لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي
( 2كو 12: 10 )
غريب أن يجتمع متناقضان، وأغرب منه أن يجتمع الضعف والقوة في وقت واحد، إذ ما الضعف إلا زوال القوة، وما القوة في الحقيقة إلا زوال الضعف. هذا صحيح منطقياً لو أن مصدر الاثنين واحد. أما وهما من مصدرين مختلفين فلا عجب أن يجري ماء عذب ومالح في مجرى واحد ما دام الماء العذب يأتي من ناحية، والماء المالح يأتي من ناحية أخرى. إذاً فليس من الخلط ـ كما يظهر للبعض ـ أن يقول الرسول "لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي" لأن المؤمن يمكن أن يكون موضوع مظهرين للقوة والضعف في آن واحد، هذا مصدره شخصه، وذاك مصدره إلهه.