منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 05 - 2012, 01:01 AM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

دون أن تطلب بقلم قداسة البابا شنودة 26\9\2010


دون أن تطلب
بقلم قداسة البابا شنودة
26\9\2010

إنه لاشك شئ مفرح أن يعطينا الله مانطلب وأكثر من هذا أن يعطينا فوق مانطلب، و أعمق الفرح هو أن يعطينا الله دون أن نطلب، وهذه عمق الرعاية الإلهية، التى يهتم فيها الله بخليقته، فيعطيها من فيض محبته وليس لمجرد الاستجابة لصلواتهم، وهذا الأمر واضح منذ البدء.



‏بديهى أن الله خلق البشر دون أن يطلبوا لأنهم لم يكونوا موجودين حتى يطلبوا الوجود، وبنفس جود الله وكرمه خلق جميع الكائنات الأخرى العاقلة والجامدة، التى لها حياة والتي ليس لها طبعا دون أن تطلب، لقد خلقها كلها من العدم، والعدم ليس له كيان لكى يطلب ونحن كبشر حينها خلقنا الله وهبنا العقل والضمير دون أن نطلب، وأعطانا آلسلطة على كثير من الكائنات ومن الطبيعه دون أن



‏نطلب، وأبونا أدم وهبه الله حواء دون أن يطب كذلك لكى تكون معينة له فى الأرض.


فى كثير من الأمور لاينتظر الله من البشر أن يطلبوا، لكى يعطيهم، بل هو يعرف ما يحتاجون إليه فيعطيي دون أن يطلبوا ولكى نوضح هذا الأمر فى حياتنا العملية، نجد أن الطفل الصغير لايملك أن يعبز عن جميع احتياجاته ولكن أباه يعلم ويفهم ماذا يحتاج إليه ابنه، فيعطيه دون أن يطلب، وهكذا نحن مع خالقنا الكلى الحكمة والكلى الحني والرحمة والشفقة، هو أدرى بما نحتاج إليه، ويدبر كل احتياجاتنا دون أن نطلب، بل ويدبر احتياجات الأمم والشعوب والجماعات ولاينتظر من كل هؤلاء أن يطلبوا وربما لايطلبون ما يفيدهم ومايفيد غيرهم معهم!!



مثال أخر هو الراعى وكل راع يرعى غنمه حيث توجد احتياجاتها من العشب والماء، كذلك دون أن تطلب ونرى الله أنه يرعى شعبه، وكما قال داود النبى فى المزمور: الرب يرعانى فلا يعوزنى شئ فى مراع خضر يربضنى، وإلى ماء الراحة يوردنى،
يهدينى إلى سبل البر وهكذا الله راعى الكون: يعولهم،.ويطب الضال ويسترد المطرود ويجبر الكسير ويعصب الجريح ويهتم بكل واحد حسب احتياجه، وما أكثر الأمثلة فى الكتاب وفى التاريخ عن رعاية الرب للبشر.


‏إن الله يشبع كل حى من رضاه، دون أن يطلب، هو يرسل المطر والشمس، ويدبر أمور الناس من جهة الكون، ويعطى الطعام لكل زى جسد . حتى للملحدين الذين لايؤمنون به وبالتالى لايطلبون منه شيئا . بل الله يعطى أيضا جمالا لزنابق الحقل، وصوتا جميلا لكثير من الطيور، طبعا بدون طلب، وليس بسبب استحقاق الخليقة. وإنما هو جود الله وكرمه. والله تبارك اسمه . من فرط جوده أيضا وعد الناس بالنعيم الأبدى بما لم تره عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على بال إنسان. وطبعا من المستحيل أن أحدا كان يطب مالم يخطر على باله.



