رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ظلت الكنعانية تصرخ خلف المسيح "ارْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ، اِبْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدًّا" .. لكنه لَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ ! ورغم صمته لم تهزمها الأسئلة "هل يسمعنى؟ لماذا أصلى؟ هل تغيّر الصلاة مشيئته؟" .. لم تكن تعرف بعد مشيئته، فاستمرت فى الصراخ حتى أن تلاميذه قالوا له :"اصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا" .. ظلت تصرخ .. فكشف لها عن مشيئته: "لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ" .. أى أن طلبها مرفوض لأنها أممية ! ورغم ذلك لم تتراجع، ولم تُحارَب بفكرة أن الله "له ناس ناس" وأنها "ليست من هؤلاء المحظوظين الذين تحدث معهم المعجزات" .. بل أَقتربت منه أكثر وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً "يَا سَيِّدُ أَعِنِّي" ! وهنا أغلق الباب قائلاً "لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب"! .. ورغم قسوة الرد لكنها لم تغضب منه ولم تخاصمه ولم تتشكك فى صلاحه .. بل قَالَتْ "نَعَمْ يَا سَيِّدُ وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا" ! ثلاث أفكار شرسة كانت كفيلة بتعطيل صلاة الكنعانية .. لكنها استمرت بإصرار عجيب ! حِينَئِذٍ أَجَابَها يَسُوعُ "لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ" .. فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ ! حين يبدو الله صامتاً، صلِّى .. وحين تتشكك فى جدوى الصلاة، صلِّى .. وحين تهتز ثقتك فى صلاحه، صلِّى .. إهزم حروب الصلاة بالصلاة ! فقد يتظاهر أن مشيئته الرفض كى تستمر أنت فى الصراخ .. لتكتشف فى النهاية أن مشيئته هى .. "لِيَكُنْ لَكَ كَمَا تُرِيدُ" |
|