رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مريم في كتب الأبوكريفا كلمة “ابوكريفا” كلمة يونانية معناها “مخفي” أو “مُخبأ” أو “سري”. وقد وردت في سفر دانيال في الترجمة السبعينية (وهي ترجمة يونانية للعهد القديم) في(دانيال43:11) للتعبير عن الكنوز المخفية. كما وردت في (دانيال19:2) للدلالة على معرفة الأسرار المخفية عن علم البشر وقد وردت الكلمة في اليونانية في العهد الجديد ثلاث مرات(مرقس22:4) “لأنه ليس خفي لا يظهر”و(لوقا 8: 17؛ كولوسي 2: 3) “المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم”. لقد جاءت المؤلفات الأبوكريفا التي لم تعترف بها السلطة الكنسية والتي كانت أساسا مهتمة بالدفاع عن حبل القديسة مريم البتولي. المستند البدائي لكي يؤكدوا ذلك كان الكتاب الشهير المعروف بانجيل مريم المكتوب في بداية القرن الثاني الميلادي وفيما بعد اطلق عليه لقب “Protoevangelium of James[10]. وتبع ذلك الكتاب كتب أخرى تم تاليفها فسميت بـ”الكتابات المزيفة” او الابوكريفا والتي سميت هكذا لأنها تنسب إلى كتَّاب لا يمكن أن يكونوا قد كتبوها حقيقة من الرسل وتلاميذ المسيح. مثال لتلك الكتابات كتاب قبطي عن تاريخ يوسف النجار(كتب في القرن الخامس الميلادي ويحاول شرح طفولة المسيح خاصة في سن الثانية عشرة كما جاءت في إنجيل الطفولة ليعقوب) والذي يظهر يوسف كرجل عمره 91 عاما عند ارتباطه بمريم – ومعه احفاد كانوا اكبر من خطيبته مريم. ان هذه الكتب الأبوكريفية فقد رفضتها الكنيسة لسببين: (1) أنه لا يمكن أن يكون قد أوحي لكُتَّاب ممن عاشوا بعد عهد الرسل بحوالي 100 سنة، فقد كتب أقدمها حوالي سنة 150م، وكتبت جميعها فيما بين 150 و450م. (2) لا يمكن أن يعتبر أي كتاب قانونيًا إلا إذا كان قد تم تسليمه من الرسل أنفسهم، وكانت قد قبلته كل الكنائس من الرسل وليس من غيرهم. وهذه الكتب الأبوكريفية كتبت، في معظمها، بعد انتقال الرسل من العالم بحوالي مئة سنة، ومن هنا أطلق عليها “أبوكريفا”، أي المزيفة لأنها نبعت أساسًا من قلب المذاهب الهرطوقية مثل الغنوسيين، وكان هؤلاء متمسكين بها ومعترفين أنها خرجت من دوائرهم، لذا لم تحظ قط بالقبول لدى كل الكنائس، في الشرق أو الغرب. هناك عدة عوامل أدت إلى كتابة وظهور هذه الكتب الأبوكريفية من أهمها محاولة العامة والبسطاء من المؤمنين إشباع رغيتهم ولهفتهم لمعرفة تفاصيل الأحداث التي ذكرت في أسفار العهد الجديد بصورة موجزة؛ مثل تفاصيل أحداث ميلاد المسيح ورحلة الهرب إلى مصر وطفولته والتأكيد على لاهوته من خلال معجزات تبين مقدرته على كل شيء. بل ومحاولة البعض الدفاع عن عقائد مسيحية هاجمها اليهود مثل بتولية العذراء القديسة مريم وحبلها بالمسيح بالروح القدس، ودوام بتوليتها بعد ميلادها للمسيح، واتهام اليهود للمسيح بأنه ابن زنا. بل ومحاولة معرفة تاريخ العذراء نفسها وكيفية ولادتها وتربيتها كالممتلئة نعمة قبل بشارة الملاك لها وحبلها بالمسيح. ومثل محاولة شرح موقف بيلاطس من المسيح، وإيجاد معجزات للمسيح وقت محاكمته لتبرر كونه ابن الله، ومحاولة شرح موقف كل من نيقوديموس ويوسف الرامي بعد الصلب والقيامة، خاصة وأنهما كانا من تلاميذ المسيح الخفيين، وموقف اليهود مما فعلاه أثناء دفن المسيح، فنيقوديموس وضع على جسد المسيح عودا ومرًا