رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"ويل لي يا أمي، لأنكِ ولدتني إنسان خصام، وإنسان نزاع لكل الأرض. لم أقرض ولا أقرضوني، وكل واحدٍ يلعنني" [10]. إنسان نزاع لكل الأرض صار إرميا موضع نزاع العالم الذي حوله، ليس من يسنده ولا من يقبل كلمات الرب التي ينطق بها إلا تلميذه وكاتبه باروخ وربما قلة قليلة جدًا تكاد تضيع وسط التيارات المضادة. شعر أن الكل يلعنوه بدلًا من أن يباركوه، ليس من ينطق بكلمة بركة لأجل اخلاصه! دخلوا معه في خصومة، وقدموا ضده اتهامات لمحاكمته. كان إرميا رجل سلام لكنه إذ نطق بالحق تحول إلى رجل خصام، لأنه لم يكن ممكنًا أن يداهنهم على حساب خلاص نفوسهم وشركتهم مع الله. هذا هو إحساس الكثيرين عندما يخدمون الرب، فيجدوا عدو الخير قد هيّج العالم الذي حولهم ضدهم! ما حدث لإرميا رجل السلام يحدث لمن يكرز بإنجيل السلام، وكما يقول السيد المسيح: "لا تظنوا إني جئت لألقى سلامًا على الأرض؛ ما جئت لألقى سلامًا بل سيفًا. فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه، والابنة ضد أمها، والكنّة شد حماتها. وأعداء الإنسان أهل بيته" (مت 10: 34، 36؛ لو 12: 49، 51). |
|