رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العمل مع الله كلمة منفعة - البابا شنوده الثالث قال السيد المسيح "أبى يعمل حتى الآن، وأنا أيضًا أعمل" ونود أن نركز على العبارة الأخيرة.. وقال بولس الرسول عن نفسه وعن زميله أبولس "فإننا نحن عاملان مع الله" (1كو 3: 9). إن الله يمكنه أن يعمل كل شيء وحده. ولكنه لا يشاء، إنه يريدك أن تعمل معه. وليس أن تعمل فقط، بل أيضًا يريدك أن تتعب في العمل، مجاهدًا، وهو سيعطى كل واحد أجرته بحسب تعبه (1كو 3: 8) وعمل الله، ليس معناه أن يكسل البشر.. وهوذا الرب في سفر الرؤيا يطوب ملاك كنيسة أفسس على عمله وتعبه، فيقول له: أنا عارف أعمالك، وتعبك، وصبرك، وقد احتملت، ولك صبر، وتعبت من أجل اسمي ولم تكل" (رؤ 2: 2، 3). والعمل -بالنسبة إلى الروحانيين- هو شركة مع الله، شركة مع الروح القدس، شركة مع الطبيعة الإلهية في العمل.. إنه استعداد الإرادة للشركة مع الله بل اشتراكها فعلًا . لهذا نحن نقول للرب في أوشية المسافرين "اشترك في العمل مع عبيدك". وليس الاعتماد على الله لونًا من التواكل واللامبالاة، إنما هو شركة في العمل، معتمدة على قوة الله. وبالعمل يختبر الله مدى محبتنا له، ومدى طاعته. والمحبة كما قال القديس يوحنا الرسول "لا تكون بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق" (1يو 3: 18) إن داود النبي مع إيمانه بأن "الحرب للرب"، وإيمانه بأن الله سيعمل، إلا أنه أخذ مقلاعه وحصواته، تقدم إلى الصف، أمام جليات.. لذلك اعمل، واطلب من الله أن يشترك معك في العمل. وحذار أن تكسل، فإن الله لا يحب الكسالى.. عليك أن تغرس وأن تسقى، والله هو الذي ينمى.. حقا تقول في أتضاع "ليس الغارس شيئًا، ولا الساقي شيئًا".. ولكن الله الذي يُنمي ما تغرسه وما تسقيه وما تتعب فيه.. |
|