منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 03 - 2019, 05:34 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,838

الصوم والنسك في التدبير الروحي

الصوم والنسك


فهناك فرق كبير بين تعليم المبتدئين وبين تعليم المتقدمين، بين الأولاد وبين الأحداث وبين الآباء في الطريق الروحي السليم، لذلك لو دققنا في كلام القديس يوحنا سنجده يتكلم عن الأولاد والأحداث والآباء قائلاً:
+ أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ لأَنَّهُ قَدْ غُفِرَتْ لَكُمُ الْخَطَايَا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ. أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الآبَاءُ لأَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمُ الَّذِي مِنَ الْبَدْءِ. أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَحْدَاثُ لأَنَّكُمْ قَدْ غَلَبْتُمُ الشِّرِّيرَ. أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ لأَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمُ الآبَ. كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الآبَاءُ لأَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمُ الَّذِي مِنَ الْبَدْءِ. كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَحْدَاثُ لأَنَّكُمْ أَقْوِيَاءُ، وَكَلِمَةُ اللهِ ثَابِتَةٌ فِيكُمْ، وَقَدْ غَلَبْتُمُ الشِّرِّيرَ. (1يوحنا 2: 12 – 14)
الأولاد: غُفرت لكم الخطايا من أجل اسمه، عرفتم الآب
الأحداث: قد غلبتم الشرير، لأنكم أقوياء وكلمة الله ثابتة فيكم
الآباء: قد عرفتم الذي من البدء
لذلك في صوم المبتدئين أو الأولاد تقدم الكنيسة التعليم الذي يبنيهم فتقول لهم: لنصم عن كل شرّ ونتجنب الإثم، أما للمتقدمين أي الأحداث فتقول: لنصم حسناً لنصم بتقوى، أما الرجال في الإيمان أي الآباء تدعو للبذل بالنية وحياة النسك، إذ قد تأصلوا في الحق وصارت لهم الحواس المدربة على التمييز ويحيوا الآن في خبرة مجد ملكوت السماوات ويسلكون بالأمانة في حالة نضوج ويتناولون الطعام القوي.
رد مع اقتباس
قديم 21 - 03 - 2019, 05:35 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,838

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: الصوم والنسك

فالولد الصغير روحياً يحتاج يعرف كيفية تنقية القلب والخروج من حياة الشرّ بالتمام ليتقبل الأسرار الإلهية وينمو في النعمة، لأن من المهم أن يعرف كيف ينتصر على ذاته ولا يحقق رغباتها، لذلك تقدِّم له كل ما يتناسب مع حالته وتقول لنصم عن كل شرّ، وذلك لكي لا يُخطئ، لأن الطفل عادةً يرتكب الحماقات الكثيرة لأن طبيعة طفولته وقلة نضوجه وعدم خبرته تجعله يتخبط كثيراً، ولذلك نلاحظ كلام الرسول للأولاد في رسالته الأولى إذ يقول لهم:
+ يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ. وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضاً. وَبِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا قَدْ عَرَفْنَاهُ: إِنْ حَفِظْنَا وَصَايَاهُ. (1يوحنا 2: 1 – 3)

وهذه هي الدرجة الأولية للصوم، والتي بدونها لا يحدث نمو سليم ولا يدخل إنسان في الدرجة الثانية التي للأحداث، فكل الهدف من الصوم عند الأولاد أو المبتدئين في الحياة مع الله، هو أن لا يُخطئ، وحتى ولو في البدايات تعثر أي إن أخطأ، فهي تقدم لهُ تعليم عن شفاعة المسيح الرب ليُحفر في قلبه حفراً لكي لا يفارقه أبداً، وشفاعة الرب الذي يؤكدها الرسول وتُعلِّم بها الكنيسة هو . لخطايا العالم كله، فلا خوف من تعثر ولا من سقطة لأنه حاضر كل حين أمام الآب بصفته وسيط العهد الأبدي، وشفاعته شفاعة كفارة، الكل فيه بار لا من نفسه ولا بقدراته ولا أعماله الصالحة، إنما منه هو، لأنه بار، وفيه يتبرر الجميع:
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 03 - 2019, 05:37 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,838

