حالما أخطأ الإنسان انفتحت عيناه، فخجل لأنه عريان واختبأ من وجه الرب (تكوين 3: 7 و 8). فالخزي والخوف عند الإنسان لا ينفصلان عن الخطية لأنه يشعر حالاً أنه مذنب ومدنَّس من جراء خطيته.
فالشعور بالذنب، وهو قريب الصلة بالعقاب، والتدنُّس أو التلوُّث، وهو فسادٌ أدبي، هما العاقبتان اللتان حصلتا حالاً بعد السقوط. ولكن فضلاً عن هذا النوع الطبيعي من العقوبة، أضاف الله أحكام قصاصٍ أخرى. فقد عوقبت المرأة من حيث هي أنثى وأم: فبالوضع تحمل الأولاد وتلدهم، إلا أن اشتياقها إلى زوجها يظلُّ فعالاً رغم ذلك (تك 3: 16). كذلك عوقب الرجل في الدعوة التي أوكلت إليه بتعهد الأرض بعمل يديه (تك 3: 17 - 19). حقاً إن الموت لم يحدث حالاً بعد التعدي، بل أُرجئ بالفعل مئات السنين، لأن الله لا يتخلى عن مقاصده من نحو الجنس البشري. غير أن الحياة الموهوبة الآن للإنسان تصير حياة معاناة للألم، مليئةً بالجهاد والحزن، توطئةً للموت، بل موتاً متواصلاً. فالإنسان لم يصبح مائتاً وحسب من جراء الخطية، بل إنه بدأ يموت. إنه يموت باستمرار من المهد إلى اللحد. إذ ليست حياته سوى معركة مع الموت قصيرةٍ وعبثية.