رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مَنْ يُهَيِّئُ لِلْغُرَابِ صَيْدَهُ، إِذْ تَنْعَبُ فِرَاخُهُ إِلَى اللهِ، وَتَتَرَدَّدُ لِعَدَمِ الْقُوتِ؟ [41] عجيب هو الله في رعايته وعنايته بخليقته، إذ يهتم حتى بفراخ الغربان، فيعطيها قوتها (مز 147: 9). يهتم الإنسان بالمخلوقات النافعة له أما الله فيهتم بكل الخليقة. إنه ينصت حتى صياح (نعيب) فراخ الغربان. يُقال إن الغربان لا تهتم بصغارها، فتنعب الصغار كما إلى الله، والله يعطيها قوتها. إنها تعلمنا أن نصرخ "يا أبا الآب" (رؤ 8: 15)، فهو يسمع لنا حتى إن لم يسمع لنا والدينا. وكما يقول المرتل: "أبي وأمي تركاني وأما الرب فضمني". إن كان قد شبه اليهود القادمين للإيمان باللبوة التي يشبع الله احتياجات أشبالها، فإنه يشبه الأمم بالغربان، والله يهتم بهؤلاء وأولئك: "المعطي البهائم طعامها لفراخ الغربان التي تصرخ" (مز 147: 9). * تتقبل الحيوانات طعامها عندما تقتات الأذهان البهيمية على الكتاب المقدس. لكن يُعطي الطعام لفراخ الغربان، أي لأبناء الأمميين عندما تنتعش اشتياقاتهم بمحادثاتنا معهم... صغار الغربان، أي الكارزون القديسون القادمون من كنيسة الأمم، بالحق لا يتكلون على أنفسهم بل على قوة مخلصهم لذلك حسنًا قيل: "عندما يصرخ صغاره لله"، إذ يدركون أنهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئًا بقوتهم الذاتية. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|