أصبر تنول

[walaa farouk]

البابا في عظة الأربعاء: ” أصبر تنول”
1 أبريل, 2020
البابا تواضروس : مصر والكنيسة بخير .
.لا تنظروا لنقطه سوداء في لوحه بيضاء

وبدأ قداسته العظة قائلاً:
لقد تحدثنا الاسبوع الماضي عن “النية النقية” وهي الدرجة السادسة في درجات سُلم الصعود إلى هيكل الله واليوم نتحدث عن الدرجة السابعة وهي “الصبر الكامل” ونتذكر معاً الثمانية درجات وهم:



١- قلب طاهر
٢- شفتين نقيتين
٣- نفس مستنيرة
٤- وجه غير مخزي
٥- إيمان بلا رياء
٦- نية نقية
٧- صبر كامل
٨- رجاء ثابت
(الصبر الكامل)
– الصبر: هو صورة وصفة وحياة وضرورة اجتماعية لحياة لإنسان.
– الصبر : هي كلمة جميلة لها مشاهد كثيرة في الكتاب المقدس
.الانسان يتعرض للكثير من التجارب والمواقف والآلامات والمتاعب ولا يجد لها اجابة ولكن الصبر هو الاجابة، فالصبر كوقت إنتظار هو الإجابة.
– الصبر: هو ترجمة لمعنى الإيمان ان الله هو ضابط الكل وهو سيد التاريخ وهو سيد الزمان.
. الانسان لا يملك أن يختصر الزمان ولا يقدر أن يختصر الإسبوع في اربعة آيام ولا يقدر أيضاً ان يجعل الطفل يتخرج من الجامعة وهو في سن صغير بل يقوم الأب والأم بتربيته لسنوات عديدة حتى يكبر وذلك هو الصبر.

..الصبر على أحداث المرض
..الصبر على العلاج بأمر الطبيب.
– الصبر: هو وقت الانتظار ونحن نري ذلك في المرضى الذين ينتظرون الطبيب في العيادات .وتختلف تصرفاتهم في الصبر. منهم من يشغل نفسة في إتصال تليفوني ومنهم من ينظر في ساعته ومنهم من يكون هادئاً وأخر متوتراً.

واذكر موقف ان احد المهندسين بنى عمارة كبيرة وضع بها اسانسير. ويوجد مكان إنتظار قبل الصعود في الأسانسير ولزيادة عدد الطوابق، فإن سكان العمارة ينتظرون الاسانسير مدة كبيرة، وذلك تسبب في القلق والتزمر بين السكان الذين ينتظرون أدوارهم في الصعود، ففكر أحد المهندسين في وضع مرآة في جوانب مكان الإنتظار لكي ينشغل السكان في حركة الاشخاص من حولهم.وذلك قلل من نسبة الملل وساعدهم على الصبر والإنتظار قليلاً.
..يقول لنا السيد المسيح” الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص”
(حينما نتحدث عن الصبر الكامل نضع امامنا عدة مفاهيم) منها:
..الصبر على الأخرين مرتبط بالاحتمال وطول الآناه



يقول الكتاب المقدس ” بصبركم إقتنوا أنفسكم”
حينما يصبر الإنسان على الأخر يكسب محبته ويكسب سلامه، لذلك يرتبط الصبر بالإحتمال
ونحن نُصلي في الصباح ونقول “محتملين بعضكم بعضاً في المحبة”
. (يقول بولس الرسول في رسالته الثانية إلى أهل كورونسوس اصحاح ٦ : ٤) “بل في كل شئ نُظهر أنفسنا كخدام الله في صبر كثير”

..الصبر في الضيقات وفي الشدائد
كل البشر يتعرضون للمواقف والضيق وكل ذلك يحتاج ان يتملك الإنسان فضيلة الصبر الحكيم.

..الصبر مرتبط بالإيمان
يقول بولس الرسول في رسالته الثانية إلى أهل تسالونيكي ” حتى اننا نحن أنفسنا نفتخر بكم في كنائس الله من اجل صبركم وإيمانكم في جميع إضطهاداتكم والضيقات التي تحتملونها” بولس الرسول يفتخر بشعب رعيته انه شعب صبور.
يقول ايضاً (في رسالته إلى اهل رومية ٥ : ٣)” نفتخر أيضاً في الضيقات، عالمين أن الضيق يُنشئ صبرًا، والصبر تزكية، والتزكية رجاءً، والرجاء لا يخزي لأن محبة الله قد إنسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا”
فالإنسان المسيحي لا يقول جملة “مفيش فايده ” لأنه يتحلى بالرجاء.

.. الصبر مرتبط بالألم
نري ان السيد المسيح قد إجتاز الكثير من الآلامات في حياته. وحينما نتعرض إلى الألم نحن نشاركه في الآلام وهو يكون معنا في حمل الألم.
ونحن نصلي ونقول “حتى ان صرت في وادي ظل الموت لا اخاف شراً لأنك انت معى”
إن المسح رفيق للمتألمين.

