إن المخلص له المجد كان أعظم مثال للطاعة فقد كانت حياته لجة آلام وأحزان من المذود إلى الصليب. وقد قال في أهول أوقاته لأبيه "لتكن لا إرادتي بل إرادتك" لو (22: 42) فهل يليق بنا أن نتذمر متى شاء الرب اقتيادنا بالتجارب لتهذيب نفوسنا ورجوعها إليه. قال الرب اخترتك في كور المشقة اش (48: 10) وهل في يدنا أن نختار نصيبنا؟ وهل في قدرتنا رفع ما يضعه الرب على أعناقنا؟ ومن منا يستطيع أن يرفع صوته ضد من بيده أمرنا؟ هو الرب يفعل ما يشاء، ولا يوجد من يمنع يده أو يقول له ماذا تفعل وهو قادر أن يخفف ألمنا ويملأنا عزاء،فان الفاخوري لا يترك آنيته في النار حتى تحترق، وكذا البستاني فانه إذا نزع بعض أشجاره فانه بذلك يحافظ على جزوعها وأصلها. فطوبى للنفس التي تقول من عمق قلبها بتسليم كامل "لتكن لا إرادتي بل إرادتك".