منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 05 - 2012, 07:18 PM
الصورة الرمزية مريم فكرى
 
مريم فكرى
| غالى على قلب الفرح المسيحى |

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  مريم فكرى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 61
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,297

من أين أتت الوثنية علي الرغم من أن الإنسان كان في الأصل يعرف الله ؟ و كيف تطورت الوثنية و تشكلت ؟

الاحابة

كان الإنسان منذ خلقه يعرف الله . و لكن بعدما تفرقت الشعوب في الأرض ، بعد برج بابل و تبلبلت الألسنة ، بمضي الوقت نسوا الله ، أو بعدوا عنه ببعدهم عن التقليد السليم .
و لما كان الله غير منظور لهم ، بدأوا يتخيلونه في قوي أخرى منظورة .
إما في قوي هي مصدر الخير لهم ، مثل الشمس مصدر النور و الحرارة ، في علوها و جمالها و إشراقها … أو مثل النهر ، الذي يعطيهم الماء مصدر الحياة أو الري للإنسان و الحيوان و النبات … أو صاروا يعبدون ملوكهم ، مظهر القوة و العظمة و السيطرة و الإرادة أمامهم ، الذين كانوا يستطيعون أن يحكموا عليهم بالموت ، أو يبقوهم في الحياة ، أو يمنحوهم من خيرات الدولة و مناصبها . و صاروا أيضاً يعبدون كائنات يخافونها ، و يقدمون لها القرابين استرضاء لها حتى لا تؤذيهم ، مثل النار ، أو الحية ، أو بعض الوحوش ، أو الأرواح ، و ما إلي ذلك …
+++++++++
و بعضهم كان يتخيل لكل معني هام إلهاً …
فمثلاً هناك إله للجمال ، و إله للخصب … و يعطون لكل من هذه الآلهة إسماً ، و يحيكون حوله أسطورة يتداولها الناس ،و تصبح جزءاً من عقيدتهم يسلمها جيل إلي جيل …
و لكي يثبت الأمر في حسهم ، يتخيلون لهذا الإله صورة ، و ينحتون له تمثالاً .
ثم يقيمون له شعائر للعبادة ن تتفق مع الأسطورة الخاصة به . أما ما يختص بهذه الشعائر من مذابح و ذبائح ، و من صلاة و سجود ، و من بخور و تسبيح و ترتيل ، فكلها أمور تعلموها في جوهرها من فترة ما قبل التشتت و التفرق ، مما كان يقدم للإله الحقيقي وحده من عبادة قبل الطوفان و بعده …
و هم في الواقع لم يعبدوا التماثيل كأحجار ، و إنما لأنها تمثل اَلهة …
و هذه الآلهة الوثنية ، ما كانوا فيها يعبدون الحيوان أو الإنسان كحيوان أو إنسان ، و لكي لأنه مثال للإله الذي في ذهنهم بما حوله من أساطير …
+++++++++

و تمثال الإله الذي تقدم له العبادة يسمي وثناً .
فليس كل تمثال من تماثيل القدماء كان وثناً . إنما الوثن هو التمثال الذي كان يعبد . و بعض هذه الأوثان كانت ضخمة تقام في المعابد . بينما بعضها كان صغيراً يحتفظ به الناس في بيوتهم ، و يأخذونها معهم في أسفارهم . و الآلهة ( بوتو ) أي الحية كان يضعها الفراعنة في تيجانهم ن كجزء من التاج …
+++++++++

