|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مريم تدهن قدمى المسيح بمن من طيب ناردين خالص كثير الثمن "فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَنًا مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ، وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ، وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا، فَامْتَلأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ" (يوحنا 3:12) المن:وزن يوناني وروماني يساوي نحو مائة درهم. الناردين: نوع من الأطياب الثمينة التي تنافس بها القدماء، وذُكر في سفر نشيد الأناشيد (1: 12؛ 13:4، 14). أما كونه خالصًا فيعني أنه نقي غير مضاف إليه شموع أو راتنجات ليصير كالمرهم. عبَّرت مريم عن حبها بسكب رطلٍ من طيب ناردين خالص كثير الثمن، حيث دهنت قدميه ومسحتهما بشعر رأسها، فامتلأ البيت من رائحة الطيب. قدمت أغلى ما لديها لتكريم السيد. إنها لم تدهن رأسه كالعادة المتبعة، بل في حبٍ عميقٍ دهنت قدميه. حتمًا إن سكب رطل طيب نقي تدفق على ثياب السيد المسيح، وامتلأ البيت كله برائحته الطيبة. وكما تقول النفس البشرية عن عريسها الملك: "مادام الملك في مجلسه، أفاح نارديني رائحته" (نش ١: ١٢). لقد سكبت مريم طيب حبها الخالص ولازالت رائحته الطيبة تملأ بيت الرب عبر الأجيال، يشتمه الآب إذ يحمل رائحة المسيح الذكية (٢ كو ٢: ١٥)، ونشتمه نحن المؤمنون بعد كل القرون، فنشتهي أن نقدم حياتنا كلها رائحة حب خالص نحو ذاك الذي بادرنا بحبه. *مرثا خدمت، من هذا يتضح أن الوليمة كانت في بيتها... مريم لم تخدم، إذ كانت تلميذة. هنا أيضًا سلكت بطريقة أكثر روحانية.فإنها لم تخدم كما لو كانت قد دُعيت لتفعل هذا، ولا قدمت خدماتها مشاعة لكل الضيوف بوجهٍ عامٍ، وإنما كرمت ذاك وحده. اقتربت إليه ليس كإنسانٍ بل بكونه إلهها. لهذا سكبت عليه دهن الطيب ومسحته بضفائر رأسها، لم تمارس هذه أفعال معتقدة فيه مثلما ظن الكثيرون. القديس يوحنا الذهبي الفم *الطيب هو البرّ، كان وزنه منًا (رطلًا)، لكنه طيب من ناردين خالص كثير الثمن... أصل الكلمة "خالص" في اليونانية ندعوها "الإيمان". "أنتم تطلبون أن تصنعوا البرّ، فإن البار بالإيمان يحيا" (رو ١: ١٧). امسحوا قدمي يسوع، أي اقتفوا إثر خطوات الرب بحياة صالحة. امسحوا قدميه بشعوركم، بما هو فائض لديكم، قدموه للفقراء بهذا تمسحون قدمي الرب. لأن الشعر يبدو كأنه أمر زائد في الجسد. لتقدموا شيئًا من الفيض الذي لديكم. إنه فائض عندكم، لكنه ضروري بالنسبة لقدمي الرب. ربما قدما الرب على الأرض في احتياج. فإنه عن من يقول إلاَّ عن أعضائه: "ما فعلتموه بأحد اخوتي الأصاغر فبي فعلتم" (مت ٢٥: ٤٠)؟ إنكم تقدمون مما هو فائض عنكم، لكنكم تقدمون ما هو مُستحب لقدميه. * "فامتلأ البيت من رائحة الطيب"العالم يمتلئ بسمعته الشخصية الصالحة، لأن السيرة الصالحة كرائحة طيب مبهجة. الذين يسلكون في الشر ويحملون اسم مسيحيين يسيئون إلى المسيح. عن هؤلاء قيل أنه بسببهم يُجدف على اسم الرب (رو ٢: ٢٤). إن كان بمثل هؤلاء يجدف على اسم الله، فإنه خلال الصالحين يُكرم اسم الله. استمعوا إلى الرسول وهو يقول: "نحن رائحة المسيح الذكية في كل موضع". كما جاء في نشيد الأناشيد: "اسمك دهن مهراق" (نش ١: ٣). القديس أغسطينوس *هذا العطر لا يختلف عن عطر العروس الذي أفاح رائحة العريس. "مادام الملك في مجلسه أفاح نارديني رائحته" (نش 1: 12). جاء في الإنجيل إن سكب الطيب على رأس ربنا قد أفاح رائحة ذكية في أرجاء المنزل حيث أقيمت المأدبة. يبدو أن المرأة ساكبة الطيب قد تنبأت بسرّ موت المسيح. وقد شهد الرب لعملها هذا قائلًا، "إنما فعلت ذلك لأجل تكفيني" (مت 12:26). المنزل الذي امتلأ بهذه الرائحة يمثل الكون بأكمله، العالم كله: "حيثما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم"، تنتشر رائحة عملها هذا مع الكرازة بالإنجيل، ويصير الإنجيل "تذكارًا لها"، إذ أن الناردين في نص نشيد الأناشيد يفيح رائحة العريس لعروسه، وفي الإنجيل أيضًا تصير رائحة المسيح الذكية التي ملأت كل المنزل كطيبٍ يطَّيب كل جسد الكنيسة في كل المسكونة والعالم أجمع. القديس غريغوريوس النيسي |
27 - 04 - 2014, 07:22 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: مريم تدهن قدمى المسيح بمن من طيب ناردين خالص كثير الثمن
مشاركة راااائعة
ربنا يعوض تعب خدمتك |
||||
27 - 04 - 2014, 10:40 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مريم تدهن قدمى المسيح بمن من طيب ناردين خالص كثير الثمن
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
04 - 05 - 2014, 07:37 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: مريم تدهن قدمى المسيح بمن من طيب ناردين خالص كثير الثمن
شكراً على مروركم الجميل |
||||
|