|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَاعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ قَدْ مَيَّزَ تَقِيَّهُ. الرَّبُّ يَسْمَعُ عِنْدَ مَا أَدْعُوهُ. ينبّه داود البشر جميعًا إلى حقيقة هامة وهي أن الله، ليس فقط يهتم بداود تقيه، أو صفيه وقدوسه، كما في الترجمة السبعينية، بل أيضًا يميزه عن باقي البشر. وقد حدث هذا فعلًا بأن أنقذ الله داود من يد شاول، بل نصره عليه، إذ ان شاول وقع في يد داود، ثم عفا عنه ولم يؤذه. وفى النهاية مات شاول في الحرب، وتملك داود بدلًا منه، وكذلك خلصه من يد أبشالوم ونصره عليه. وداود هنا يرمز للمسيح، الذي عاش كإنسان بين البشر ولكن الله ميزه بعمل المعجزات والتعاليم القوية، ثم مات وأقام نفسه. والله دائمًا يميز أولاده وشعبه برعايته لهم وعمله في داخلهم، فيتمتعوا بوجود الله معهم على الأرض، وكأنهم في الملكوت. ويعلن داود النبي حقيقة أخرى في هذه الآية هي أن الرب يستجيب له عندما يصلى إليه، فالصلاة وسيلة متاحة لأولاد الله؛ ليدخلوا إلى حضرة الله فيستجيب لهم، ولذا يشعرون بالطمأنينة مهما أحاطت بهم الضيقات، بل يتمتعون بلقيا الله في كل حين. يعلن أيضًا داود للبشر أن من أهم الوسائل التي يظهر فيها الله وجوده وقوته، هو عمله فيمن يتقيه ويقدس قلبه له. فالله يعلن نفسه للبعيدين عنه، أما من خلال المخلوقات وأحداث الحياة، أو من خلال رؤيتهم لعمله في أولاده، كما أعطى داود نفسه مثالًا في تمييز الله له واستجابته لصلواته؛ حتى يقتدى به البشر ويؤمنوا بالله ويعبدوه بكل قلوبهم. |
|