منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم يوم أمس, 10:39 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,854

صليب المسيح برهان بُطلان الحكمة البشرية




صليب المسيح برهان بُطلان الحكمة البشرية

إن الله اتخذ من صليب المسيح واسطة يبرهن بها على بُطلان كل حكمة بشرية، بل إن الله في الصليب اعتبر هذه الحكمة، التي يتشدق بها الإنسان، ما هي إلا جهالة في نظر الله، وذلك للأسباب التالية:

1- عجز هذه الحكمة البشرية عن معرفة الله معرفة حقيقية. لأنه إذ كان العالم لم يعرف الله بحكمته البشرية، رغم أن الله أعلن عن نفسه في المصنوعات (رو1: 19،20)، أي في ما أبدعته يد الخالق العظيم (مز19: 1)، ففي هذا فشلت الحكمة البشرية في إدراك الله ومعرفته معرفة حقيقية (رو1: 22،23).

2- عجز هذه الحكمة البشرية عن الارتقاء بمستوى الإنسان روحياً ليكون في علاقة حية حقيقية مع الله. فقد تتخذ الحكمة البشرية طريقاً في تعليم المثاليات والأدبيات، وتجتهد في تهذيب الإنسان والارتقاء به اجتماعياً، لكنها لا يمكن أن تصل به إلى علاقة حقيقية مع الله أو الارتقاء بمستواه روحياً ليكون متوافقاً ومنسجماً مع طبيعة الله وصفاته، الأمر الذي لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال صليب المسيح (كو1: 20-22).

3- عجز الحكمة البشرية عن إيجاد وسيلة لخلاص الإنسان من عبودية الخطية وعقوبتها. فتارة تنادي الحكمة الإنسانية بممارسات دينية لإرضاء الله لتفادي القضاء المروع والدينونة، وتارة تنادي بإذلال وقهر الجسد في محاولة التحرر من عبودية الخطية، الأمر الذي يبدو أمام العين البشرية أن له مظهر الحكمة (كو2: 23). إلا أن حكمة الله في صليب المسيح أعلنت خلاص الإنسان خلاصاً كاملاً وشاملاً. فبالنسبة للأمم فقد سامح الله الأمم بجميع الخطايا، فلن يعود الله للمطالبة بحقوقه إذ وفيت في صليب المسيح (كو2: 13). وبالنسبة لليهودي فقد تم محو (إلغاء) الصك (فاتورة الديون) المسجَّلة ضده، بتسمير هذه الفاتورة في الصليب. وقد قام الله بنفسه بتسمير هذه الفاتورة التي أصبحت إعلاناً ظاهراً بإلغاء الدين (كو2: 15). إن هذا وذاك؛ الأممي واليهودي، لم يكن لأي منهما خلاص بواسطة الحكمة البشرية، بل في صليب المسيح البرهان الكامل على عجز الحكمة البشرية في خلاص الإنسان.

4- في اختيار الله لأردأ النوعيات من البشر لهو بُطلان للحكمة البشرية. فمن الأمور التي تدعو إلى العَجَب في حكمة الله، اتخاذها طريقاً يُبطل افتخار الإنسان. فاختيار الله للجهال (غير المتعلمين) علمياً، لنوال الخلاص الأبدي بصليب المسيح، ليقف الحكيم بحكمته البشرية موقف التعجب والاندهاش: أ يتخطى الله عقلاً ممتلئاً بالمعرفة والعلم نظيره إلى جاهل ليحظى بالحياة والفرح والسلام دونه هو؟ أنه أمر يضع الحكمة البشرية في التراب. أ يقف الأقوياء أصحاب النفوذ والمراكز الاجتماعية المرموقة خارجاً يرقبون خلاص المساكين الفقراء؟ أ يُستبعد الشرفاء سليلي العائلات الراقية، وذَوي الأنساب والألقاب الطنانة في المجتمع، ويُرَحَب بالأدنياء والذين لا شأن ولا قيمة لهم؟ أ ليس في كل هذا حكمة، لكي لا يفتخر كل ذي جسد أمامه. فهذه هي حكمة الله التي تجتذب إلى صليب المسيح كل هؤلاء، لنرى في حكمة الصليب كيف يخلص الجاهل ولا يخلص الحكيم، كيف يخلص الضعيف ولا يخلص القوي، كيف يخلص الدنيء ولا يخلص الشريف. وحتى عندما يتعامل الله في اتساع نعمته مع البعض من الحكماء والشرفاء، فإنه يقودهم للإقرار بعدم أهليتهم مع الشعور بنعمة الله المتفاضلة عليهم في الصليب.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الصليب برهان بطلان الحكمة البشرية
الحكمة الحقيقية هي الإنجيل، وسيلة الخلاص خلال صليب المسيح
أول برهان على صدق رسالة المسيح
يا صليب المسيح إحمِنا، يا صليب المسيح ناضِل عنّا،
الحكمة والمعرفة البشرية


الساعة الآن 05:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024