الراهب القمص بوليكاربوس السريانى

[Ebn Barbara]

ولد الراهب القمص بوليكاربوس السريانى فى 1944/11/22 بإسم مجدى نيازى فانوس بمدينة دقادوس محافظة الدقهلية من اسرة مسيحية مرتبطة بالكنيسة ، ونظرا لوفاة الجد للوالد وتبعا لتقاليد الحزن فى الأقاليم تأخر عماد الطفل ، واتُفق على أن يتم عماده فى دير الانبا برسوم العريان بالمعصرة - حلوان .

ولكن فى رؤية فى أحد الليالى رأت والدته خادم كنيسة السيدة العذراء الاثرية بدقادوس يدعوها لعماد الطفل بالكنيسة ، فأعدت الأسرة نفسها وذهبت الى مدينة دقادوس لعماد المولود وفى ليلة يوم العماد واثناء جلوس الاسرة بشرفة بيت العائلة فى مواجهة الكنيسة فوجئ الجميع بطائر صغير فى حجم الفراشة ابيض اللون وشديد اللمعان يعبر فوق رأس الطفل متجها الى منارة الكنيسة على مسافة 50 متر ، وخلال هذه المسافة القصيرة كان حجم الطائر يزيد الى ان أصبح فى حجم طائر كبير ابيض لامع مضئ حتى استقر داخل منارة الكنيسة فكانت هذه الحادثة رسالة الى الاسرة بأن الطفل نذير للرب .

عملت الاسرة على رعاية الطفل وتنميته روحيا داخل الكنيسة ومدارس الأحد ، ونظرا لصغر سنه رفض الأب الأسقف رسامته شماسا الا بعد أن تعهد والده أمام الأسقف والسعب وعمل 100 ميطانية أمام الهيكل ليتحمل مسئولية تربيته روحيا وكنسيا واستقدمت له الاسرة مرتلين من الكنيسة لتعليمه الطقس والعقيدة والايمان .

أتم دراسته الاعدادية 1958 والثانوية 1961 وحصل على بكالوريوس العلوم الزراعية 1968 من جامعة عين شمس وفى خلال هذه المرحلة كان يخدم فى مدارس الأحد واجتماعات الشباب والخدام بمدارس الأحد بطرة البلد وخدمة الشمامسة بكنيسة مارجرجس كوتسيكا وكنائس العذراء ومارمرقس المعادى .

وخلال هذه الفترة تكونت بينه وبين المتنيح البابا كيرلس السادس علاقة روحية حيث أن قداسته كان قد انشأ مقر بابوى بكنيسة مارجرجس كونسيكا وكثيرا ما كان يأتى ليصلى القداس الألهى والعشيات وسواعى البصخة المقدسة وكان مجدى نيازى (ابونا بوليكاربوس) يقف يرابعه فى الألحان وفى احدى زيارات قداسته دعاه للرهبنة حيث قال له تعالى يا ابنى لما ارسلك الى مريوط ( يقصد دير مارمينا) ، وتكونت علاقة روحية ايضا بينه وبين الراهب القمص انطونيوس السريانى (نيافة الانبا باخوميوس) وابونا الراهب القمص بيمن السريانى وابونا داود السريانى حيث كانوا يشرفون على فرع الأكليريكية للطلبة الأفارقة الذى أنشأه البابا كيرلس بكنيسة مارجرجس كوتسيكا .

التحق بالجندية بتاريخ 1968/7/21 بسلاح الدفاع الجوى حتى تاريخ 1969/8/31 برتبة عريف واستبقى للاحتياط حتى شهر فبراير 1972 وتم تحويله الى ضابط احتياط فى 1972/2/5 حتى انهى خدمته العسكرية فى 1975/8/28 .

وفى هذه الفترة شارك فى حرب الاستنزاف وحرب اكتوبر 1973 تعرض المقاتل مجدى نيازى الى مواقف صعبة ومعقدة حتى انه فى احيان كثيرة وفى اثناء وجوده للصلاة بالملجأ يتم قذف الموقع وتدميره وينجو هو من القذف مرات عديدة مما رسخ فى عقله ان الله يحفظه ليكون راهبا مما كان يجعله يقضى اغلب الاجازات التى يحصل عليها فى زيارة الأديرة بزيه العسكرى حيث كان يذهب من الكتيبة الى الدير مباشرة والعكس وذلك بقصد ان تتعود الاسرة على عدم وجوده وايضا للاستقرار على اى الاديرة سوف ينتسب وخلال هذه الزيارات تعرف على المتنيح نيافة الحبر الجليل الانبا ثاوفيلوس رئيس دير السريان زصارت بينهم صداقة حميمة .

وفى الفترة ما بين انتهاء الخدمة العسكرية فى 1945/8/28 وحتى وصوله الدير بتاريخ 1976/2/6 تم تعيينه مساعد باحث بمركز بحوث القطن بالجيزة وقام بالتسجيل للحصول على درجة الماجستير وانتسب الى الكلية الاكليريكية القسم المسائى وذلك ايضا لتتعود الاسرة على عدم وجوده بالمنزل لفترات كبيرة .

وفى يوم 1976/2/7 تم اعتباره طالب رهبنة بإسم الاخ ياكوبوس وفى هذا اليوم سافرت الاسرة الى الدير لمحاولة اثناءه عن فكرة الرهبنة والعودة به الى المنزل وعندما لم تجد استجابة لذلك عادت الاسرة الى المنزل على وعد من الانبا ثاوفيلوس ان يرسل لهم ميعاد الرهبنة لحضور طقس الرسامة وتمت رسامته راهب بإسم بوليكاربوس السريانى بتاريخ 1976/2/29 دون ان تعلم الاسرة .

بعد الرسامة باسبوع تقريبا كان للاسرة صديق فى زيارة لمقر الدير بالعزباوية وتقابل مع الانبا ثاوفيلوس وسأله عن اخبار الأخ مجدى نيازى فقال له البقية فى حياتك انه مات ولم يعى ماذا يقصد سيدنا فرجع من العزباوية الى بيت الاسرة وهو متوتر ولا يدرى كيف يقول لهم الخبر حتى ان افراد الاسرة لاحظوا هذا التوتر وعلمه منه حواره مع سيدنا فخففوا عنه واعلموه انه يقصد انه مات عن العالم وتمت رسامته راهبا .

وعندما وقع الاختيار على ان يذهب ابونا للخدمة بليبيا قام نيافة الانبا ثاوفيلوس برسامته قسا فى 1976/11/7 بقر الدير بالعزباوية وسط فرحة الاهل والاصدقاء واستمرت خدمته المباركة فى ليبيا حتى منتصف عام 1987 انشأ خلالها خدمة دائمة بطرابلس وانشأ كنيسة فى بنغازى واخرى فى سبها ومذابح متنقلة فى المدن الأخرى .

خدم ايضا بايبارشية بنى سويف والبهنسا مع المتنيح نيافة الانبا اثناسيوس مطران الايبارشية .

انتقل الى الكنيسة المنتصرة وانضم الى صفوف الاربعة والعشرين قسيسا فى 27 ابيب 1728 ش - 2012/8/3 تاركا خلفه فيض من الذكريات الروحية والاعمال الرعوية والمحبة الأبوية وصلوات وطلبات شفاء لكثيرين بنعمة ربنا يسوع المسيح له كل المجد وشفاعة العذراء ام النور مريم .