|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أين إذن حداثة العهد الجديد؟ (ار 31: 31- 34) ينص نص إرميا على أنّ حداثة هذا العهد الّذي سيتجدد، ستتعلق بـ "الباطن" الّذي ستكتب عليه الشريعة وهو القلب قائلاً: «لكِنَّ هذا العَهدَ الَّذي أَقطَعُه مع بَيتِ إِسْرائيلَ بَعدَ تِلكَ الأَيَّام، يَقولُ الرَّبّ، هو أَنِّي أَجعَلُ شَريعَتي في بَواطِنِهم وأَكتُبُها على قُلوبِهم، وأَكونُ لَهم إِلهاً وهم يَكونونَ لي شَعبًا» (ار 31 : 33). إن حداثة العهد الجديد تتمثل في إنّه مكتوب في القلب ويشترط في مغفرة خطايا الشعب من قِبل الرّبّ الإله، إنها تجربة الغفران الّتي يمكن أنّ تغير كلّ شيء وتعيد المستقبل لأولئك الّذين خانوا الأمانة والعهد القديم. لقد ظن معاصري ارميا إنّه ليس أمامهم سوى وقت ودون أمل وفرح أمامهم، إلّا أن الرّبّ الإله يفاجئهم بالجديد فهو الّذي بادر بالعهد وهو الّذي يجدده بحسب أمانته لصالح شعبه. لذا يختتم إله العهد هذا النص بقراره الصريح: «لا يُعَلِّمُ بَعدُ كُلُّ واحِدٍ قَرببَه وكُلُّ واحِدٍ أَخاه قائِلاً: "اِعرِفِ الرَّبّ"، لِأَنَّ جَميعَهم سيَعرِفوَنني مِن صَغيرِهم إِلى كبيرِهم، يَقولُ الرَّبّ، لِأَنِّي سأَغفِرُ إِثمَهم ولن أَذكُرَ خَطيئَتَهم مِن بَعدُ» (ار 31 : 34). فالغفران هو الكلمة الإخيرة الّتي تنتمي فقط لله ويدعونا للتوبة لننتمي لشعبه ونقبل هذا العهد الجديد. هذا النص يسمح بالربط بين العهد الجديد الذي أعلنه ارميا والعمل الكهنوتي الّذي قام به يسوع، والّذي تحقق من خلال هبة حياته في طاعته للآب وهو ما سنتعمق فيه بناء على نص الإنجيل للرابع. |
|