‏إننا قد نطلب نعيما . ولكن هذه الصورة بالذات، هى فوق مانطلب بكل تفاصيله.
‏وأيضا النبوءات منحها الله للأنبياء دون أن يطلبوا ، وما كانوا ينكرون أنهم سيصيرون هكذا . ومنحهم النبوءات لفائدتنا دون أن نطلب نحن. وواضح جدا أن الله يرسل الوحى دون طلب، وهو أيضا يقدم لبعض قديسيه الحلم أو الرؤيا دون أن يطلبوا . وربما فى وقت


‏لايتوقعه أحد منهم على الإطلاق. إن يوسف الصديق منحه الله أحلاما، ومنحه موهبة تفسير الأحلام دون أن يطلب. ويوسف الصديق كل ما كان يطلبه أن يخر ج من السجن الذى ألقى فيه ظلما . ولكن الله جعله الوزير الأول فى مصر والثانى فى المملكة. وما كان هو يطلب ذلك أو يحلم به. ولكن الله الحنون المحب أعطاه دون أن يطلب. ومعروف أن الدعوة الإلهية وصلت إلى البعض دون أن يطلبوا .


‏لذلك يا أخى القارئ إن كنت فى يوم من الأيام تحت سيطرة خطية معينة، ولاتستطيع الخلاص منها، بل لاتطلب نعمة من الله لكى تخلص. ولا حتى تقول: توبنى يارب فأتوب ومع ذلك كله لاتيأس. فإن كنت لاتسع إلى خلاص نفسك، فإن الله يريد لك هذا الخلاص. ولابد أنه سيدبر لك طريقا للتوبة، أو يرسل لك مرشدين، أو يرسل لك زيارة من النعمة دون أن تطلب فيتأثر قلبك ويخشى ويرجع إليه.


‏إن الله لايعطى فقط من أجل صلواتنا وطلباتنا ، أو من أجل استحقاقنا، إنما كثيرا ما يعطى من أجل جوده وكرمه، ومن أجل احتياجاتنا . . ولاشك أن هذا يغرس فى قلوبنا الرجاء مهما كانت حالتنا، ومهما كنا غير مستحقين لشئ.


‏إن القديسين بإيمانهم بأن الله يعطى حتى دون أن نطلب ، كانوا فى كثير من الأوقات يخجلون أن
‏يطلبموا شيئأ . بل كانت طلباتهم الوحيدة هى القرب من الله. كما قال داود النبى فى المزمور للرب:


طلبت وجهك ولوجهك يارب ألتمس لاتحجب وجهك عني .. ومع ذلك أعطى الله الضعفاء0ان يطلبوا مايشاءون إن الذى يؤمن بالله وعطائه، ينام فى حضن الله ويستريح، ويكون واثقا إن الله يدبر له كل شئ. ولايتركه معوزا شيئا . بل انه يقول للرب فى صلاته: هل تركت يارب لى شيئا أطلبه؟! إننى يارب لو قضيت عمرى كله شاكرا فلن يكفى. لذلك إن رأيتنى يارب أحتاج شيئا، أعطنى إياه دون أن أطلب. إنك أدرى بما ينقصنى، إن كان هنا. شئ ينقصنى. إن عملى الوحيد هو أن أشكرك، وأن أسبحك على كرمك، لا أن أطلب لذلك هو يطمئن إلي عمل الله من أجله، ويعيش فى فرح كامل، لاتهتز نفسه لأية ظروف ضاغطة، شاعرا أن حياته هى فى يد الله. وأن الله يستطيع أن يغير المواقف، ويغير القلوب، ويمهد له طريق السلام دون أن يطلب.

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ماهي اهتماماتك ؟بقلم قداسة البابا شنودة 17\10\2010
الذي يحب .. يتحمل بقلم قداسة البابا شنودة 3\10\2010
وزنات بقلم قداسة البابا شنودة 10\فبراير \2010
محبتنا لله بقلم قداسة البابا شنودة 18 \7\2010
ختاما عن الصوم بقلم قداسة البابا شنودة 5\9\2010


الساعة الآن 04:03 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024