامُوا عَنِ الأَرْمَلَةِ. 18 هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ، يَقُولُ الرَّبُّ. إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ. إِنْ كَانَتْ حَمْرَاءَ كَالدُّودِيِّ تَصِيرُ كَالصُّوفِ. 19 إِنْ شِئْتُمْ وَسَمِعْتُمْ تَأْكُلُونَ خَيْرَ الأَرْضِ. 20 وَإِنْ أَبَيْتُمْ وَتَمَرَّدْتُمْ تُؤْكَلُونَ بِالسَّيْفِ». لأَنَّ فَمَ الرَّبِّ تَكَلَّمَ.

فضحهم الله أمام أنفسهم مظهرًا بشاعة الفساد الذي حلّ بهم دون أن يُحطمهم باليأس أو يجرح نفوسهم إنما بالحب الأبوي السماوي قدم لهم العلاج ليستر عليهم ويردهم إلى طبيعتهم الصالحة التي خلفهم عليها. هذا العلاج هو التوبة النابعة عن الإيمان والممتزجة بالحب، أما خطواتها فهي:
أ. الاغتسال: بقوله "اغتسلوا" [16] لا يقصد التطهيرات الناموسية، لأنه في اتهامه لهم يطلب ألا يقفوا عند الشكل الخارجي للعبادة، إنما عني اغتسال المعمودية الذي فيه نخلع الإنسان العتيق لنحمل فينا الإنسان الجديد الذي على صورة خالقنا. هذا ما عناه الرب بقوله للنفس البشرية "حممتك بالماء" (حز 16: 9)، إذ جاء في نفس السفر "وأرشّ عليكم ماءً طاهرًا فتطهرّون من كل نجاساتكم... وأعطيكم قلبًا جديدًا وأجعل روحًا جديدًا في داخلكم" (حز 36: 25-26).
في العهد القديم لا يستطيع الكهنة أن يدخلوا الهيكل ما لم يغتسلوا أولًا وإلاَّ يموتوا (خر 30: 19-21)، ويقول المرتل: "أغسل يديّ في النقاوة فأطوف بمذبحك يا رب" (مز 26: 6). إنه غسل داخلي!
يقول القديس الذهبي الفم: [لا يقصد غسل الماء الذي مارسه اليهود وإنما غسل الضمير].
"تنقوا" [16]، إن كنا بالمعمودية نلنا الإنسان الجديد، إنما نلنا إمكانية جديدة لنمارس الحياة الجديدة في المسيح، التي هي نقاوة القلب، كشرط لرؤية الله، إذ يقول
الرب: "طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" (مت 5).
* إذ تدخلون الجرن الصالح العظيم المجد اجروا بوقار في سباق الصلاح. فإن ابن الله الوحيد الجنس هو حاضر هنا ومستعد ليخلصكم، قائلًا: "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (مت 11: 28). لقد ارتديتم ثوب معاصيكم الخشن ورُبطتم بحبال خطاياكم، الآن اسمعوا قول النبي: "اغتسلوا، تنقوا فتُمحى خطاياكم من أمام عيني" حتى ترنم جوقة الملائكة فوقكم قائلة: "طوبى للذي غفر إثمه وسُترت خطيته" (مز 32: 1). يا من تشعلون مشاعل الإيمان احفظوها في أيديكم غير مطفأة.
القديس كيرلس الأورشليمي
* إذن إن كنا بالاغتسال (في المعمودية) كما يقول النبي، في ذلك الجرن السرّي، تتطهر إرادتنا ويُنزع الشر عن نفوسنا، فإننا بهذا نصير أناسًا أفضل فنبلغ حالًا أحسن.
القديس غريغوريوس النيسي
ب. "اعزلوا شر أفعالكم من أمام عينيّ" [16]. إذ ينال الإنسان النقاوة التي بها يُعاين الله يقدر أن يميز أعمال الشر عن العمل الإلهي، فيرفض كل ما هو شر، حتى لا يعرج بين الطريقين: الله والخطية.
