رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سجن قيصرية سُـِجن بولس في هذا السجن الاحتياطي لمدة سنتين رهن التحقيق (أعمال٢٤: ٢٧)، وفيه تقابل مع ٣ شخصيات من الحكام الرومان الأشرار، وكانت أمامهم فرصة ذهبية لسماع كلمة الله على فم أعظم مبشر، ولكنهم لم يستفيدوا من نعمة الله المقدمة: فيلكس الوالي: الذي كان يستدعي بولس مرارًا ليعطيه رشوة، صورة لمن باع أبديته لأجل المال. ولكن بولس كلَّمه عن البر والتعفف والدينونة، لدرجة أن فيلكس أرتعب ولكن قال له: اذهب ومتى حصلت على وقت أستدعيك. وللأسف لم يذكر الكتاب أن فيلكس حصل على فرصة أخرى، وذهب إلى أبديته التعيسة بسبب حب المال!! عزيزي الشاب عزيزتي الشابة والذين يبحثون عن المال أنه كل أمانيهم، ها نحن قد رأينا نهاية فيلكس المأسوية كما تقول الترنيمة القديمة الجميلة: لا ينفعك المال كلا ولا الجمال...تتغير الأحوال لما يسوع ييجي فستوس الوالي: أيضـًا سمع من الرسول بولس ولكنه لم يعطِ لكلامه اهتمامـًا بل كان رد فعله ينم عن استهتار واستهانة بكلام الله «أَنْتَ تَهْذِي يَا بُولُسُ!» (أعمال ٢٦: ٢٤). وهذا الحاكم الشرير كان يريد أن يرضي اليهود ويحقِّق لهم رغبتهم بقتل بولس لكي يحافظ على منصبه، لولا أن بولس رفع دعواه إلى قيصر روما. وهنا نجد شخصية تفقد أبديتها لأجل المنصب؛ وكم من أناس يفقدون أبديتهم لأجل تعظُّم المعيشة والمناصب. الملك أغريباس: جاء ليهنئ فستوس على المنصب الجديد هو وبرنيكي امرأته، وسمع من بولس أثناء مرافعته عن اختباره وكيف تقابل مع الرب يسوع وتغيرت حياته. وقد كان هذا الرجل يؤمن بالأنبياء وعندما وجه له بولس سؤالاً شخصيـًا أجاب بسؤال استنكاري ينم عن الرفض قائلاً بتهكم: «بِقَلِيل تُقْنِعُنِي أَنْ أَصِيرَ مَسِيحِيًّا» (أعمال٢٦: ٢٨). ففاجأه بولس بالقول: «كُنْتُ أُصَلِّي إِلَى اللهِ أَنَّهُ بِقَلِيل وَبِكَثِيرٍ، لَيْسَ أَنْتَ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا جَمِيعُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَنِي الْيَوْمَ، يَصِيرُونَ هكَذَا كَمَا أَنَا، مَا خَلاَ هذِهِ الْقُيُودَ» (أعمال٢٦: ٢٩). ولكن بكل أسف لم ينتظر هذا الملك الشرير أن يكمل بولس الكلام معه بل قام وانصرف. تقابل مع بولس دون ترتيب مسبق ولم يكن بولس في مقاطعته أو من رعاياه، ولكنه قام وانصرف من قدام أعظم مبشر، ولم يذكر التاريخ أيضـًأ إنه تقابل مع الرب يسوع. عزيزي القارئ، ربما تكون هذه المجلة وقعت بين يديك بمحض الصدفة، ولكنها بكل تأكيد ليست صدفة، بل الرب رتب أن تقرأها لتعيد حسابات في أبديتك. من فضلك لا تنصرف مثل أغريباس، ولا تتهكم مثل فستوس، ولاتؤجل مثل فيلكس؛ بل تعال للرب يسوع الآن. |
|