فقال: إِيَّاكُم أَن يُضِلَّكُم أَحَد! فسَوفَ يأتي كَثيرٌ مِنَ النَّاسِ مُنتَحِلينَ اسمي فيَقولون: أَنا هُو! قد حانَ الوَقْت! فلا تَتبَعوهم.
تشير عبارة " قال" إلى الخطاب الأخير الذي وجَّهه يسوع لتلاميذه مودعاً أورشليم ومعلنا خرابها.
أمَّا عبارة " إِيَّاكُم أَن يُضِلَّكُم أَحَد" فتشير إلى تحذيرهم من إلى الضلال على مستويات مختلفة، منها تضليل المسيح الكذاب، كما جاء في إنجيل متى " إِيَّاكم أَن يُضِلَّكُم أَحَد! فَسَوفَ يَأتي كثيرٌ مِنَ النَّاسِ مُنتَحِلينَ اسْمي يَقولون: ((أَنا هو المسيح)) ويُضِلُّونَ أُناساً كثيرين"(متى 24: 4)، وتضليل شيطاني " فأُلقِيَ التِّنِّينُ الكَبير، الحَيَّة القَديمة، ذاكَ الَّذي يُقالُ لَه إِبْليسُ والشَّيطان، مُضَلِّلُ المَعْمورِ كُلِّه، أُلقِيَ إلى الأَرضِ وأُلقِيَ معَه مَلائِكَتُه" (رؤيا 12: 9)، وتضليل سياسي كما ورد في رؤية يوحنا " لكِنَّ مَأخَذي علَيكَ هو أَنَّكَ تَدَعُ المَرأَةَ إِيزابَلَ وشَأنَها، وهي تَقولُ إِنَّها نَبِيَّة، فتُعَلِّمُ وتُضَلِّلُ عَبيدي لِيَزْنوا فيَأكُلوا مِن ذَبائِحِ الأَوثانِ"(رؤيا 2: 20)، وتضليل تعليمي " إِذا قُلْنا: إِنَّنا بِلا خطيئة، ضَلَّلْنا أَنفُسَنا ولَم يَكُنِ الحقُّ فينا"(1يوحنا 1: 8 26)؛ فلا بدَّ إلى رؤية جديدة، لئلا تختلط علينا الأمور، ولا نرى الرب حيث هو حاضر، بل نراه حيث لا يوجد.