منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 01 - 2014, 04:03 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

انطلق من سلطان ذاتك
أنطلق يا أخي من استعباد ذاتك لك لأنك أن وصلت إلي اتفاق مع نفسك، وتحررت من الداخل، فلن تستطيع كل الظروف المحيطة أن تؤثر عليك، إذ تكون قد وصلت إلي انطلاق الروح.
هل تحسب يا أخي الحبيب أن العالم له سلطان عليك؟ وهل تظن أن العثرات والمغريات هي السبب في سقوطك؟ كلا. تخطئ كثيرًا أن ظننت شيئًا من هذا. فقد يكون للعالم أو مغرياته بعض التدخل، ولكن السبب الأساسي الحقيقي لسقوطك هو ذاتك من الداخل.
لو لم تكن قابلا للخطية، مرحبا بها، أو محبا لها، لو لم تكن هكذا ما سقطت.
لقد كان يوسف الصديق يعيش في جو مشبع بالخطية، وقد أحاطت الخطية بيوسف في عنف ولكنه لم يسقط، لأن كل الإغراءات لم تستطيع أن تدخل إلي قلبه النقي. فانتصر علي الخارج كله، لأنه كان منتصرًا في الداخل. لا تقل أني سقطت لأن العالم ملئ بالمغريات، ولكن الأصح أن تقول: أنك سقطت لأن في قلبك حنينا إلي تلك المغريات وقبولا لها.