نوالنا سر الاغتسال والتنقية يهبنا إمكانية إلهية للعمل الجاد في اكتشاف أنفسنا بالرب لندخل في غسل مستمر (بالتوبة) وتطهير من كل ما يتعلق بداخلنا من شر... نعترف لله بخطايانا فننعم بمصاعد مستمرة نحوه حتى نراه وجهًا لوجه.
* ها أنتم ترون أنه في سلطانكم أن تُودعوا في قلوبكم إما مَصاعد أي أفكارًا تخص الله أو مهابط أي أفكارًا منحطة نحو الجسديات والأرضيات.
الأب سيرينيوس
نعترف بخطايانا ونعتزل شرنا فنرى الله فينا يعلن ذاته ومجده داخلنا.
وكما يقول القديس أغسطينوس:[اظهر ذاتك لذاك الذي يعرفك فيكشف هو ذاته لك يا من لا تعرفه)].
"كفوا عن فعل الشر" [16]. إن كنا بالتوبة الصادقة نعزل الشر عن عيني
الرب، فإن علامة إخلاصنا له أن نكف تمامًا عن كل عمل شرير. هذه عطية إلهية لكنها لا توهب دون طلبها بإيمان وإلحاح، مع جهاد ومثابرة.
* إنه يود أن يقدم فرصة للتوبة لكل محبوبيه، مُثبتًا إياها بإرادته القادرة إذن، فلنطع إرادته العظيمة الممجدة؛ وإذ نضرع طالبين رحمته وحنو ترفقه، تاركين كل عمل بطال وخصام وحسد يقود إلى الموت، نعود إليه ونلقي بأنفسنا في مراحمه.
القديس إكليمندس الروماني
ج. "تعلموا فعل الخير" [17]: لا يكفي الجانب السلبي، أي نزع كل ما هو شر والكف عنه دائمًا وإنما هنا يوجد التزام بالعمل الإيجابي، نحمل سمة المسيح الذي هو "الحق" فينا. نطلب "الحق" أي نطلب مسيحنا الحيّ ساكنًا فينا وعاملًا بنا، نمارس عمل المسيح محب البشر والمهتم بالمظلومين والمحتاجين والضعفاء. لهذا يوصينا "اطلبوا الحق، انصفوا المظلوم، اقضوا لليتيم، حاموا عن الأرملة". هذه هي التوبة الإيجابية التي خلالها نرجع إلى الله لا لنكف عن الشر والظلم فحسب وإنما لنمد أيدينا بالحب العملي والرحمة، خاصة تجاه العاجزين والأرامل.
* ليتنا نمد أيدينا نحن جميعًا -رجالًا ونساء- لهن، فلا نسقط تحت أحزان الترمل. لنتعهدهن فنعد لأنفسنا مخزنًا عظيمًا من الحنان، فإن دموع الأرامل تقدر أن تفتح السماء عينها. ليتنا لا نطأ عليهن فتزداد مصائبهن بل نساعدهن بكل وسيلة.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* انظروا كيف أنه في كل موضع يحسب الله أعمال الرحمة العظيمة، فإنها تقف في صالح المخطئين.
القديس يوحنا الذهبي الفم
د. الحب العملي تجاه المتألمين والمعوزين هو انعكاس طبيعي لخبرتنا مع الله المترفق بنا، الذي لا يتعالَى علينا بل يطلب الحوار معه كأصدقاء له. يفتح أبواب مراحمه أمامنا نحن الخطاة، قائلًا: "هلم نتحاجج يقول الرب: إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج، وإن كانت كالدودي تصير كالصوف" [18].
هذه دعوة إنجيلية صريحة تعلن عن شوق الله نحو خلاص كل إنسان يقبل الشركة مع القدوس خلال الصليب.
الله في حبه وإن كان قد أثبت دينونة بني يهوذا المرعبة لكنه سرعان ما يطلب المصالحة. أنه ليس كالإنسان يوجه العناد بالعناد، والغضب بالغضب، إنما يسكب زيتًا مرطبًا على الجراحات الملتهبة، ليرد كل نفس إليه .
الله يطلب من الإنسان أن يدخل معه في حوار، بينما نجد أحيانًا بعض الأباطرة المسيحيين أغلقوا الباب أمام من أخطأوا، بل وأحيانًا نجد الرعاة حتى الوالدين يحملوا ذات الروح الغريب عن روح الله محب البشر.
