فأخذ جدعون ثلاث فرق الجيش وأمدَّهم بمعدات الحرب «جَعَلَ أَبْوَاقًا فِي أَيْدِيهِمْ كُلِّهِمْ، وَجِرَارًا فَارِغَةً وَمَصَابِيحَ فِي وَسَطِ الْجِرَارِ». يا لها من عدّة غريبة جدًا للخوض بها في معركة، لكنها كانت من ترتيب الله، وأطاع جدعون! وكان لسان حالِهِ لِرِجَاله: ”عندما أعطيكم الإشارة فافعلوا ما أفعل، اتبعوني“؛ «انْظُرُوا إِلَيَّ ... فَيَكُونُ كَمَا أَفْعَلُ أَنَّكُمْ هَكَذَا تَفْعَلُونَ» (ع17). هذه لغة رجل يقود قديسـي الله بطريقة إيجابية، إذ كان متأكدًا من صحتها، كما أنه كان يعرف ما هو فاعل، فوجَّه الشعب لأن يفعل مثله.