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: الصوم والنسك

فدائماً تعليم المبتدئين يكون هدفه (لكي لا تخطئوا) ويلازمه (وأن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب)، لذلك فالتعليم دائماً يرتكز على برّ الله بالإيمان بيسوع المسيح، لذلك الكنيسة في صلواتها تقول: لينمو برّ الإيمان، لذلك يا إخوتي الكنيسة تؤكد للمبتدئ أنه لا ينبغي أن يدخل في هذا الصوم وحيداً منفرداً ليحارب رغباته وخطاياه، بل تؤكد أن ما معهُ أقوى مما عليه أو ضده، لأن من معهُ هو الرب الذي يبرر الفاجر، لذلك تُشجع المبتدئين لا بمجرد كلام بل بخبرة عاشت فيها وتُسلمها، لأن لو أخطأ أحد وأخفق في مسيرته فمن هو الذي يستطيع أن يشتكي عليه، فالله هو الذي يُبرر لا الناس ولا حتى الملائكة، ومن هو الذي يجرؤ أن يُدين أحد، والمسيح الرب هو الذي يُدين كما قال وأعلن: لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَداً بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلاِبْنِ (يوحنا 5: 22)، وان كان المسيح الرب سيُدين أحد فينا، فهو الذي مات وقام وجلس عن يمين الآب يشفع فينا، ويقدمنا في بره إليه، لذلك فأنه يُرافقنا في مسيرتنا ويعمل فينا ويطهرنا، لذلك يقول الرسول في نفس الرسالة: إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ (1يوحنا 1: 9)
أما بعدما ينجح المبتدئ في التغلب على الشرّ المدفون في القلب حسب أعمال الإنسان العتيق ويعرف كيف يصلب الجسد مع الأهواء والشهوات وينتصر على الخطايا التي تؤرق حياته وتعوق مسيرته وتعطله في النمو الروحي السليم، ويدخل في خبرة السير في النور:
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 03 - 2019, 05:37 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,838

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: الصوم والنسك

+ وَهَذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ. إِنْ قُلْنَا إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ. وَلَكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ. إِنْ قُلْنَا إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا. إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ. (1يوحنا 1: 5 – 9)
وبعد خبرة هذه المرحلة يرتقي لدرجة الأحداث ويدخل في خبرة تعليم آخر حسب الحالة الجديدة التي يمر بها وهي مرحلة المتقدمين الذين يعرفون الله فعلياً ويحفظون الوصايا:
+ وَبِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا قَدْ عَرَفْنَاهُ: إِنْ حَفِظْنَا وَصَايَاهُ. مَنْ قَالَ قَدْ عَرَفْتُهُ وَهُوَ لاَ يَحْفَظُ وَصَايَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ وَلَيْسَ الْحَقُّ فِيهِ. وَأَمَّا مَنْ حَفِظَ كَلِمَتَهُ، فَحَقّاً فِي هَذَا قَدْ تَكَمَّلَتْ مَحَبَّةُ اللهِ. بِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا فِيهِ: مَنْ قَالَ إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ، يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هَكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضاً.
(1يوحنا 2: 3 – 6)
لذلك فأن نتيجة المرحلة الأولى أي المرحلة أولية هامة للغاية، لأن اجتيازها يعني معرفة المسيح البار، فيتغير الإنسان عن شكله ويتجدد ذهنه ويستنير بقوة ويدخل في حالة حفظ الوصية، ويبدأ يثبت فيه، فيسلك أيضاً كما سلك المسيح الرب: لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا. (أفسس 2: 10)
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 03 - 2019, 05:37 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,838

