رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بينما هلك شعب الله بسبب عدم الإيمان فماتوا في البرية، إذًا بالأممية الزانية تغتصب المواعيد الإلهية بالإيمان الحيّ العامل، فيصير لها ولعائلتها نصيب في أرض الموعد، ويأتي المسّيا المخلص متجسدًا من نسلها (مت 1: 5)، فصارت تصرفاتها تمثل أعمالًا نبوية. في هذا يقول القديس أكليمندس الروماني: [ها أنتم ترون أيها الأحباء أنه لم يكن لهذه المرأة الإيمان فحسب بل والنبوة]. بروح النبوة تحدثت مع الجاسوسين معلنة ما سيحدث لشعب الله، قائلة: "علمت أن الرب قد أعطاكم الأرض" [9]، لكن ما هو أعظم أن تصرفاتها بل وشخصيتها صارت نبوة عن قيام كنيسة الأمم عند مجيء يشوع الحقيقي. في هذا يقول الأسقف قيصريوس: [تلك الزانيةأيها العزيز المحبوب تمثل الكنيسة التي كانت قد اعتادت على ارتكاب الزنا مع أصنام كثيرة قبل مجيء يسوع. على أي الأحوال إذا جاء المسيح لم يحررها من الزنا فحسب وإنما صّيرها بتولًا بعمل معجزي فائق. يقول عنها الرسول: "لأني خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2 كو 11: 2). لقد كانت نفس كل واحدمنا زانية، إذ كانت تعيش في آلام (أهواء) الجسد وشهواته، لكنها قبلت جاسوسي يشوع وتحقق فيها ما قاله الرسول: "لأننا كنا قبلًا ظلمة أما الآن فنور في الرب" (راجع أف 5: 8) ]. هكذا صارت راحاب تمثل كنيسة الأمم التي قبلت إرسالتيّ المسيح (التلاميذ والرسل) وأخفت في داخلها وصيته "محبة الله ومحبة الناس"، فصارت الكنيسة المقدسة له. أما أقوله عن الكنيسة في كليتها أقوله أيضًا عن كل نفس منا بكونها عضوًا حيًا في الكنيسة، كانت قبلًا في ظلمة الشر وقبلت خلاص ربنا يسوع فيها. |
|