ثمنهما غالي جدًا، ويوسف الرامي دفنه في قبره الجديد الذي لم يكن قد وضع فيه أحد بعد. ومحاولة إيجاد تبرير لموقف كل من اللصين اللذين صلبا مع المسيح. وكذلك أيضا موقف اليهود من قيامة المسيح بصورة أكثر تفصيلا مما جاء في الإنجيل القانوني بأوجهه الأربعة. وكذلك ظهور الكتابات الدفاعية المسيحية التي دافعت عن العقائد المسيحية ضد اليهود والوثنيين والهراطقة من أبيونيين وغنوسيين وغيرهم. وبالتالي ظهور كتب تدافع عن نفس الأفكار ونسبتها لأشخاص لهم مكانتهم في الأحداث التي حدثت في الكنيسة الأولى، مثل إنجيل نيقوديموس أو أعمال بيلاطس.ويبلغ عدد هذه الأناجيل، نحو خمسين، ولكن لا يوجد في الكثير منها سوى أجزاء صغيرة أو شذرات متفرقة، ويوجد البعض منها مكتملًا أو ما يشبه ذلك. ولعل عددها قد تضخم نتيجة إطلاق أسماء مختلفة على المؤلف الواحد. وقائمة تلك الكتب تتضمن الاتي: + الكتب المسماة بأناجيل الطفولة ( إنجيل الطفولة ليعقوب، إنجيل يعقوب الأولي– إنجيل الطفولة لتوما– إنجيل الطفولة المنحول باسم متى– حياة يوحنا المعمدان– تاريخ يوسف النجار– إنجيل الطفولة العربي( +الكتب المسماة بالأناجيل المسيحية ذات الصبغة اليهودية ( انجيل العبرانيين- انجيل الابيونيين- انجيل الناصريين)، الكتب المسماة بالأناجيل الغنوسية والمانية(انجيل كيرنثوس- إنجيل باسيليدس- إنجيل مركيون- إنجيل أبيليس = إنجيل ماني) +الكتب المسماة بأناجيل الأقوال والأخلاقيات (إنجيل توما– إنجيل المصريين اليوناني)، والكتب المسماة بأناجيل الآلام ( إنجيل بطرس – إنجيل نيقوديموس | أعمال بيلاطس– إنجيل برثولماوس –أسئلة برثلماوس. والخلاصة أن هذه الكتب قد كتبت، في الأصل، لتأييد هرطقة من الهرطقات والادعاء بأن تعليمها رسولي، أو لتفصيل الأناجيل القانونية بإضافة إضافات أسطورية لإعطاء أهمية لبعض المفاهيم التي سادت بعض الدوائر الهرطوقية ولنشر وتأكيد أفكار هذه البدع. ان تلك الرويات تم استبعادها باعتبارها خيالات حتى ولو كتبت بحسن نية وخضعت للكثير من الفحص من آباء الكنيسة في ذلك الوقت وتبين ان ليس لها أي أساس من الصحة، وفي الحقيقة القديس جيروم والقديس توماس الاكويني استنكروها وشجبوها بعبارات اقوى وآدلة دامغة. أن هذه الكتب، الأبوكريفية، لم تناقش في أي مجمع من مجامع القرون الخمسة الأولى، سواء المكانية أو المسكونية، ولم تختلط في يوم من الأيام بأسفار العهد الجديد السبعة وعشرين، القانونية والموحى بها، لأنها لم تكتب لا في زمن تلاميذ المسيح ورسله الذين رحلوا عن هذا العالم فيما بين سنة 65م و100م وكان أخرهم هو القديس يوحنا، ولا في زمن تلاميذهم المباشرين أو خلفائهم الذين رحلوا عن العالم في أواخر القرن الأول وبداية القرن الثاني. فقد دونت الأسفار الـ22 الأولى من الأسفار القانونية الموحى بها، فيما بين سنة 50م و70م، ودونت بقيتها، كتابات القديس يوحنا، فيما بين سنة 75 م. و95 م. في حين أن هذه الكتب الأبوكريفية كتبت فيما بين سنة 150م و450م وما بعد ذلك بكثير! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يُوحَنَّا الْمَعْمَدَان في كتب الأبوكريفا والتقاليد اللاحقة |
هل أسفار الأبوكريفا ربانية (أي من عند الله ) أم من وضع الإنسان ؟ |
من هم كتّاب هذه الأبوكريفا |
قائمة كتب الأبوكريفا المنحولة |
الأبوكريفا |