و في تلك الأساطير تخيلوا آلهتهم ، و لهم قصص عائلية كما للبشر .
فمثلاً الإله أوزوريس تزوج الإلهة إيزيس ،و أنجب منها إبنهما الإله حورس . و تخيلوا أيضاً قصص صراعات و حروب تدور بين هذه الآلهة . و البعض منهم يموت ، ثم يوجد من ينتقم له . و هذه الآلهة يوجد منها إله خير و آخر شرير …‍‍ لقد اسبغوا علي آلهتهم صوراً من الحياة البشرية التي يحيونها أو يرونها …
و قصص الآلهة كانت تعبر أحياناً من بلد إلي آخر ، و تأخذ أسماء أخري .
و هذه الحركة في التاريخ يسمونها Cencretism . فمثلاً قصة الإله أوزوريس تعبر من مصر إلي بلاد اليونان ، ليأخذ هذا الإله إسم ديونسيوس ، في قصة شبيهة . و هذا الأمر له قصص تكاد تتشابه بين اَلهة الهند و الصين و بلاد الشرق الأقصى …
+++++++++
إننا نؤمن بإله واحد ن له كل صفات المثالية .
أما العالم الوثني فتصور لكل صفة إلهية إلهاً .
و هكذا عندهم تعدد الآلهة ، بحيث يمثل كل إله صفة من صفات الإلوهية ، أو عملاً من أعمالها .. و في التاريخ المصري القديم ن حاول اخناتون أن ينشر عقيدة التوحيد ، داخل نطاق عبادة الشمس ، و لكنه لم ينجح طويلاً ، و عاد الآلهة يسيطر علي معتقدات الناس .
و طبعاً هناك فرق كبير بين الوثنية و الإلحاد .
فالإلحاد معناه عدم الإيمان بوجود إله علي الإطلاق ، كما يقول الوحي الإلهي في سفر المزامير ” قال الجاهل في قلبه ليس إله ” ( مز 14 : 1 ) . أما الوثنيون فكانوا يؤمنون بفكرة الألوهية ز و يعبدون إلهاً ، أو عدداً من الآلهة ، أو أسرة إلهية ، أو عدداً من الآلهة لهم كبير . كما نقول إن زيوس هو كبير آلهة اليونان ، و جوبتر هو كبير آلهة الرومان ، و رع هو كبير آلهة المصريين …
+++++++++
و الوثنية كانت تنتشر بالخلطة و بالتزاوج .
و لذلك كان الله في العهد القديم يمنع الخلطة بالأمم و التزاوج معهم ، حتى لا يعبد الشعب آلهتهم . و لعل من أخطر الأمثلة في التاريخ لسوء الاختلاط بالأمميين ، هو تزوج سليمان الحكيم بزوجات مواَبيات و عمونيات و صيدونيات .. ( 1 مل 11 : 1 ، 2 ) . و هكذا ” بني سليمان مرتفعة لكموش رجس المواَبيين علي الجبل الذي تجاه أورشليم ، و لمولك رجس بني عمون . و هكذا فعل لجميع نسائه الغريبات اللواتي كن يوقدن و يذبحن لآلهتهن ” ( 1 مل 11 : 7 ، 8 ) .
لكل ذلك أرسل الله الأنبياء ، ليثبتوا الشعب في عبادة الإله الحقيقي .
و زود هؤلاء الأنبياء بالوحي ، و بالمعجزات . و كان سفر الشريعة يقرأ علي الناس في المجامع كل سبت . كما كانت الأعياد و المراسم و الذبائح تذكرهم ايضاً بعبادة الرب حتى لا يضلوا …
+++++++++
و مع كل ذلك نسمع عن وجود وثنية في أيام الآباء و الأنبياء .
و مع كل ذلك نسمع أن راحيل زوجة أبي الآباء يعقوب، و ابنة أخي رفقة التي تزوجها أبونا اسحق بن ابراهيم ، علي الرغم من أنها من أسرة متدينة ن قيل عنها في مفارقتها لأبيها لابان ” فسرقت راحيل أصنام أبيها ” ( تك 31 : 19 ) .. و لما زحف لابان وراءهم ، كان مما قاله ليعقوب ” لماذا سرقت آلهتي ؟!” ( تك 31 : 30 ) . و نسمع أن بني إسرائيل لما تأخر عليهم موسي النبي علي الجبل مع الله ن اجتمعوا علي هرون و قالوا له ” قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا ” ( خر 32 ك 1 ) .
و نزع كل الشعب أقراط الذهب التي في آذانهم ، و صنعوا عجلاً مسبوكاً ، و بنوا له مذبحاً ، و أصعدوا محرقات و ذبائح سلامة . و قالوا ” هذه اَلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر ” . ( خر 32 : 3 – 6 ) … فماذا تقول في ذلك ، بعد كل المعجزات التي حدثت أمامهم و فعلها الرب علي يد موسي النبي .
أهو جهل ؟ أم تأثير الأمم الوثنية ؟ أم حروب الشيطان و ضلالاته ؟ أم كل ذلك معاً ؟..
+++++++++
و لا ننسي أن الروح القدس لم يكن يعمل في قلوب الناس كما في أيامنا .. كذلك لا ننسي أيضاً في تاريخ الوثنية أمراً آخر يضاف إلي أساطيرها المتوارثة هو :
تأثير الفلسفة الوثنية و أفكارها علي الناس .
و هؤلاء الفلاسفة كان تأثيرهم علي العالم الوثني ، لا يقل عن تأثير الأنبياء علي شعب الله . و كانوا هم الذين يشكلون عقائد الشعب . يضاف إلي هذا تأثير كهنة الوثنية و معلميها ، و تأثير الأسرة علي أبنائها .
و أمر له خطورته في تاريخ الوثنية ، هو سلطة الملوك الوثنيين .
و صدق ما قيل في المثل الشائع عن تلك العصور ” الناس علي دين ملوكهم ” . و قد شرحنا مثلاً كيف أن اخناتون نشر ديانة جديدة استمرت في أيامه . و سجل الكتاب كيف كان داريوس ملك فارس يصدر أوامره في ما يعبده الشعب ، حتى أن دانيال لما لم يشترك في تلك العبادة ألقي في جب الأسود (دا6) . و تاريخ الإستشهاد معروف كيف أن ديوقلديانوس مثلاً كان يقتل المسيحيين في وحشية إذا لم يعبدوا آلهته . و من قبله نيرون في عصر الرسل و خلفائه طوال حوالي ثلاثة قرون …
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يظهر عمل الله في تحطيم واستئصال الأمم الوثنية
مما يحزن قلب الله أن الإنسان في ممارسته للعبادة (الوثنية)
من صلوات الكنيسة من أجل أن يترك الإنسان العبادات الوثنية
إن كان الله من أجل سفك الدماء ورجاسات الوثنية
سمو المسيحية على الوثنية | بطلان العادات الوثنية


الساعة الآن 10:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024