رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ثُمَّ قالَ لِتوما: هَاتِ إِصبَعَكَ إلى هُنا فَانظُرْ يَدَيَّ، وهاتِ يَدَكَ فضَعْها في جَنْبي، ولا تكُنْ غَيرَ مُؤمِنٍ بل كُنْ مُؤمِناً تشير عبارة "هَاتِ إِصبَعَكَ إلى هُنا فَانظُرْ يَدَيَّ، وهاتِ يَدَكَ فضَعْها في جَنْبي" إلى استخدام يسوع الكلمات نفسها التي استخدمها توما كشرط لإيمانه. إنها ليست كلمات تحدِّي، بل كلمات رحمة. إذ كشف يسوع له أدلة آلامه في يديه وجنبه قائلا له "َانظُرْ" في الأصل اليوناني ἴδε (من فعل ὁράω, ) أي اختبر بنفسك. فلم يكن يسوع شبحا أو طيفا أو خيالا. بل كان جسما ممكنا لمسه. إن قيامة الرب يسوع قيامة حقيقية ومادية، فيسوع القائم هو ليس روحا غير مُجسَّدة. بل "جَسَدِ مَجيد بما لَه مِن قُدرَةٍ يُخضِعُ بِها لِنَفْسِه كُلَّ شيَء" (فيلبي 3: 21). وأطلق عليه القديس بولس "جسماً روحياً" (1قورنتس 15: 44). ويُعلق القديس ايرونيموس "سيكون لنا بعد القيامة ذات الجسم والدم والعظام". وينفرّد الإنجيليّ يوحنا برواية ظهور يسوع لتلاميذه ولتوما. وفي هذا النصّ يُشدّد على حقيقة الظهور وواقعه التاريخيّ. فيسوع العائد هُوَ نفسه الذي مات في الأمسِ مُسَمَّراً ومطعونا بحربة في جنبه. ويُعلق البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني "علامات آلام يسوع المُوجَعة مطبوعة في جسده بطريقة لا تمحى حتّى بعد القيامة. فهذه الجراحات المُمجّدة الّتي دعا توما غير المؤمن إلى لمسها، بعد ثمانية أيّامٍ، تكشف عن رحمة الله، الّذي "أَحبَّ العالَمَ حتَّى إِنَّه جادَ بِابنِه الوَحيد" (يوحنا 3: 16). أختبر توما حقيقة الرحمة الإلهية، تلك الرحمة التي لها وجه ملموس، وجه يسوع، يسوع القائم من بين الأموات. فهل نفقد الثقة في الرحمة الإلهية؟ |
|