انطلق من سلطان ذاتك
اثنان يمران في الطريق علي حانة، فلا يستطيع أحدهما أن يقاوم منظر زجاجات الخمر المعروضة، فيدخل ويشرب ويسكر وأما الآخر فيمر علي الحانة دون أن شعر بوجودها أو بوجود الخمر فيها. لا يراها معثرة، ولا تترك في نفسه أثرًا، ولا تعزيه لسبب واحد: وهو أن قلبه خال من الحنين إلي الخمر، خال من محبتها. قلبه من الداخل لا تقوي عليه المؤثرات الخارجية.
انتصارك إذن في حياتك الروحية يتوقف علي عامل حيوي، وهو نتيجة المعركة الداخلية بينك وبين نفسك. أن استطعت أن تصلب ذاتك في داخلك، ستخرج إلي العالم الخارجي بتلك العين البسيطة التي تري الخير في كل شيء، والجمال في كل شيء، وكما يقول الرسول: {كل شيء طاهر للطاهرين} {تيطس15:1}.
بعض الناس يتحاشون الأوساط الخارجية المُعِثرة، وهذا حسن وواجب، لأن الله منعنا عن مجالس المستهزئين وطريق الخطاة. ولكن الخطأ هو أن هؤلاء البعض يكتفون بتحاشي الأوساط الخارجية تاركين الحيوان الرابض في أحشائهم كما هو في شهوته للعالم والأشياء التي في العالم. أمثال هؤلاء قد يصادفهم النجاح بعض الوقت، ولكن ما أسرع ما يسقطون عندما تضغط عليهم التجربة وتفحم الإغراءات ذاتها في حياتهم.. هؤلاء يحبون الخطية وأن كانوا لا يفعلونها، والشخص الذي يحب الخطية قد يسقط فيها – ولو بعد حين – مهما تحاشاها أمثال هؤلاء يبتعدون عن الشر، ولكنهم يعتقدون في نفس الوقت أن عملهم هذا تضحية منهم في سبيل الله. أنهم -كالخطاة تمامًا- ما زالوا يعتقدون أن الشر لذيذ، والخطية حلوة مشتهاة، وما زالوا ينظرون إلي الشجرة فيجدونها جيدة للأكل، وبهجة للعيون وشهية للنظر، ولكنهم يفترقون في أمر واحد وهو أنهم لا يمدون أيديهم ليقطفوا. أنهم لم ينتصروا في الداخل، ولم يسكن الله في قلوبهم لذلك فهناك في العالم ما يغريهم وما يعثرهم، ففيه الخطية المحبوبة التي يشتاقون إليها، ولكنهم يهربون منها خوفًا من السقوط فيها.
أستطيع أن أقول أن هؤلاء -من ناحية الفعل- يطيعون وصايا الله، وأن كانوا لا يحبونها ولا يحبونه.
مثل هذا النوع إذا استمر في جهاده قد يخلص كما بنار وقد لا يستطيع أن يستمر في الجهاد فيسقط ويكون عظيمًا، لأن بيته ليس مؤسسا علي الصخر. أما الوضع الصحيح الذي يكون فيه الروح منطلقا، فهو عدم الاستعباد للخطية وعدم محبتها،حيث يكون الإنسان حرا من تأثير الشر عليه. {فالمغريات} في نظر غيره، ليست هكذا بالنسبة إليه لأنها لا تغريه، بل علي العكس هو لا يتفق معها بطبيعته المقدسة، لذلك فهو لا يتجاوب معها، بل ينفر منها دون جهاد ودون تعب، إذ قد ترك هذا الجهاد السلبي، أصبح جهاده سعيا في سبيل التعمق في الروح وفي معرفة الله.
ولكن الإنسان – كما قلنا – لا يمكن أن يصل إلي هذه الحالة ما لم يتنقَّ من الداخل، وينتصر في حربه مع نفسه التي تشتهي ضد الروح، علي الإنسان أن يصل مع نفسه إلي اقتناع أكيد بمرارة الخطية وبشاعتها، وبحلاوة الله ومتعة الحياة معه.
وفي هذه الحرب الداخلية {يقمع الإنسان جسده ويستعبده} {1كو27:9}. بل ويصلب في ذاته وشهواته. لا يقيدها ويتركها تصرخ فتحنن قلبه بصراخها ورعودها. وإنما ينظر إليها بمنظار الله فيجدها حقيرة لا تستحق شيئًا فينفر منها.. وهكذا يقول مع الرسول {مع المسيح صلبت، فأحيا لا أنا بل المسيح الذي يحيا في} {غل20:2} ألست تري أن هذا بعضا مما يقوله السيد المسيح {من أراد أن يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من أجلي يجدها} {مر35:8}.
ولكن هذا الأمر لا يمكن أن يتم بدون معونة خاصة من الله لذلك فالجهاد مع النفس لابد أن يصحبه جهاد مع الله. جاهد يا أخي معه في ضراعة مرددا قول إسرائيل البار {لا أتركك حتى تباركني} {تك26:32}.
قل له أيضًا: {تنضح علي بزوفاك فأطهر، وتغسلني فأبيض أكثر من الثلج} {مز50} وثق أنك إذا خرجت من هذه الحرب منتصرا فمن المحال أن تقوي عليك كل قوي الشر ولو اجتمعت.
ولكنك تري يا أخي الحبيب أن كل هذا يحتاج إلي الخلوة ومن هنا كانت الخلوة عنصرا أساسيا في حياة أولاد الله. استطاعوا بها أن يجلسوا إلي نفوسهم، وأن يجلسوا إلي خالِقهم، وأن يخرجوا من هذا وذاك بأسلحة متجددة تعينهم في حياتهم الروحية، وتدفعهم باستمرار إلي العمق. انظر إلي حياتك جيدًا وتأملها في صراحة فربما كان أسباب سقوطها افتقادها إلي الخلوة.
أن الشخص الذي لم يختبر هذه الخلوة، هو شخص لا يعرف نفسه علي حقيقتها. وهو شخص في أغلب الأحوال يجرفه التيار فلا يعلم إلي أين يذهب. أنه غالبا يفكر بعقلية الجماعة ويسير علي هداها، فينحدر ويظل في انحداره حتى يخلو إلي نفسه فيحس أنه ساقط.
أما أنت فلا تكن هذا الشخص. حدد لنفسك أوقاتًا مقدسة تراجع فيها سيرتك، وتتذكر فيها المبادئ السامية التي اقتنعت بها منذ زمان، ولتسترجع أمامك حياة المنتصرين من أولاد الله، وتغذي نفسك بكلام الله وأقوال الآباء وسيرهم، وتسكب نفسك أمامه في حرارة وعمق. تأخذ منه خبزك اليومي الذي لا غني لنفسك عنه.
الله معك يقويك، ويهبك القداسة التي من عنده، ويغفر لنا خطايانا.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سلطان مغفرة الخطايا هو ليس سلطان بشري بل سلطان إلهي
انطلق من ذاتك، فإنه يشارِكَك آلامَك
انطلق من ذاتك
انطلق من سلطان الحواس
أقوال القديس أغسطينوس عن: انطلق من ذاتك، فإنه يشارِكَك آلامَك


الساعة الآن 08:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024