الله يُريد أن يغسل دم خطايانا (القرمز والدودي) بدمه الطاهر فنصير كالثلج في البياض والصوف في النقاوة (نش 8: 5)، نصير ثوبه المضيء كما في تجليه.
يرى البعض أن كلمة "نتحاجج Cheyene" هنا تعني نضع حدًا للتحاج، إذ يدرك الله أنه لم يعد أمام الإنسان ما ينطق به بسبب خطاياه التي صارت ظاهرة كاللون القرمزي الذي لا يُمْحَى، لهذا أراد أن يخرجه من المأزق ويفتح له باب الصفح الإلهي حتى لا يجرح مشاعره... حب إلهي عجيب!
بدعوته الموجهة إلينا لكي نتحاجج معه يسألنا أن نحكم على أنفسنا بأنفسنا، فإننا إذ ندرك خطايانا ونعترف بها فهو أمين وعادل لكي يغفرها لنا (1 يو 1: 9). نحكم على أنفسنا فلا يُحكم علينا.
* ليته لا ييأس أحد من نفسه حتى وإن بلغ أقصى الشر، حتى وإن عبر إلى العادة في صنع الشر، نعم حتى وإن حمل طبيعة الشر نفسها لا يخف... عظيمة هي قوة التوبة، فإنها على الأقل تجعلنا كالثلج، نبيض كالصوف، حتى وإن كانت قد ملكت الخطية علينا وصبغت نفوسنا.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* إنه لا يذكر استحقاقاتنا الرديئة إنما لا يزال يتحنن علينا ويحثنا على التوبة.
* في سلطان الله وحده أن يهب مغفرة الخطايا وأن يتهمنا بالمعاصي إذ يأمرنا أن نغفر لإخوتنا التائبين كل يوم "فيغفر لنا" (مت 6: 14).
القديس إكليمندس الروماني
ه. تقديس الحرية الإنسانية: يفتح الله أبواب محبته أمام الجميع لكنه لا يلزم أحدًا، فهو يطلب قلب الإنسان كتقدمة اختياريه؛ يقدم له الطريق ويهبه إمكانية العمل وفي نفس الوقت يترك له حرية الاختيار، إذ يقول: "إن شئتم وسمعتم تأكلون خير الأرض، وإن أبيتم وتمردتم تؤكلون بالسيف لأن فم الرب تكلم" [19-20].
* ها أنتم ترون أنه يجب علينا أولًا أن نطهر أنفسنا (أي نحمل إرادة مقدسة) وعندئذ يُطهرنا الله.
* نحن سادة، في إمكاننا أن نجعل كل عضو فينا آلة للشر أو آلة للبر.
* يمكن للإنسان أن يتغير فجأة ويتحول من خزف إلى ذهب. ما يخص الفضيلة والرذيلة ليس (إلزاميًا) بالطبيعة، إنما يمكن تغييره بسهولة... إنني أعلم أن الكل يرغبون أن يطيروا إلى السماء من الآن، لكن الحاجة إلى إظهار الرغبة بالعمل.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* بقوله هذا [19] يبرهن أن القبول أو الرفض يعتمد علينا.
القديس إكليمنضس السكندري
يلاحظ هنا أن خطوات التوبة الواردة في [16-17] سبع: خطوتان سلبيتان في عدد 16 (الاغتسال والكف عن الشر) وخمس خطوات إيجابية وردت في العدد 17، يلزم ممارستها.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 68 |وَيَهْرُبُ مُبْغِضُوهُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِهِ
سفر لاويين 26 : 37 وَيَعْثُرُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ كَمَا مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ
اشعياء اصحاح 21 : 15 فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا
اعْزِلُوا الْخَبِيثَ مِنْ وسطكم
قَدْ طُرِدْتُ مِنْ أَمَامِ عَيْنَيْكَ. وَلكِنَّنِي أَعُودُ أَنْظُرُ إِلَى هَيْكَلِ قُدْسِكَ


الساعة الآن 02:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024