(في سفر الحكمة ٢ :١٨) “فإنه إن كان الصديق ابن الله، فهو ينصره وينقذه من ايدي مقاوميه، فلنمتحنه بالشتم والعذاب حتى نعلم حلمه ونختبر صبره”
أضع امامك بعض المشاهد في الكتاب المقدس التي تبين صبر المسيح على الأخرين حتى نتعلم منها الصبر وهي:



.. في قصة شفاء غلام به شيطان
( متى ١٧:١٧ ) ” فأجاب يسوع وقال: أيها الجيل غير المؤمن، الملتوي، إلى متى أكون معكم؟ إلى متى أحتملكم؟ قدموه إلى ههنا”
..
.. في مشهد خميس العهد لقاء بطرس الرسول حينما أراد السيح ان يغسل قدميه في قصة غسل الأرجل وحينها رفض بطرس وقال له: كيف يامُعلم ان تغسل قدمى؟! فقال له المسيح: ” لست تعلم انت الأن ما انا اصنع ولكنك ستفهم فيما بعد” وبعد ساعات من هذه الواقعة انكر بطرس المسيح، وقد رجع إلى الصيد بعد ايام، وناداه المسيح وقال له: اتحبني؟ واعطاه المسيح درس في الصبر والمحبة وعدم الخطأ مرة أخرى.

.. صبر المسيح على الشخص منعدم البصيرة
فيلبس كان يعرف الكتب المقدسة وكان يعرف المسيح ولكن كانت بصيرته مغلقة فقال له فيلبس: “ياسيد ارينا الآب وكفانا” وقال له يسوع: ” انا معكم زمانا هذا مدته ولم تعرفني يافيلبس، الذي رأني فقد رأي الأب فكيف تقول انت ارنا الآب؟!! فهو كان مع المسيح ولم يعرفه.

..صبر المسيح على خيانة يهوذا
بينما هو يتكلم إذ جمع والذي يدعى يهوذا إحدى الإثنى عشر يتقدمهم فدنى يسوع ليقبله فقال له يسوع يا يهوذا أبقبلة تسلم ابن الإنسان؟!” .. يهوذا استخدم وسيلة الحب”القُبلة” كعلامة للخيانة. وهذا سب ألم كبير في نفس يسوع.

خد بالك قد يتعرض الإنسان الى الخيانة من زميل من صديق وأقول لك أن مثل هذه المواقف لا تعالج الا بالصبر.

وقد حدث نفس الموقف مع بطرس الذي انكر المسيح ولكن بطرس رجع للمسيح مرة أخرى بالمحبة.

.. صبر المسيح على الآلام الجسدية على الصليب

في إنجيل لوقا ويوحنا يقول “لما قال هذا، لطم يسوع واحد من الخدام كان واقفاً، حين إذن اخذ بيلاطس يسوع وجلده، وضفر العسكر إكليلاً من شوكٍ ووضعوه على رأسه، وألبسوه ثوب الإرجوان وكانوا يقولون السلام ياملك اليهود، وكانوا يلطمونه والرجال الذين كانوا ضابطين يسوع كانوا يستهزؤن به وهم يجلدونه، وغطوه وكانوا يضربون وجهه ويسألونه قائلين تنبأ، من هو الذي ضربك؟” والمسيح صبر على الألامات الجسدية وتمل المسيح كل ذلك حباً فينا وكل ذلك من أجل خلاص الإنسان.
مواقف كثير يتألم منها الإنسان ويتعرض لها في مشوار حياته الطويل ولكن يحتاج الإنسان إلى ان يتحلى بفضيلة الصبر.
وأصوام الكنيسة تعكس شكل من أشكال الصبر مثل:
.. في فترات الصوم الإنقطاع وأيضاً
.. في التربية هو شكل أخر من أشكال الصبر
ونستطيع ان نحل العديد من المشكلات الحياتيه بالصبر منها: ” الصبر في البيت في العلاقات في العمل مع الأصدقاء مع الأسرة في الخدمة”

ومن اشكال الصبر أيضاً: الإنسان الذي يصبر على آلام الترك منها: ترك ” محب ، منصب، خدمة”
.. لم يكن من المتوقع ان تغلق الكنائس من اجل الوقاية ولم يكن أحد يتوقع ذلك أبداً وكما قلت لكم في مرة سابقة ان هذا قرار صعب ولكنه ضروري جداً من أجل سلامة البشر ونحن نسمع عن الأوبئة التي ظهرت في تاريخ العالم مثل “وباء الطاعون” الذي راح ضحيته ملايين من البشر.وعندما نأخذ إجراءات وتشترك الحكومات في هذه الإجراءات القوية من أجل سلامة مواطينيها ومن أجل سلامة أبناءنا.
واختتم قداسة البابا العظة بكلمة “أصبر تنول”ربنا يحفظكم.