رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا شنودة الثالث إنك لا تستطيع إن تعبد ربين، أو تخدم سيدين (مت6:24). فإما محبة الله، أو محبة العالم. كلما ازدادت محبة العالم قلبك، فإن محبتك لله تقل. وكلما ازدادت محبتك لله، فعلي نفس القياس تقل محبتك للعالم وكل ما فيه، وتصبح كل شهواته تافهة في نظرك، كما قال القديس بولس الرسول (خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية، لكي أربح المسيح، وأوجد فيه) (في3: 8، 9). أن الكنيسة بلغت قمة محبتها لله في عصر الاستشهاد، وارتبط ذلك أيضًا بقمة زهدها في العالم. فالذي يشتهي شيئًا في العالم، لأبد أن يشتهي أيضًا البقاء فيه. أما الذي يزهد العالم وشهواته، فإنه يشتهي الانطلاق منه ليكون مع المسيح، فذاك أفضل جدًا (في1: 23).. وهكذا من أجل محبة الله، كان يشتهون الاستشهاد.. وكانت أصوات التسابيح والصلوات تملأ سجونهم، كما حدث مع بولس وسيلا وهما في سجن فيلبي (أع16: 25). ونسمع في قصة استشهاد القديس أغناطيوس الأنطاكى، أن حينما أرسله الحكام إلى رومه لإلقائه إلى الأسود الجائعة، واراد أهل رومه المسيحيون أن ينقذوه من الموت، أرسل إليهم القديس أغناطيوس رسالة يقول لهم فيها: (أخشى أن محبتكم تسبب لي ضررًا..). |
|