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: الصوم والنسك

لذلك الكنيسة هنا تُقدِّم تعليماً جديداً لتلك الحالة الذي قال عنها الرسول: أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَحْدَاثُ لأَنَّكُمْ قَدْ غَلَبْتُمُ الشِّرِّيرَ، لذلك فالتعليم المقدم يقول: لنصم حسناً ولنصم بتقوى، أي مخافة الله ومهابته، فالنفس هنا تدخل في حياة التقوى العملية، تتقي الله وتهابه كأب وسيد، وتبطل ما للطفل، وتفهم ما هي مشيئته وتحيا مكرسه لهُ تكريس قلبي واعي فيه طاعة تظهر في حالة إنكار النفس وحمل الصليب: لَمَّا كُنْتُ طِفْلاً، كَطِفْلٍ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ، وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْطَنُ، وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْتَكِرُ. وَلَكِنْ لَمَّا صِرْتُ رَجُلاً أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ (1كورنثوس 13: 11)، وبطلان ما للطفل يعني:
+ وَأَمَّا انْتَ يَا انْسَانَ اللهِ فَاهْرُبْ مِنْ هَذَا (منازعات)، وَاتْبَعِ الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالصَّبْرَ وَالْوَدَاعَةَ. جَاهِدْ جِهَادَ الإِيمَانِ الْحَسَنَ، وَأَمْسِكْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي الَيْهَا دُعِيتَ أَيْضاً، وَاعْتَرَفْتَ الاِعْتِرَافَ الْحَسَنَ أمَامَ شُهُودٍ كَثِيرِينَ. أُوصِيكَ أمَامَ اللهِ الَّذِي يُحْيِي الْكُلَّ وَالْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي شَهِدَ لَدَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ بِالاِعْتِرَافِ الْحَسَنِ: أَنْ تَحْفَظَ الْوَصِيَّةَ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ لَوْمٍ إلَى ظُهُورِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. (1تيموثاوس 6: 11 – 14)
وهنا بداية الدخول في حالة إنسان الله، وهي حالة الرجولة وتنقية القلب لمعاينة الله: طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللَّهَ (متى 5: 8)، ومن هنا يستطيع الإنسان أن يفهم مشيئة الله ويكمل مسيرته مشتركاً فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ كَجُنْدِيٍّ صَالِحٍ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. (2تيموثاوس 2: 3)
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 03 - 2019, 05:38 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,838

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: الصوم والنسك

لذلك فهذه تعتبر مرحلة تكريس حقيقي فيها معرفة مشيئة الله وتتميمها حسب ما يقدم للنفس من وصية بالروح القدس موجهة من الله للإنسان في قلبه، فصوم التقوى هو درجة المتقدمين في حياة البرّ، بالرغم من انه الملاح الخاصة به موجودة أيضاً عند المبتدئين، لكنه ليس مثل المتقدمين الذين امتلئوا بالتقوى، لأن المبتدئ عنده فرح الطفولة، فهو يحب أبيه لكن أحياناً بسبب الدالة الطفولية فأنه يتسرع ويركض هنا وهناك ومن السهل أن يسقط لأنه لم يفهم بعد ولم تستقم مسيرته ولم يتحمل المسئولية لأنه ما زالا طفلاً يتعلَّم كيف يسير ويضبط مسيرته وما زال يستند على يد أبيه من حين لآخر، لكن متى تعلم المشي واستقام في المسيرة ويبدأ أن ينمو والأب يترك يده (مرحلة التخلي أو الجفاف الروحي) لكي يتعلم كيف يسير دون أن يمسك به أحد مع ملاحظته الشديدة، لأنه سيدخل في مرحلة شركة أعظم مما سبق بينه وبين أباه، وهي مرحلة التقوى وكيف يحترم والده ويوقره جداً ويحفظ حياته من الحيدان عن أقل شيء يعكر صفو علاقته مع أبيه الصالح، ويثبت في إيمانه وهو لا يرى شيئاً (طوبى للذين آمنوا ولم يروا) لأنه يُريد أن يفعل كل ما يُرضيه، وهنا الإنسان يتعلَّم ما هي مشيئة الله ليُنفذها كما هي دون أن يُخالفها، ويثبت في إيمانه مهم ما اختفت التعزيات، فصومه كله هو صوم التقوى وضبط النفس وفيه يغوص في الصلاة طالباً مشيئة الله لكي تتم في حياته على الأرض لأن صلاته المشتركة مع الجميع: لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض، لذلك فأنه يجاهد الجهاد الحسن محافظاً على نعمة الله في قلبه، ممسكاً بالحياة الأبدية حافظاً الوصية بلا دنس ولا لوم.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 03 - 2019, 05:38 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,838

