كتاب الروح القدس وعمله فينا لقداسة البابا شنودة الثالث
3- لاهوت الروح القدس
قال القديس بطرس " إن الكذب على الروح القدس معناه الكذب على الله" (أع5: 23 ). ومادام هو روح الله، (أي 33: 3) (2كو3: 3)، وهو روح السيد الرب ( اش61: 1)، إذن هو الله.
هذا المعزي، روح الله، حل على التلاميذ في يوم الخمسين (أع2: 1 4). وهو الذي وعد به الله في سفر يوئيل النبى قائلًا " ويكون بعد ذلك أنى اسكب روحى على كل بشر، فيتنبأ بنوكم وبناتكم، ويحلهم شيوخكم أحلامًا، ويري شبابكم رؤي" ( يؤ2: 28). وقد ذكر القديس بطرس أن هذه النبوءة تحققت في يوم الخمسين (أع2 : 16، 17).
هو روح الله، وهو " روح إبنه" (غل4: 6) " روح المسيح" (1بط1: 11).
هو " روح الرب" (اش11: 2) " روح السيد الرب" (اش61: 1). قيل في سفر ايوب الصديق "روح الرب صنعى" (أي33: 4). وقال حزقيال النبى " وحل على روح الرب وقال لي..." (خر11: 5). وقال القديس بطرس في توبيخ ما فعله حنانيا وسفيرا " ما بالكما قد اتفقتما على تجربة روح الرب" (أع5: 9). وهو " روح الحق" (يو14: 17). وقال عنه السيد المسيح "روح الحق الذي من عند الآب ينبثق" (يو15: 26). وقال أيضًا " متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق" (يو16: 13).
ويثبت لاهوت الروح القدس أنه في الثالوث القدوس.
إنه واحد مع الآب والأبن. وفي ذلك يقول السيد المسيح الرب أرسله القديسين " تلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والآبن والروح القدس" (أع28: 19) ولاحظوا هنا أنه يقول " باسم " وليس باسماء... وهذا يوافقه أيضًا ما ورد في رسالة القديس يوحنا الأولي، إذ يقول " فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة (اللوجوس) والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة هم واحد" (1يو5: 7 ).
ويثبت لاهوته أيضًا أنه الحيى ومعطي الحياة.
ولذلك يسمى " روح الحياة" (رو8: 2).
. وقد ورد في سفر حزقيال النبى، أنه هو الذي يحيى الموتى (حز37: 9، 10). ومن الذي يستطيع أن يحيى الموتي ويقيهم، إلا الله وحده. الروح القدس هو أقنوم الحياة. هو مصدر الحياة في العالم كله، سواء الحياة بمعني الوجود أو البقاء، أو الحياة مع الله. وبصفه قانون الإيمان بأنه " الرب المحيى".
ويثبت لاهوت الروح القدس، أنه مصدر الوحى.
وقانون الإيمان يصف لروح القدس بأنه " الناطق في الأنبياء".
ولعل هذا يوافق ما ورد في الرسالة الثانية للقديس بطرس الرسول عن الوحي الإلهى إذ قال " لأنه لم تأت نبوءة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2بط1: 21). ومادام الوحى من الروح القدس، إذن هو من الله، لأنه من روح الله. لذلك قال القديس بولس الرسول " كل الكتاب موحي به من الله، ونافع للتعليم" (2تى3: 16). يقول الرسول أيضًا " حسنًا كلم الروح القدس آباءنا بأشعياء النبى قائلًا.." (أع28: 25 - 27). وكمثال لهذا الوحي قال حزقيال النبى"... وحل على روح الرب وقال لي ك قل هكذا قال الرب..." (حز11: 5). ويقول الوحي الإلهى في سفر اشعياء النبى " أما أنا فعهدي معهم -قال الرب- روحى الذي عليك وكلامى الذي وضعته في فمك لا يزول من فمك، ولا من فم نسلك... من الآن وإلى الأبد" (اش59: 21).