رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المقياس والمعيار الذي به نقيس ونحكم على الأشياء ١. دعونا نتفق في البداية على أبسط البديهيات؛ إنه في كل مجتمع ودولة لا بد من قانون يسير عليه الجميع، وإن لم يكن ذلك كذلك، لتحوَّلت المجتمعات إلى فوضى عارمة وغابة لا تُطاق، فيها يفعل كل واحد ما يحسن في عينيه. ٢. كما أن المجتمعات لا تقبل فكرة النسبية في الحكم على الأشياء؛ أي ما تراه أنت خطأ ليس بالضرورة أراه أنا كذلك! تخيَّل معي لو طبقنا هذه “النظرة النسبية” على قانون الجرائم أو المرور! فمثلاً تجدني أقول لك؛ أنا لا أرى أي خطأ في أن أسير بسرعة ١٥٠ كم في شارع به أطفال ومشاة، فهذا أمر شخصي. ٣. إن كانت الحكومات الراقية قد وضعت قوانين تضبط كل السلوكيات، وهي المقياس في الصحيح والخطأ ويخضع لها كل مواطن عاقل. هكذا أيضًا الحال في كوننا الفسيح الذي له كبير وعظيم، هو الله القدير. وقد وضع الله له قوانين تسيره بدقة، تحكم الأفلاك، وأخرى تحكُم طبائع المخلوقات، كما أنه وضع أيضًا قوانين ومبادئ أخلاقية وأدبية للبشر الذين تكوَّنوا على صورته كشبههِ. ٤. إن الحَكم الأعظم في الأمور هو الله، والقانون الأمثل هو كلمة الله. فعن الأولى يقول إبراهيم لله «أديان كُلِّ الأرض لا يَصْنَعُ عَدْلا؟» (تكوين١٨: ٢٥)، وعن الثانية يقول داود عن كلمة الله «أَحْكَامُ الرَّبِّ حَقٌّ عَادِلَةٌ كُلُّهَا... أَيْضًا عَبْدُكَ يُحَذَّرُ بِهَا وَفِي حِفْظِهَا ثَوَابٌ عَظِيمٌ» (مزمور١٩: ٩، ١١). |
|