أردوغان يعترف على استحياء بمذبحة الأرمن في ذكراها الـ 99..

[Mary Naeem]

ويصفها بـ"الألم المشترك".. مليون ونصف أرمني ضحايا المجزرة.. 24 دولة تعترف بها.. تركيا تتنصل وتشكك في الأرقام


قدم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان التعازي لأحفاد قتلى الأرمن، عشية ذكرى مذبحة الأرمن التي وقعت منذ قرن تقريبا، واصفا مقتلهم في أحداث الحرب العالمية الأولى، بأنها "ألم مشترك"، على الرغم من رفض الدولة التركية الاعتراف بمصطلح الإبادة الجماعية الذي نفذه أجداد أردوغان في أكثر من مليون أرمني.

مقتل مليون ونصف أرمني

ففي مثل هذا اليوم ومنذ 99 عاما وقعت المذابح التركية ضد الأرمن، والتي راح ضحيتها مليون ونصف المليون إنسان في واحدة من أبشع المذابح في تاريخ البشرية، وحدثت المذبحة في عهد الدولة العثمانية.

إبادة جماعية

وتعد مذابح الأرمن من جرائم الإبادة الجماعية الأولى في التاريخ الحديث وبدأت في 24 أبريل 1915، واعتقل فيها أكثر من 250 من أعيان الأرمن في إسطنبول، وبعد ذلك طرد الجيش العثماني الأرمن من ديارهم، وطالبهم بالإخلاء القسري والمسير مئات الأميال عبر الصحراء، وهو ما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا إلى نحو مليون ونصف أرمني، وتم حرمانهم من الغذاء والماء، بالإضافة إلى الاعتداء عليهم بدنيا وجنسيا.

ويبدأ تاريخ العلاقة بين الأرمن والدولة العثمانية عام 1514 م عندما استولى العثمانيون بقيادة السلطان سليم الأول على أرمينيا بعد إلحاق الهزيمة بالفرس "الصفويين" في معركة سهل جالديران، ويعتبر هذا التاريخ تاريخا أسود بالنسبة للأرمن فقد استغلهم الأتراك لكونهم متعلمين وحرفيين كما أرهقوهم بكثرة الضرائب.

هروب الأرمن إلى الدول المجاورة

وبدأت العلاقات بين الأتراك والأرمن تزداد سوءا شيئا فشيئا فاضطر كثير من الأرمن إلى الهرب من بطش الأتراك إلى البلاد المجاورة، واستوطن عدد كبير منهم في سوريا، ووجدوا الأمان وعملوا في المهن الحرفية الدقيقة والصناعات، كما انتقلت أعداد منهم إلى مصر ولبنان وفلسطين والأردن.

و أثناء القرن التاسع عشر تحسنت أوضاع الأرمن كثيرا لتصبح أكثر طوائف الدولة العثمانية تنظيما وثراءً وتعليمًا، وعاشت النخبة من الأرمن في عاصمة الإمبراطورية العثمانية مدينة إسطنبول، وتميزوا بالغناء الفاحش وكان لهم نفوذ اقتصادي كبير في الدولة.

عبد الحميد الثاني نفذ المجازر

وتعرض الأرمن في عهد الدولة العثمانية إلى عدة اعتداءات كان أبرزها مذابح الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى، ويعد السلطان عبد الحميد الثاني أول من بدأ بتنفيذ المجازر بحق الأرمن وغيرهم من المسيحيين الذين كانوا تحت حكم الدولة العثمانية.

وشهد عهده المجازر الحميدية وقتل مئات الآلاف من الأرمن واليونانيين والآشوريين لأسباب اقتصادية ودينية متتعدة، وبدأت عمليات التصفية بين عامي 1894-1896 وهي المعروفة بالمجازر الحميدية.

إثارة القبائل الكردية

كما أثار عبد الحميد الثاني القبائل الكردية لكي يهاجموا القرى المسيحية في تلك الأنحاء، وترددت شائعات وقتها أن الآرمن حاولوا اغتيال عبد الحميد ولكن السببب الحقيقي كان لهذه المجزرة هو خوف العثمانيين من انضمام الأرمن إلى الروس وغيرهم في الاستقلال.

وفى 24 من أبريل عام 1915، اعتقلت السلطات التركية أعيان الأرمن في إسطنبول وأعدمتهم وبعد ذلك اعتقلت عددا كبيرا منهم في جميع أنحاء تركيا ثم إعدامهم رميا بالرصاص.

قتل الرجال وتهجير النساء والأطفال

أما النساء والأطفال فصدرت لهم الأوامر بمغادرة منازلهم خلال 24 ساعة وإلا تعرضوا لعقوبة الإعدام وكان عددهم نحو 2 مليون نسمة، وبالفعل خرجت العائلات الأرمنية من منازلها في طريقها للصحراء ثم تم قتل جميع الرجال الأصحاء وخطف النساء واغتصابهن وترك الباقى للجوع والعطش أثناء الطريق لمئات الكيلو مترات في مناطق صحراوية مما أدى إلى قتل مليون ونصف أرمنى، أما النصف مليون الناجين من المذبحة ذهبوا إلى دول قريبة مثل "سوريا – مصر – لبنان – العراق".

وبعد ذلك استولى الجيش التركي على جميع ممتلكات ومنازل الأرمن وامتلك الأرمن في هذا الوقت العديد من الممتلكات وتجارة كبيرة في جميع أنحاء تركيا و تم الاستيلاء عليها.

ولا تزال أرمينيا تتمتع بجالية كبيرة في مختلف دول العالم، ولا تزال الجالية الأرمنية بمصر من الجاليات الأكثر ارتباطا بتاريخ مصر فتاريخهم يعود إلى عصر الدولة الفاطمية.


توافد الأرمن إلى مصر

كما زاد أعداد الوافدين من الأرمن إلى مصر عقب المذابح الأرمنية خلال القرن العشرين وحصلوا على الجنسية المصرية، ورغم تأسيس دولتهم عام 1991 إلا أن أرمن مصر تعلقوا بمصريتهم ولا زالوا يعيشون بها ويشاركون أهلها أحزانهم وأفراحهم وثوراتهم، كما أن هنالك 24 دولة اعترفت بمذابح الأرمن.

ذكري مذبحة الأرمن تأتي هذا العام متميزة باعتراف رسمي من رئيس الوزراء التركي الذي تقدم بعزاء غير مسبوق للأرمن عشية ذكرى مذبحة الأرمن، من خلال بيان له فتارة يؤكد أن الرقم المثبت تاريخيا عن ضحايا الأرمن جراء المذبحة مبالغ فيه، وتارة يشير إلى أن القتلى كانوا على الجانبين بينما انهارت الإمبراطورية العثمانية، وتأتي تصريحات وتحركات أردوغان قبل عام من الاحتفال بإحياء مئوية المذابح الأرمنية.

ففى عام 2015 المقبل سيكون مر قرن كامل على مذابح الأرمن التي ارتكبتها القوات التركية أثناء الحرب العالمية الأولى.