رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
براءة البابا ديوسقوروس من الاتهامات اجتهد أسقف روما وأتباعه من الأساقفة في أن يتهموه عدة اتهامات ظانين أن ذلك يُضْعِفهُ وَيُخِيفَهُ، ولكن على العكس كان يجاوبهم بكل جراءة واحترام. وتلك هي الادعاءات والرد عليها: أولا وبدون علم أسقف روما انفراده بعقد مجمع أفسس الثاني ورئاسته، وقد طلبوا بناء على ذلك خروجه من المجمع. الرد: إذا كان الأمر كذلك ولم يعلم أسقف روما فمن الذي بعث بنواب روما الثلاثة الأسقف يوليلنوس والقس راناد والشماس أيلاريوس. ومن الذي كتب رسالة لاون وإذا لم يحضر أسقف روما لما قلل ذلك الأمر من أهميته. وأن الملك هو الذي دعا لعقد المجمع وليس البابا ديسقوروس. والذي رأس المجمع هو الملك وقد ولى معه يونبياليوس أسقف أورشليم وكلاسيوس القيصري كما هو ثابت من المراسيم الملكية. ادعوا على البابا ديسقوروس ادعاءات، ومضوا في المجمع على ورقة بيضاء. الرد وهذه تهمه هزيلة باطلة تنقصها أعمال ذلك المجمع نفسه وإيذاء ذلك قالوا في الجلسة الأولى "أخطأنا ونطلب الغفران" ومن الغريب أيضًا أن يرى المؤرخين الكاثوليك أنفسهم يقرون في كتبهم ضعف هذا الادعاء. ثالثا قالوا أيضًا أن الأب ديسقوروس لم يأمر بقراءة رسالة لاون أسقف روميه في المجمع (أفسس الثاني) بل قد أخفاها وهذا غير صحيح حيث أن البابا طلب قراءتها ثلاث مرات وأعترف بذلك يوبينانوس أسقف أورشليم عندما سأله القضاة عن رأيه فقال "أن الأب ديسقوروس أمر بقراءتها". الرد العجيب في هذا الأمر أن يتمسكوا هؤلاء بتلك الرسالة التي في الواقع هي رسالة نسطورية بعيده عن الحق إذ جاء فيها ما نصّه "الكلمة يفعل ما يختص به الكلمة. اللحم يفعل ما يختص به اللحم؛ فالواحد من المذكورين يبهر بالمعجزات والأخر ملقى للإهانات. "وحقًا يأتي المسيح الاثنين الإله والإنسان" فكان الأجدر بهم أن يعملوا على إخفاء تلك الرسالة حتى لا تظهر سقطاتهم. رابعًا: قال المدعين أيضًا أن كَتَبَة ديسقوروس كتبوا وحدهم محضر أعمال مجمع أفسس الثاني وغيَّروا فيه. الرد قال البابا ديسقوروس أن كل واحد من الأساقفة كان له كَتَبَة، فكتبتي كتبوا نسختي، وكل من كَتَبَة يوبيناليوس وتلاسيوس كتبوا نسختهم، وكذلك باقي الأساقفة الآخرين. وصدَّق أسقفيّ أورشليم على قول ديسقوروس. خامسًا: وقف أحد الأساقفة الخلقيدونيين المدعو "أوسابيوس" وطلب من القضاة أن يسألوا الأب ديسقوروس عن سبب مَنْعه من دخول المجمع. الرد فقال البابا: أسألكم أن تقرئوا شهادة "البيديوس" القائد (مندوب الملك) الذي منعه بأمر الملك. وأكد ذلك يوبيناليوس أسقف أورشليم، وأمر القضاة بقراءة أعمال المجمع في الأمر الملكي الذي أشار إليه الأب ديسقوروس. والغريب أنه بالرغم من اعتراض هؤلاء الخلقيدونيين على البابا، نراهم يسمعون للأسقف تيادريتوس النسطوري المقطوع بالحضور في مجمع خلقيدوني، الأمر الذي جعل البابا يصيح فيهم قائلًا "انتم تسلبونني كأني تعديت القوانين، فهل أنتم تحفظون القوانين عند دخول تاودرينوس؟!" سادسا: اعترضوا على البابا لتبرئته لأوطاخي في مجمع أفسس الثاني مدعين أنه يماثله في العقيدة. وأننا نعرف أن المجامع المسكونية لا تصدر أحكامها على المبتدعين ألا بعد أن تتأكد عدة مرات من أنهم مُصِرّين على التمسك بأقوالهم المناقضة للأيمان السليم. وكانوا يتمنون أن يعود المبتدعين للحق. وقد ناقش البابا أوطاخي في عقيدته فأقر واعترف بالإيمان السليم أمام الآباء. ثم قدم للمجمع صوره أيمانه مكتوبة بخط يده وإذ بها أرثوذكسية صحيحة. كان على الخلقيدونيون أن يعترضوا لو أنهم رأوا في الاعتراف لأوطاخي ما يخالف القانون أما أوطاخي فقد عاد إلى بدعته ثانيه بعد تبرئته. وهذا لا دخل للبابا ديسقوروس فيه؛ إذ كان من الممكن أن تُعاد محاكمته في مجمع آخر. ولا ننسى أن لاون أسقف روما قد انخدع في أقوال أوطاخي، كما انخدع آباء مجمع أفسس الثاني ولاون نفسه الذي أرسل رسالة إلى المجمع يثنى فيه على عنايته بأمر الأيمان ويدعوه فيها بالابن القس العزيز. قالوا أخر ما عندهم وهو أن البابا حكم على فلابيانوس بطريرك القسطنطينية ظلمًا. ولكن عندما تقرأ أعمال المجمع ترى أنه لم يحكم عليه ظلمًا حيث أنه سقط في هراطقة إذ قال بطبيعتين بعد الاتحاد وهو يفند بدعة أوطاخي وحاول الأساقفة إقناعه لكنه تمسك بأقواله. والنتيجة التي نستخلصها من كل ما سبق في هذا الفصل أن البابا ديسقوروس برئ من كل هذه الاتهامات. ومن كل ما نُسِبَ إليه في مجمع خلقيدونية الزائف. ومن كتابات الكنيسة الغربية نفسها يتضح لنا سلامة وصحة عقيدة البابا ديسقوروس وحفظه للأمانة الأرثوذكسية. |
|