رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خلق الربّ الإنسان من الأرض، وإليها أعاده مرّة أخرى [1]. v سمعنا أن الرب أخذ "ترابًا من الأرض" و"صنع الإنسان" (انظر تك 2: 7). من هذه الآية أيقنت أن الإنسان لا شيء وعظيم في الوقت ذاته. فإذا نظرت إلى طبيعتنا الترابية على حدى، فهي لا شيء ولا تستحق أي شيءٍ، ولكن إذا نظرت إلى الكرامة التي تُوِّج بها، ترى الإنسان عظيمًا... لم يقل الله: "ليكن الإنسان" مثلما قال: "ليكن جَلَد". هكذا ترى أن الإنسان لم يُخلَق مثل باقي المخلوقات. فَخَلْقُ الإنسان هو أسمى من النور والسماء والأجرام السماوية، بل وفوق كل شيءٍ. نال جسمنا كرامة أن يُصَاغ كليًّا بواسطة يدي الله. لم يأمر الله ملاكًا، وليست الأرض هي التي ولدتنا تلقائيًا كما تلد بعض الحشرات. لم يُخبر أن القوات الملائكية التي تخدمه تفعل هذا أو ذاك. لكن بيده الخاصة كفنانٍ، أخذ من تراب الأرض وشكَّل الإنسان. حينما تتأمل ما أخذه الرب (التراب)، تُدرِك ماذا يكون الإنسان؟ لكن عندما تتأمل في ذاك الذي صاغ، تدرك أن الإنسان عظيم. حقًا، فهو لا شيء بسبب المادة التي خُلِقَ منها، وعظيم بسبب الكرامة التي نالها من الله خالقه. القديس باسيليوس الكبير |
|