المحبة التى لا تبذل ، هى محبة عاقر ، بلا ثمر 0
المحبة أم ولود ، تلد فضائل لا تعد ، منها الحنان والعطف ، ومنها كلمة التشجيع وكلمة العزاء ، ومنها الإهتمام والرعاية ، ومنها الغفران ، ومنها السعى إلى خلاص النفس ، وهذه هى المحبة الروحية 000
ولعل من أهم ما يميز المحبة 000 البذل 0
وهذا هو الفارق الكبير بين المحبة والشهوة : إن المحبة دائما تريد أن تعطى ، والشهوة دائما تريد أن تأخذ 0
الشهوة تريد أن تأخذ ، لأنها ممركزة حول الذات 0 أما المحبة فكما قال الرسول
( لا تطلب ما لنفسها )
المحبة التى لا تبذل ، ليست هى محبة حقيقية 0
المحبة تبذل كل شئ ، لا تبخل بشئ على من تحب ، مهما كان هذا الشئ ثمينا ، أو لازما لها ، ومهما كان ( من أعوازها ) 0
وأعظم ما يبذله الإنسان المحب ، هو أن يبذل نفسه 0
وقد قال الرب : ليس حب أعظم من هذا ، أن يبذل أحد نفسه عن أحبائه 0
وقد ظهر هذا البذل فى عمقه على الصليب 000
( كان يسوع المصلوب ) هو ذبيحة حب 000
وقد قال الكتاب ( هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به ، بل تكون له الحياة الأبدية ) ( يو 3 : 16 ) 0
إن كثيرين فى أسبوع الآلام يتأملون فى آلام المسيح 0
وآلام المسيح ، لم تكن سوى نتيجة طبيعية لحبه 0 الحب هنا هو الأصل 0 والألم هو المظهر 000
ليتنا نتأمل محبته 0 التى عبر عنها بألمه 0
الشمعة التى تذوب ، لكى تضئ للآخرين ، هى أيضا تبذل ذاتها من أجل الغير ، لذلك حسنا أننا نضع الشمعة أمام أيقونات القديسين 00 إنها رمز 0
كذلك حبة البخور التى تبذل ذاتها ، فى النار ، لتعطى بخورا طيبا يصعد إلى الله 00 إنها محرقة سرور للرب ، وهى أيضا رمز 000
+ + +