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: الصوم والنسك

وعلينا أن نفهم هنا،
أن هذا الكلام لا يعني إطلاقاً الوصول لحالة من العصمة أو التحصين الكلي ضد أي عثرة أو سقطة، لأن طالما الإنسان ما زال في الجسد ولم يتمجد بعد وينال الجسد الممجد أو ينتقل لفردوس النعيم، فأنه ما زال تحت ضعف وتحت حرب دائمة، ومن الممكن أن تتعثر خطواته في أي مرحلة أو يسقط عن هفوة أو يقع في خطأ ما في أي وقت أو ساعة، وهذا يختلف في كل مرحلة، لكن كلما تقدَّم في الطريق ونضج ليس من السهل سقوطه أو تعثره، لكن ممكن أن يحدث هذا لأي سبب من الأسباب لذلك كان تحذير الرب ودعوته أن نسهر ونُصلي:
+ اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ؛ اُصْحُوا وَاسْهَرُوا لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِساً مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ؛ اِسْهَرُوا. اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ. كُونُوا رِجَالاً. تَقَوُّوا. (مرقس 14: 38؛ 1بطرس 5: 8؛ 1كورنثوس 16: 13)
أما المرحلة التي تليها هي مرحلة الآباء العارفين الذي كان من البدء،
وهذه المرحلة هي مرحلة بذل الذات والدخول في حالة النسك بحسب الإنجيل التي هي: "ومعك لا أُريد شيئاً في الأرض"، فالصوم هنا صوم إخلاء وترك كل شيء مهما ما كان صالح ولا تشوبه شائبة، لكنه إفراغ النفس من كل شيء للامتلاء من الله والدخول في سرّ الحضرة الإلهية لمعاينة ورؤية النور، نور وجه الله الحي: لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لِإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. (2كورنثوس 4: 6)
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 03 - 2019, 05:38 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,838

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: الصوم والنسك

وهنا حالة انفتاح خاص على الله وتذوق قوة شركة الطبيعة الإلهية في حالة من الالتصاق بالرب والثبات فيه وبذل كل اجتهاد، وهي تعتبر الحالة الفردوسية للنفس، وهذا هو التعليم الرسولي والذي ينبغي أن تقدمه الكنيسة وترسخه في هذه المرحلة:
+ كَمَا أَنَّ قُدْرَتَهُ الإِلَهِيَّةَ قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَالتَّقْوَى، بِمَعْرِفَةِ الَّذِي دَعَانَا بِالْمَجْدِ وَالْفَضِيلَةِ، اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلَهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ. وَلِهَذَا عَيْنِهِ وَأَنْتُمْ بَاذِلُونَ كُلَّ اجْتِهَادٍ قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، وَفِي الْفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً، وَفِي الْمَعْرِفَةِ تَعَفُّفاً، وَفِي التَّعَفُّفِ صَبْراً، وَفِي الصَّبْرِ تَقْوَى، وَفِي التَّقْوَى مَوَدَّةً أَخَوِيَّةً، وَفِي الْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ مَحَبَّةً. لأَنَّ هَذِهِ إِذَا كَانَتْ فِيكُمْ وَكَثُرَتْ، تُصَيِّرُكُمْ لاَ مُتَكَاسِلِينَ وَلاَ غَيْرَ مُثْمِرِينَ لِمَعْرِفَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. لأَنَّ الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ هَذِهِ هُوَ أَعْمَى قَصِيرُ الْبَصَرِ، قَدْ نَسِيَ تَطْهِيرَ خَطَايَاهُ السَّالِفَةِ. لِذَلِكَ بِالأَكْثَرِ اجْتَهِدُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْعَلُوا دَعْوَتَكُمْ وَاخْتِيَارَكُمْ ثَابِتَيْنِ. لأَنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ لَنْ تَزِلُّوا أَبَداً. لأَنَّهُ هَكَذَا يُقَدَّمُ لَكُمْ بِسِعَةٍ دُخُولٌ إِلَى مَلَكُوتِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الأَبَدِيِّ. (2بطرس 1: 3 – 11)
فهذه بإيجاز – من جهة الخبرة – المراحل التي نمر بها في الصوم
لنبلغ قوة الشركة في عمق معناها الروحي واللاهوتي، لذلك فأن نداء الصوم يختلف من مرحلة لأُخرى، وقد كتبت هذا الموضوع بسبب السؤال الذي يقول: لماذا الكنيسة تنادي بالصوم عن كل شرّ، مع أنها المفروض أن تكون حياتنا المسيحية الطبيعية، لأنه ليس منطقياً أن ندعو الناس في الصوم أن تكف عن الشرّ وتتجنب الإثم، لأن هل معنى ذلك أن الإفطار يكون على الشرّ والإثم!!!
فبسبب التعثر وعدم فهم تعليم الصوم ما بين المبتدئ والمتقدم في الطريق وضعت باختصار شديد الفرق بين الثلاثة مراحل، قد تتداخل مع بعض الناس وقد تتواصل مع بعضها البعض، لكن هذا هو معنى نداء الكنيسة للمبتدئين في الطريق لكي يدخلوا في سرّ النصرة والغلبة بيسوع المسيح ربنا، والتي ستستمر معهم على مدى حياتهم كلها أن كانوا أمناء فيما نالوه من نعمة.
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 03 - 2019, 05:38 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,838

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: الصوم والنسك

ثانياً المعنى الصحيح للنسك المسيحي الأصيل
أولاً ما معنى كلمة النسك:
بالنسبة للمعنى العام في القواميس العربية تعني: نَسُكَ الرَّجُلُ أي صَارَ نَاسِكاً أي: زاهِدًا مُتَعبِّدًا، والزُّهْد: الانْصِرافَ إلَى العِبادَةِ وَتَرْكَ مَلَذَّاتِ الدُّنْيا، الإِعْراضَ عَنْها احْتِقاراً لَها، ويأتي أيضاً بمعنى: أعرض عنه وتركه مخافة الحساب أو العقاب، لاحتقاره أو قلَّته أو التّحرُّج منه.
طبعاً هذا المعنى العام في القواميس والمعاجم العربية
ليس لهُ أي علاقة بالمسيحية، مع أن هذه المفاهيم موجودة في ذهن البعض خطأ، لأن النسك والزهد عندنا لا يأتي بمعنى التحرج من شيء ما في الجسد، لأنه خلقة الله وليس فيه شيء مُحرج أو فيه عيب، ولا الزهد أيضاً عندنا هو التخلي التام عن الحاجة الطبيعية للإنسان، لأن حياتنا في المسيح تجعلنا نُكرم الجسد ونحفظه هيكلاً مقدساً للرب، كما أننا لا نحتاج أن نخاف لا من حساب ولا من عقاب، لأن ليس شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح (أنظر رومية 8)، ومن هذه الآية نستطيع ان نفهم النسك في المسيحية على مستوى البرّ في شخص المسيح الرب، لأن كل ما نفعله هو أننا لا نسلك حسب الجسد خاضعين لشهواته ورغباته المنحرفة، أو الإفراط في شيء يجعلنا نخرج عن سلامة التدبير الروحي، بل سلوكنا بالروح يجعلنا نقوِّم الجسد ونُقنن احتياجاته لكي يكون في كمال صحته وقدرته البدنية ونشاطه العقلي الكامل، لكي يخضع للروح القدس، لأننا لا نعبد الله بأرواحنا أو بالنفس فقط، بل بالجسد والنفس معاً، لأن كل ما نفعله أننا نحيا في حالة من المصالحة ما بين الجسد والروح، بمعنى أننا نحيا غير منقسمين ما بين شهوات الجسد ورغباته وبين صوت الروح القدس والخضوع للوصية، لذلك فنحن نضبط الجسد ولا نهلكه، نحترمه ولا نُحقره، نقوته ونُربيه ونحفظه صحيحاً سالماً ولا نهمله ونستهلكه: [فإنه لم يبغض أحد جسده قط، بل يقوته ويُربيه كما الرب أيضاً للكنيسة] (أفسس 5: 29)
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 03 - 2019, 05:39 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,838

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: الصوم والنسك

ثانياً يلزمنا أن نعرف:
أن النسك ليس هدف في حد ذاته ولا هو طريق الخلاص وشفاء النفس إطلاقاً، ولا هو انسحاب من العالم أو إهمال الجسد وقهره وإزلاله وعدم إعطاءه حقه من جهة تسديد حاجته الطبيعية والاهتمام به من ناحية الصحة والعافية، لأن أي إهمال في هذه الجوانب كفيل أن يُصيب النفس بحالة من الهبوط الروحي الشديد والسقوط من التدبير الحسن والوقوع في فخ الشيطان، فالجسد ينبغي ان يُحترم قانونه الطبيعي وتُسدد حاجته الطبيعية باتزان دون تفريط، فالنسك المسيحي الأصيل يضبط الجسد بميزان حساس، لأن نسك الصوم أي الامتناع عن الأطعمة وتخصيص الوقت للسجود والصلوات وقراءة كلمة الحياة وسماع الوعظ والتعليم الباني للنفس دون إفراز وتمييز وتدبير حسن مناسب مع كل واحد هو سلاح قاتل للنفس وكفيل أن يقضي بالتمام عليها ويقذف بها بعيداً عن الله.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الصوم الكبير قسمة الصوم المقدس (الصوم والصلاة) للقمص يوسف اسعد - بلغة الأشارة
الذى يقتنى الصوم والصلاه والنسك
الذي يقتنى الصوم والسهر والنسك ..
الصوم والنسك
الصوم والنسك الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا


الساعة الآن 03:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024